اقتحام الأقصى.. الاحتلال يشعل فتيل مواجهة خطيرة.. تصعيد ممنهج في الأقصى.. سياسيون: الاحتلال يتحدى العالم.. ويؤكدون: الاقتحام استفزاز جديد وتجاوز للخطوط الحمراء.. والعرب مطالبون بالتحرك الفوري

في مشهد يعكس تصعيدا إسرائيليا ممنهجا واستخفافا صارخا بالمقدسات الإسلامية، اقتحم وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، برفقة عشرات المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك، في تحد سافر لمشاعر أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، وفي انتهاك فج للشرعية الدولية والقانون الإنساني.
هذه الحادثة التي تتكرر بغطاء رسمي، وتواطؤ أمريكي، وصمت دولي، أثارت ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية ، التي طالبت بتحرك عربي وإسلامي حازم لوقف الجرائم الإسرائيلية المتكررة في القدس المحتلة.
استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين
وفي هذا السياق أدان الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، بأشد العبارات، اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير وعدد كبير من المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك، معتبرا ذلك استفزاز فج لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، واستمرار لنهج الاحتلال الإسرائيلي في التصعيد وفرض سياسة الأمر الواقع بالقوة.
وأكد "محسب"، أن هذه الممارسات المتطرفة تمثل انتهاكا صارخا للوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة، وتشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار في المنطقة، كما تُعد استهزاء بكل الجهود الدولية الرامية إلى التهدئة ومنع تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، محذرا من تداعيات تلك التصرفات المتهورة على الأمن الإقليمي.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن صمت المجتمع الدولي يشجع إسرائيل على الاستمرار في تلك السياسات العدوانية، قائلا: "الاقتحام الذي قاده بن غفير، المعروف بتوجهاته العنصرية وتحريضه المتكرر على العنف ضد الفلسطينيين، لا يمكن قراءته إلا في سياق متعمد لاستفزاز مشاعر المسلمين، ودفع المنطقة نحو مزيد من التوتر والتصعيد."
وشدد النائب أيمن محسب على أن هذه الأفعال تعكس استخفاف الحكومة الإسرائيلية بالشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، مؤكدا أن حماية المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، واجب على جميع الدول العربية والإسلامية، وأن ما يحدث في القدس من تهويد ممنهج واقتحامات متكررة يتطلب موقفا عربيا ودوليا موحدا وحازما.
وطالب "محسب"، القوى الكبرى إقليميا ودوليا بالخروج من دائرة البيانات الشكلية واتخاذ خطوات حقيقية وملموسة لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية، والعمل الجاد من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشددا على أن مصر، قيادة وشعبا ستظل داعمة للقضية الفلسطينية، ومدافعة عن حقوق الفلسطينيين، وأن مثل هذه الممارسات لن تنال من إرادة الشعوب الحرة في الدفاع عن مقدساتها وحقوقها.
تصعيد إسرائيلي سافر يستوجب تحركا دوليا
فيما استنكر المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، بشدة الاقتحام الذي قاده وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، وعدد كبير من المستوطنين، للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدا أن ما جرى يمثل اعتداء صارخا على حرمة المقدسات الإسلامية، وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي، ونسفا لكل الأعراف التي تحكم أماكن العبادة.
وأوضح "الجندي"، أن هذا الاقتحام - الذي لم يكن الأول من نوعه - يأتي في سياق تصعيد منهجي تتبعه الحكومة الإسرائيلية الحالية، التي تضم في تشكيلها شخصيات ذات توجهات يمينية متطرفة تسعى لتأجيج الصراع الديني، وتحويله من نزاع سياسي قابل للحل إلى مواجهة دينية مفتوحة يصعب احتواؤها، وهو ما يهدد بإشعال المنطقة بأكملها.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن صمت المجتمع الدولي تجاه الانتهاكات المتكررة للمقدسات الإسلامية في القدس يعطي الضوء الأخضر لحكومة الاحتلال للاستمرار في سياستها العدوانية، ويجعل من دعوات التهدئة والعملية السلمية شعارات بلا مضمون، مضيفا : "يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية لكل من يخرق القوانين الدولية ويعرض الأمن والاستقرار الإقليمي للخطر، وعلى رأسهم المسؤولون الإسرائيليون الذين يتعمدون إشعال الأوضاع في الأراضي الفلسطينية".
