الكوليرا تفتك بالسودان.. الخرطوم تئن تحت ضربات الحرب والمرض.. أكثر من 2700 إصابة خلال أسبوع.. والعاصمة في قلب العاصفة وتحوي 90٪ من الإصابات.. ومنظمة الصحة العالمية تدخل على الخط وسط انهيار البنية الصحية

تشهد السودان، تفش كبير لوباء الكوليرا القاتل، وسط استمرار الأعمال العسكرية بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع، وقد أدت استمرار أعمال العنف، واستهداف الدعم السريع المتواصل للبنية التحتية، إلى تأثر مصادر المياه النظيفة، وهو ما تسبب في انتشار الأوبئة في السودان الذى يرزح تحت نيران الحرب.
وتعيش السودان، حالة من التدهور المقلق في الأوضاع الصحية، وهو ما يحتاج لتدخل كبير وموحد من مختلف الجهات المحلية والدولية، لوضع خطة محكمة وموحدة لمواجهة انتشار الأمراض.
تدهور مقلق في الأوضاع الصحية
ومن جهتها كشفت وزارة الصحة السودانية، عن تدهور مقلق في الأوضاع الصحية في عدة ولايات سودانية، مع تزايد في عدد الإصابات بوباء الكوليرا، حيث تم تسجيل 2,729 إصابة بالكوليرا خلال أسبوع واحد، بينها 172 حالة وفاة، مع تركز نحو 90٪ من الإصابات الجديدة في ولاية الخرطوم، خاصة في محليات كرري، أم درمان، وأمبدة، وفقا لأخر أرقام رسمية معلنة.
كما أعلنت وزارة الصحة السودانية، انتشار المرض في ولايات شمال كردفان، سنار، الجزيرة، النيل الأبيض ونهر النيل.
وأشار التقرير إلى أن عدد الإصابات التراكمية بحمى الضنك ارتفع إلى 12,886 حالة، من بينها 20 حالة وفاة.
كما تم تسجيل 54 حالة إصابة بالحصبة في 6 ولايات، بينها حالتا وفاة، بينما بلغت إصابات السحائي 134 إصابة، بينها 12 وفاة، تركزت 73.9٪ منها في ولاية الجزيرة، أما حالات التهاب الكبد الوبائي (E)، فقد تمركزت بنسبة 91٪ في ولاية كسلا.
فيما أشار تقرير الرقابة إلى فحص 1,415 مصدر مياه من أصل 946 مستهدفة، بنسبة تغطية 150٪، وُجد منها 328 مصدراً غير مطابق للمواصفات، و1,052 مصدراً مطابقاً.
أما تقرير الإمداد الدوائي، فقد كشف عن تفاوت في وفرة الأدوية والمستهلكات الطبية، البالغة 56 صنفاً، إلى جانب نقص في محاليل علاج الكوليرا وحمى الضنك، وتم إرسال 150 طناً من الإمدادات إلى ولاية الخرطوم، وصل منها 120 طناً، كما جرت الاستعدادات لإرسال 30 طناً من غرفة الطوارئ في عطبرة.
وقد تم تقسيم المهام بين عدة لجان ومحاور بهدف السيطرة على الوباء، والبدء بعمليات التطعيم بلقاح الكوليرا في منطقة البجا عبد الهادي بمحلية جبل أولياء، على أن تشمل باقي محليات الولاية في المراحل المقبلة.
واختتم الاجتماع بتوجيهات مشددة لتكثيف الجهود في مجال صحة البيئة، خاصة بولاية الخرطوم، لمواجهة التحديات الصحية المتفاقمة.
ارتفاع معدلات التعافي
ومن جهتها أكدت شبكة أطباء السودان، بدء انخفاض في أعداد حالات الإصابة بوباء الكوليرا، مقارنة بالأسبوع الماضي، مشيرة لتسجيل مراكز العزل 60 حالة إصابة الثلاثاء، وارتفاع معدلات التعافي من الإصابة لأكثر من 213 حالة خلال يومي الاثنين والثلاثاء بمراكز العزل بولاية الخرطوم.
وقال بيان صادر عن الشبكة :"وبدأت صحة الخرطوم بالاستجابة وذلك بفتح مراكز جديدة لتخفيض الضغط على مستشفى النو وتحويل الحالات المصابة خارج المستشفى إلى مركز عزل مستشفى أمبدة والتركي وبشائر وتوفير المعينات الطبية والسعة السريرية لاستيعاب كافة الحالات المصابة وتنفيذ عمليات الرش وإغلاق الأسواق وبدء التطعيم الفموي للقاح الكوليرا كإجراءات احترازية لمواطني الخرطوم".
وطالبت الشبكة السلطات المحلية مزيدا من التدابير لوقف حالات الإصابة وتنظيف الأسواق ووقف نقل المياه بالطرق البدائية وتشغيل كافة الآبار العاملة بالولاية لوقف تفشي الوباء.
دور الصحة العالمية فى مواجهة انتشار مرض الكوليرا
ومن جهته ناقش الدكتور كامل الطيب إدريس، رئيس وزراء السودان، الإجراءات التى يمكن اتخاذها فى مواجهة تفشى وباء الكوليرا فى السودان، مع الدكتور تيدروس أدهانوم مدير عام منظمة الصحة العالمية.
وتناول الاتصال الهاتفى دور الصحة العالمية فى مواجهة انتشار مرض الكوليرا والعمل على ضرورة توحيد الجهود، خاصة فى ظل تفشى الوباء القاتل فى عدد من الولايات السودانية.
وأكد رئيس الوزراء السودانى، على دور منظمة الصحة العالمية، مشددا على ضرورة تجاوز الأطر التقليدية إلى تقديم حلول فعالة، وإرساء إطار اقليمى يكون المرجع والأساس لتوحيد الجهود حال الانتشار السريع لمثل هذه الأمراض الفتاكة، مطالباً بتوفير الأدوات ودعم القدرات والمساعدة العاجلة اللازمة وتطوير الخطة الوطنية لمكافحة الكوليرا وتنفيذها بفعالية، بما فى ذلك الدعم والمساعدة الفنية، والشراكة على المستويين المحلى والعالمي.
ومن جانبه هنأ الدكتور تيدروس أدهانوم، كامل الطيب إدريس على تعيينه رئيساً للوزراء مثمناً المبادرة بالاتصال، الذى جرى الاثنين، وفقا لوكالة أنباء سونا مشيراً إلى أنه سيوجه فريق عمله من رئاسة المنظمة بجنيف والمكتب الاقليمى بالقاهرة لإجراء ما يلزم على وجه السرعة.
Trending Plus