تعرف على أعمال الكاتب الكينى الراحل "واثيونجو" المترجمة إلى العربية

رحل عن عالمنا الكاتب الكينى نجوجى واثيونجو واحدا ممن رشحوا إلى نوبل في الآداب والأكثر ترشيحا للجائزة التي فاتته بطبيعة الحال لرحيله كما فاتت كتابا عمالقة مثل ميلان كونديرا وهنا نتوقف مع أعماله المترجمة إلى العربية
لا تبكِ أيها الطفل
"لا تبك أيها الطفل" رواية عن صبي اسمه نجوروغي نشأ في زمن تمرد الماوماو الذي اجتاح كينيا في الخمسينيات وأوائل الستينيات كحركة سرية لمقاومة الاضطهاد الاستعماري، وعن سعي نجوروغي للتعلم وحب مويهاكي ابنة معذّب عائلته.
قضية الماو ماو انتهت وأصبحت من الماضي، لكن رواية لا تبك أيها الطفل تابعَتها بغض النظر عن سياقها التاريخي، ثم حصلت كينيا على استقلالها وتناوب على حكمها العديد من القادة الأفارقة، ولكن شيئا لا يزال خالدا: قصة حياة نجوروغي.
تصور الرواية آمال الشباب والطريقة التي تؤثر فيها السياسة على حياتنا ، وضرورة المقاومة وقيمة العائلة ولو لم يكتب واثيونجو عملا أدبيا سوى لا تبك أيها الطفل لتبوّأ مكانة متميزة في الأدب الأفريقي.
بتلات الدم
رواية نُشرت عام1977 وتدور أحداثها في كينيا بعد الاستقلال مباشرة، وتتتبع أربع شخصيات - منيرة، وعبد الله، ووانجا، وكاريغا - تتشابك حياتهم بسبب ثورة الماو ماو للهروب من حياة المدينة، يلجأ كل منهم إلى قرية إلموروغ الريفية الصغيرة ومع تطور أحداث الرواية، تتعامل الشخصيات مع تداعيات ثورة الماو ماو، بالإضافة إلى كينيا الجديدة التي تتجه بسرعة نحو الغرب.
تتناول الرواية بشكل كبير الشكوك حول التغيير بعد استقلال كينيا عن الحكم الاستعماري ، متسائلةً إلى أي مدى تُقلّد كينيا الحرة القمع الذي وُجد خلال فترة استعمارها، ثم تُديمه.
وتشمل المواضيع الأخرى تحديات الرأسمالية والسياسة وآثار التغريب . كما يُستخدم التعليم والمدارس وثورة الماو ماو لتوحيد الشخصيات، التي تتشارك تاريخًا مشتركًا.
شيطان على الصليب
تعتبر رواية "شيطان على الصليب" أحد أهم الروايات في الأدب الأفريقي. تنتقد بشكل مباشر الرأسمالية، وتهاجم الاستعمار القديم الذي خلف نظامًا جديدًا من الاستعمار الذي يعرف بالامبريالية الحديثة التي تستند على الاستثمار، وتدين عملاء الرأسمالية من أبناء الوطن وقد كتبها واثيونجو على ورق التواليت أثناء اعتقاله نهاية عام 1977، بعد عرض مسرحيته المثيرة للجدل "سأتزوج عندما أريد".
وفي جميع أعماله، أكد واثيونجو على أنه يمكن استخدام الأدب لتفكيك الاضطهاد، ولتحقيق ذلك يجب أن يكون الأدب واضحًا ومكتوبًا مع مراعاة الجمهور المستهدف. ولهذا كتب شيطان على الصليب (وجميع أعماله اللاحقة) بلغة كيكويو (اللغة العامية) لأبناء بلده الذين أراد الوصول إليهم. ولأنه يفهم قوة الكلمات البسيطة والمباشرة، تكاد تكون الرواية بأكملها عبارة عن سلسلة من الخطب والأمثال تُروى من زوايا مختلفة حيث يأخذ القارئ من خلال مواضيع معقدة مثل الرأسمالية الدولية وعدم المساواة بين الجنسين إلى قراءة الشخصيات تسرد قصصها الخاصة، وأبرزها وارينغا الفتاة الشابة المجتهدة التي يغويها رجل ثري كبير في السن فتقيم معه علاقة غير شرعية تتسبب في حملها وإنكار ذلك الرجل لها ولابنتها، أو من خلال الشاب الموسيقي الذي يبحث لتأليف لحن يجمع كل الكينيين بكافة أطيافهم وطبقاتهم، وغيرها من الشخصيات التي تلتقي في حافلة تأخذهم جميعًا لحضور مسابقة يستضيفها الأثرياء لتتويج سبعة "خبراء في السرقة والنهب".

Trending Plus