وأكد "الجندي"، أن المسجد الأقصى ليس فقط رمزا دينيا بل هو قضية كرامة وهوية، وأن الاعتداء عليه هو اعتداء على مليار ونصف مسلم حول العالم، محذرا من خطورة تجاهل مشاعر الشعوب العربية والإسلامية التي تتابع هذه الانتهاكات بغضب بالغ ورفض قاطع.
ودعا المهندس حازم الجندي ، الحكومات العربية إلى التحرك العاجل من خلال قنواتها الدبلوماسية، وتكثيف التنسيق في المحافل الدولية، لا سيما الأمم المتحدة ومجلس الأمن، من أجل وقف تلك التصرفات الإسرائيلية الاستفزازية، وضمان حماية الوضع القانوني والتاريخي القائم في المسجد الأقصى، بوصفه خالصًا للمسلمين تحت وصاية المملكة الأردنية الهاشمية.
كما طالب النائب حازم الجندي، بإعادة طرح ملف القدس والمقدسات الإسلامية كأولوية على أجندة العمل العربي المشترك، باعتبار أن المساس بها يهدد الأمن والسلم الدوليين، ويمثل خرقا للمواثيق الدولية، وعلى رأسها اتفاقية جنيف الرابعة، مشددا على أن الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية.
وأكد "الجندي"، على موقف مصر الثابت من دعم القضية الفلسطينية، ورفض كل أشكال التصعيد والانتهاكات التي تمس المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة
جرائم الاحتلال تجري بدعم أمريكي وصمت دولي.. وعلى قادة الدول العربية والإسلامية التحرك قبل فوات الأوان
وفي ذات الصدد، قال ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، إن ما يحدث اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة من انتهاكات صارخة وجرائم ممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، وتحديدًا في القدس وقطاع غزة، يمثل تطورًا خطيرًا في الصراع العربي الصهيوني، ويكشف الوجه الحقيقي لكيان الاحتلال الإسرائيلي بوصفه كيانًا عدوانيًا قائمًا على التوسع والقتل والتنكيل منذ عام 1948.
وأضاف الشهابي، في تصريح صحفي اليوم، أن اقتحامات الجماعات التلمودية والمتطرفة للمسجد الأقصى المبارك، تحت حماية قوات الاحتلال، ومسيراتهم الاستفزازية في البلدة القديمة بالقدس، تأتي ضمن خطة ممنهجة لتكريس تهويد المدينة المقدسة وفرض أمر واقع جديد، في ظل دعم غير محدود من الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وصمت المجتمع الدولي المخزي عن جرائم الإبادة والتهجير والتوسع الاستيطاني التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي يوميًا.
وأوضح رئيس حزب الجيل أن ما يجري الآن من تهجير قسري لسكان قطاع غزة، ومخططات ضم الضفة الغربية، واستهداف المسجد الأقصى المبارك، ليس إلا حلقة في سلسلة طويلة من السياسات الصهيونية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، مستغلة حالة الضعف والانقسام العربي والإسلامي، وانشغال الأنظمة بقضايا داخلية، وغياب أي تحرك جاد يرقى لمستوى الكارثة.
وأكد الشهابي أن صمت العالم عن هذه الجرائم، وفي مقدمته الولايات المتحدة، يعد مشاركة فعلية في الجريمة، ويعطي الضوء الأخضر للكيان الصهيوني لمواصلة جرائمه دون رادع، مشددا على أن الوحدة الوطنية الفلسطينية باتت ضرورة ملحة لا تقبل التأجيل، وأن تحقيق المصالحة الفلسطينية يجب أن يكون أولوية قصوى، لتمكين الشعب الفلسطيني من التصدي للمخططات الصهيونية بوحدة صف وقوة موقف، داعيًا الفصائل الفلسطينية كافة إلى تحمّل مسؤولياتها الوطنية والتاريخية.
ودعا ناجى الشهابي، قادة الدول العربية والإسلامية إلى تحرك عاجل وشامل، على المستويات السياسية والإعلامية والحقوقية، من أجل إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية الأمة المركزية، والعمل الجاد لوقف نزيف الدم الفلسطيني، ومساندة الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة في نضاله من أجل تحرير أرضه واستعادة حقوقه المشروعة.
Trending Plus