الثانوية العامة تقترب.. هل عرف الفراعنة المدارس؟

تقترب امتحانات الشهادات خاصة الثانوية العامة بما تمثله من أثر على الشارع المصري، والمعروف أن التعليم في مصر قديم، فهل عرفه المصريون القدماء.
يقول الدكتور حسين عبد البصير في كتابه "تاريخ الفراعنة في 100 سؤال وجواب":
هل كانت هناك مدارس في مصر القديمة؟
مثَّل التعليم في مصر القديمة أهم الأسس التي بنيت عليها الحضارة، وعكس عمق اهتمام المصريين بتدريب وتعليم الأجيال الجديدة، فكان التعليم في مصر القديمة منظما بشكل جيد، لكنه اقتصر على طبقات معينة من المجتمع، خصوصا النبلاء والكهنة.
وقد تناولت مناهج التعليم في مصر القديمة جوانب متعددة من المعرفة؛ مثل القراءة والكتابة، والرياضيات والفلك، والدين أدارت المعابد أو المؤسسات الحكومية المدارس والمعاهد التعليمية، والتي تعد مراكز تعليمية مهمة، ومع ذلك، لم تكن المدارس كما نعرفها اليوم؛ بل تكونت غالبا من مدارس صغيرة أو فصول دراسية يديرها الكهنة أو المعلمون المتخصصون.
ركز المنهج الدراسي على تعليم الكتابة بالهيروغليفية؛ وهي الكتابة الرسمية والأشهر في مصر القديمة. بالإضافة إلى تعلم اللغة، تعلم الطلاب أيضًا الحساب والجغرافيا، والفلك، والتاريخ. ومن ناحية أخرى شكلت المعرفة الدينية جزءا كبيرًا من التعليم؛ إذ كان من الضروري فهم الأساطير، والطقوس، والتعاليم الدينية.
كان التعليم متاحا في الأساس للنبلاء وأبناء الأسر الثرية حيث تلقوا تعليما خاصا، كان يهدف إلى إعدادهم لتولي المناصب العليا في الإدارة، والجيش والمعابد. أما بالنسبة للفئات الأخرى من المجتمع مثل الفلاحين والحرفيين، فكانت فرص التعليم أقل، حيث اقتصر التعليم الأساسي على ما يحتاجونه لأداء وظائفهم اليومية.
وكانت المدارس تدار غالبًا من قبل الكهنة في المعابد، ويتم التدريس للطلاب في الفصول الدراسية الملحقة بالمعبد. وهنالك أيضًا مدارس خاصة بمؤسسات حكومية تهدف إلى تدريب الموظفين الحكوميين والإداريين، بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك مدارس تعليمية تهتم بتعليم الصناعات والحرف اليدوية، ويتم تدريب الحرفيين والفنانين على المهارات العملية المطلوبة.
استخدم المصريون القدماء تقنيات تعليمية مبتكرة، مثل استخدام اللوحات المرسومة، والألواح الطينية، والنصوص المكتوبة لتدريس الطلاب حيث شملت المواد التعليمية النصوص الأدبية، والنصوص الدينية، واللوحات التي توضح كيفية الكتابة والحساب.
أدى ذلك النظام التعليمي إلى تطوير مجتمع متقدم ثقافيا وفكريا.
وساهم التعليم في تقدم العلوم والفنون، وتوثيق التاريخ، والحفاظ على المعرفة الدينية. إذن، لم يكن التعليم مجرد وسيلة لتحصيل المعرفة، بل عنصرا أساسيا في تطوير المجتمع وتحقيق التقدم الحضاري. يعد التعليم في مصر القديمة نظامًا منسقا ومعقدًا، يركز على تطوير المعرفة العلمية والدينية، وله تأثير كبير على تطور الحضارة المصرية القديمة وتقدمها.
Trending Plus