بعثة الحج المصرية تعلن جاهزيتها للمشاعر المقدسة.. خيام مكيّفة وقريبة من مسجد نمرة.. ورئيس البعثة: أماكن مخصصة لذوى الهمم والحالات الإنسانية.. مواجهة ارتفاع دراجات الحرارة بأجهزة تبريد فى كل مكان

مع اقتراب موعد الوقوف بعرفة، ركن الحج الأعظم، تسابق بعثة حج القرعة الزمن لإنهاء الاستعدادات اللوجستية بمشعري عرفات ومنى، استعدادًا لاستقبال الحجاج المصريين في المخيمات المخصصة لهم، وسط توقعات بارتفاع كبير في درجات الحرارة هذا العام.

وأكد اللواء أشرف عبد المعطي، مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية والرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية، أن وزارة الداخلية عززت هذا العام من إمكانياتها لتقديم أعلى مستويات الراحة والرعاية لضيوف الرحمن، خاصة في مناطق المشاعر المقدسة.

وأوضح في تصريحات لليوم السابع أن البعثة نجحت بالتنسيق مع السلطات السعودية في الحصول على مواقع متميزة لمخيمات حجاج القرعة بعرفات، تقع على مقربة من مسجد نمرة، وكذلك في منى، ما يسهم في تسهيل حركة الحجاج وتقريبهم من أماكن أداء الشعائر.

وأضاف أن المخيمات شهدت طفرة نوعية في البنية التحتية والخدمات، حيث تم تزويدها بعدد كبير من أجهزة التكييف بنظام الفريون، في ظل توقعات بارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الحج، كما جرى تجهيز الحمامات بمرافق حديثة تليق بمكانة ضيوف الرحمن، بالإضافة إلى تخصيص ممرات وحمامات مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة لضمان راحتهم الكاملة.

ولم تغفل البعثة جانب الراحة الفردية، إذ تم تزويد الخيام بما يُعرف بـ “صوفا بد” وهي أسرة قابلة للطي توفّر مساحة مريحة للنوم والاسترخاء داخل المخيمات.

وأوضح اللواء عبد المعطي أن ضباط بعثة الحج المصرية يتواجدون ميدانيًا بشكل يومي داخل المخيمات في عرفات ومنى، لمتابعة تنفيذ خطة العمل، والتأكد من جاهزية المرافق، وتجربة التكييفات، ومعالجة أي ملاحظات طارئة على الفور، بما يضمن تقديم أفضل خدمة ممكنة للحجاج.

وحرصت البعثة على توجيه تحذيرات دورية للحجاج بعدم التعرض لأشعة الشمس، خاصة في يوم وقفة عرفات، وذلك حفاظًا على سلامتهم من الإجهاد الحراري.
وأكد أن وزارة الداخلية تضع راحة الحجاج وسلامتهم على رأس أولوياتها، وتسعى باستمرار إلى تطوير منظومة الحج وتحديث خدماتها لتليق بكرامة الحاج المصري وتتناسب مع عظمة الشعيرة.

وجاءت هذه التحذيرات بعد إصدار وزارة الحج والعمرة السعودية بيانًا استند إلى توقعات الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أشارت فيه إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة يوم عرفة، الموافق التاسع من ذي الحجة.
ودعت بعثة الحج المصرية حجاجها إلى تجنب الوقوف تحت أشعة الشمس المباشرة، وأداء صلاتي الظهر والعصر داخل المخيمات بدلاً من التوجه إلى مسجد نمرة أو جبل الرحمة، تجنبًا للتزاحم والإنهاك الحراري.

كما شددت البعثة على أهمية استخدام المظلات الواقية التي تم توزيعها على الحجاج، خاصة خلال التحرك داخل المشاعر في أوقات الظهيرة، مع الإكثار من شرب المياه والسوائل المبردة بشكل منتظم للحفاظ على ترطيب الجسم والوقاية من ضربات الشمس.

وفي سياق متصل، لا تزال بعثة الحج المصرية تواصل أعمالها في الأراضي المقدسة بنجاح منقطع النظير، حيث بدأت منذ اللحظة الأولى لوصول الحجاج المصريين إلى مطارات السعودية حيث استقبلتهم فرق تنظيمية متخصصة أنجزت إجراءات الدخول بسلاسة ويسر، وتم تخصيص حافلات مكيفة لنقلهم إلى أماكن الإقامة.

ونظمت البعثة احتفالات استقبال ترحيبية في الفنادق، قدمت خلالها هدايا رمزية، كما أجرت عمليات التسكين إلكترونيًا لضمان التوزيع السريع والعادل. وخصصت فرق ميدانية لمرافقة الحالات الإنسانية وكبار السن، مع وجود عناصر من الشرطة النسائية لتقديم الدعم الكامل للحاجات من النساء، خصوصًا أثناء أداء المناسك أو التنقل بين المشاعر.

كما تم تنظيم زيارات للحجاج إلى الروضة الشريفة والمزارات الإسلامية في المدينة، إلى جانب توفير علماء وأئمة متخصصين لشرح المناسك والرد على الاستفسارات الشرعية.
وشملت خدمات البعثة أيضًا تقديم الرعاية الصحية عبر عيادات طبية مجهزة بالأدوية والأطباء، إضافة إلى غرفة عمليات مركزية لمتابعة أوضاع الحجاج لحظة بلحظة في المدينة المنورة.

وحرصت البعثة على توزيع وجبات جافة للحجاج أثناء تنقلهم، إلى جانب نشر إرشادات توعوية بشأن الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري، مع تأكيدات مستمرة على أهمية الراحة وشرب السوائل.

وبجهود مخلصة وتنسيق محكم بين الجانب المصري والسلطات السعودية، تبدو بعثة الحج المصرية ماضية بثبات في تقديم موسم حج آمن ومنظم، يليق بضيوف الرحمن ويجسد أسمى معاني الخدمة والرعاية.