أزمة الكاكاو تعكر مزاج عشاق الشوكولاتة.. واردات الاتحاد الأوروبى الغذائية مهددة بسبب تغير المناخ وانخفاض التنوع البيولوجى.. صناعة الشوكولاتة فى خطر غير مسبوق مع زيادة الأسعار.. وشركات تلجأ "للخروب" كأحد البدائل

يعاني عشاق الشوكولاتة من ارتفاع كبير في الأسعار، نتيجة تأثر محاصيل الكاكاو بارتفاع درجات الحرارة والجفاف، ما يهدد الإنتاج العالمي في الفترة الأخيرة.
وحذّر تقرير جديد من أن فقدان التنوع البيولوجي والتغير المناخي يُشكلان تهديدًا متزايدًا لست من أهم واردات الأغذية في أوروبا، أبرزها الكاكاو والقمح والقهوة، وذلك بسبب التغيرات المناخية.
وأشارت صحيفة "إيه بي سي" الإسبانية إلى أن "مؤسسة المناخ الأوروبية" أصدرت تقريرًا يؤكد أن أكثر من نصف واردات هذه الأغذية تأتي من دول معرضة لتغير المناخ، ومواردها محدودة للتكيف. وبالنسبة للقمح والذرة والكاكاو، فإن ثلثي الواردات تأتي من دول يُعد تنوعها البيولوجي سليمًا.
ووفق التقرير، تُعد الذرة والأرز والقمح، إلى جانب الكاكاو والقهوة وفول الصويا، مواد خامًا أساسية لإنتاج وتصدير الأغذية الزراعية في الاتحاد الأوروبي.
وقالت كاميلا هيسلوب، المؤلفة الرئيسية للتقرير: "هذه ليست تهديدات نظرية، بل تتجلى بالفعل في تأثيرات سلبية على الشركات والوظائف وتوافر الغذاء وأسعاره، وهي في ازدياد مستمر".
صناعة الشوكولاتة في الاتحاد الأوروبي تواجه خطرًا غير مسبوق
بصفتها أكبر منتج ومصدر للشوكولاتة في العالم، تواجه صناعة الشوكولاتة الأوروبية – التي تُقدَّر قيمتها بنحو 44 مليار يورو – تهديدًا حادًا نتيجة التأثيرات المناخية. يأتي نحو 97% من الكاكاو، المكوّن الأساسي للشوكولاتة، من دول ذات تصنيف منخفض أو متوسط من حيث القدرة على التكيف مع تغير المناخ، بحسب "مؤشر نوتردام العالمي للتكيّف".
وتُستورد معظم واردات الكاكاو الأوروبي من دول غرب أفريقيا مثل كوت ديفوار وغانا والكاميرون ونيجيريا، والتي تعاني من تأثيرات مناخية وبيئية متزايدة.
وقالت هيسلوب إن الاتحاد الأوروبي دفع ثمنًا متزايدًا لواردات الكاكاو بسبب هذه الضغوط، حيث ارتفعت قيمة الواردات بنسبة 41% خلال العام الماضي. كما ساهم ارتفاع أسعار السكر المرتبط بالمناخ في زيادة تكلفة إنتاج الشوكولاتة، ما يُبرز "الضرر المزدوج" الذي يهدد صناعة الأغذية.
ووفق تحليل حديث أجرته "وحدة الطاقة والاستخبارات المناخية" (ECIU)، ارتفعت أسعار الشوكولاتة بنسبة 43% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مع ظهور علامات استفهام على رفوف المتاجر الكبرى.
الخروب بديل محتمل في مواجهة ارتفاع الأسعار
تسعى بعض الشركات الأوروبية، خاصة الإسبانية، إلى البحث عن بدائل للكاكاو، وكان "الخروب" من أبرز هذه البدائل. وتُعد "خوانا ماريا فيرجير مارتن"، الجيل الثالث في عائلتها المتخصصة بالخروب، من أوائل من طوّروا وصفات جديدة حولت هذه الثمرة إلى منتج فاخر.
بدأت فيرجير بإنتاج دقيق الخروب المخصص للحلويات، ثم طورت معجون الخروب المشابه في قوامه لمنتجات الكاكاو، وأطلقت خطًا لإنتاج ألواح "نوجا الخروب" التي تلقى رواجًا كبيرًا، رغم تأكيدها أن الخروب والشوكولاتة منتجان مختلفان.
10 آلاف دولار للطن.. الكاكاو يصل إلى أعلى سعر منذ 50 عامًا
وصل سعر الكاكاو إلى مستويات تاريخية، متجاوزًا 10 آلاف دولار للطن المتري، وهو الأعلى منذ أكثر من نصف قرن. ويرجع هذا الارتفاع إلى تأثير التغيرات المناخية، خاصة في ساحل العاج وغانا اللتين تنتجان أكثر من 70% من إمدادات الكاكاو العالمية.
تسببت الأمطار الغزيرة في تفشي الأمراض بين أشجار الكاكاو، ما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 32% بين أكتوبر وفبراير الماضيين، مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق.
وارتفعت كذلك أسعار السكر بنسبة 8% في عام 2024، مما أدى إلى زيادة تكلفة تصنيع الشوكولاتة، وتراجع حجم المبيعات، حيث أبلغت شركات مثل "هيرشي" و"موندليز" عن انخفاض في الكميات المبيعة خلال الربع الأخير من العام.
مستقبل غامض لعشاق الشوكولاتة
مع استمرار الضغوط المناخية والاقتصادية، من المرجح أن تظل أسعار الشوكولاتة مرتفعة خلال الفترة المقبلة، ما قد يدفع المستهلكين إلى تقليل استهلاكهم أو البحث عن بدائل جديدة، مثل الخروب.
Trending Plus