جامع الشيخ زايد بأبوظبي.. معمارٌ يخطف الأبصار ورسالةٌ تتجاوز الجدران.. تحفةٌ معمارية تسرد حكاية التسامح.. 82 قبة و1000 عمود ورابع أكبر سجادةٍ يدوية في العالم.. ويتسع لأكثر من 40 ألف مصلٍّ، ووجهةٌ

جامع الشيخ زايد بأبوظبي.. معمارٌ يخطف الأبصار ورسالةٌ تتجاوز الجدران.. تحفةٌ معمارية تسرد حكاية التسامح في قلب أبوظبي .. 82 قبة و1000 عمود ورابع أكبر سجادةٍ يدوية في العالم.. يتسع لأكثر من 40 ألف مصلٍّ، ووجهةٌ روحية وسياحية .. يستقبل أكثر من 8 ملايين زائر سنويًا من مختلف الجنسيات والأديان.. تصاميمُ مستوحاةٌ من الطراز المملوكي والفاطمي والمغولي.. صور
في قلب العاصمة الإماراتية أبوظبي، يقع جامع الشيخ زايد الكبير شامخًا كأنّه مرآة تعكس روح الإمارات وهويتها المتعددة، ومجسمًا مذهلًا للتراث الإسلامي بلمسة معمارية حديثة تنبض بالحياة كواحدا من بين أحد أكبر المساجد في العالم، ومعلم ديني وثقافي يجذب الزائرين من مختلف الجنسيات والأديان، ويُعد شاهدًا حيًا على رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات في إثراء قيم التسامح
توضح بيانات المسجد، انه حين خطّ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رؤيته لإنشاء جامع كبير في أبوظبي، لم يكن يسعى فقط لبناء مسجد للصلاة، بل أراد أن يُشيّد صرحًا يعبر عن رسالة الإمارات في التسامح والانفتاح، ويجسّد وحدة الحضارات وتلاقي الثقافات. أراد أن يكون المكان فضاءً روحانيًا وفنيًا في آنٍ واحد، يفتح ذراعيه للمؤمنين من كل مكان، ويعبر عن الوجه الحضاري للإسلام.
بدأت أعمال البناء في العام 1996، واستمرت أكثر من 12 عامًا، بمشاركة آلاف الحرفيين والمهندسين من مختلف أنحاء العالم. وقد استُخدمت في بنائه أرقى أنواع المواد الطبيعية من رخام وأحجار كريمة وأخشاب وذهب، لتكتمل هذه التحفة المعمارية في العام 2007، وتُفتح أبوابها أمام المصلين والزوار.
يجمع التصميم المعماري للجامع بين مدارس فنية متعددة من الطراز الإسلامي، مستلهمًا عناصره من العمارة الفاطمية والمملوكية والعثمانية والمغولية والمغربية، وتعانق القباب البيضاء السماء في مشهد خلاب، ويبلغ عددها أكثر من 80 قبة يتوسطها قبة رئيسية تُعد من أكبر القباب في العالم بارتفاع يتجاوز 85 مترًا وقطر داخلي يصل إلى 32.8 مترًا.
ويحتوي الجامع على أربعة مآذن شاهقة يبلغ ارتفاع كل منها نحو 107 أمتار، تقف كحراس للروحانية، وتطلّ على باحة واسعة تحيط بها أروقة ذات أعمدة رخامية مزينة بنقوش الزهور، تروي تفاصيل مدهشة لا يمكن تجاهلها.
وعند الدخول إلى الجامع، يجد الزائر نفسه أمام أعجوبة من الجمال والدقة، تبدأ من السجادة العملاقة التي تغطي أرضية المصلى الرئيسي، والتي صُنعت يدويًا في إيران على يد أكثر من 1200 حرفي. تُعد هذه السجادة الأكبر في العالم بمساحة تتجاوز 5,600 متر مربع، وتزن أكثر من 35 طنًا. وتُبرز ألوانها الزاهية ونقوشها الهندسية دقة العمل اليدوي وروعة الفن الإسلامي.
وفي الأعلى، يعلو الجامع ثريا ضخمة مصنوعة من الكريستال والذهب عيار 24 قيراطًا، تزن حوالي 12 طنًا، وتُعد واحدة من أكبر الثريات في العالم. هذه الثريا ليست فقط مصدرًا للضوء، بل عمل فني متكامل يسرق الأنظار.
ورغم أن المسجد يتسع لأكثر من 40 ألف مصلٍّ، إلا أن جامع الشيخ زايد لم يُبْنَ ليكون فقط مكانًا للصلاة، بل صُمّم ليكون مركزًا ثقافيًا وروحيًا وحضاريًا. فقد أنشئ فيه مركز الزائرين الذي يستقبل مئات الآلاف من الزوار سنويًا، وينظم جولات إرشادية باللغات المختلفة، كما تُقام فيه ندوات ومعارض فنية وثقافية تعزز من قيم التعايش والحوار.
يشكل المسجد ملتقىً عالميًا للثقافات، إذ يرحب بالزائرين من جميع الديانات والثقافات دون تمييز. وتكمن قوته في رسالته الواضحة التي تتجلى في كل زاوية: الإسلام دين سلام ومحبة، والتنوع ليس تهديدًا بل فرصة. لهذا، زاره رؤساء دول وشخصيات دينية بارزة، وأبدوا إعجابهم بجماله ورسالة التسامح التي يحملها.
في الليل، تتحول مآذن الجامع وقبابه إلى لوحات ضوئية ساحرة، بفضل نظام إضاءة فريد يعكس مراحل القمر. إذ يتغير لون الإضاءة الخارجية تدريجيًا من الأزرق الباهت إلى الأبيض المشرق، في محاكاة للشهر القمري، وهي لفتة فنية تُضفي بُعدًا روحانيًا على التجربة البصرية.
أصبح الجامع رمزًا وطنيًا لدولة الإمارات، يظهر في العملات الرسمية، والطوابع البريدية، والاحتفالات الوطنية. كما يشكّل محطة رئيسية في زيارات السياح والوفود الدولية، وركيزة أساسية في استراتيجية الإمارات للترويج لقيمها الإنسانية.
ويُعد اختيار موقع الجامع على محور استراتيجي يربط بين أبوظبي القديمة والجديدة إشارة رمزية لربط الماضي بالحاضر، والتقاليد بالتقدم، والروحانيات بالحداثة.
ولعل أهم ما يُميز الجامع هو احتضانه لضريح الشيخ زايد نفسه، بجوار المسجد، حيث يرقد في مكان هادئ تحيطه الحدائق والماء والذكر، ويزوره المواطنون والمقيمون والزوار لقراءة الفاتحة والدعاء له، في مشهد مؤثر يلخص علاقة الإماراتيين بمؤسس دولتهم.
وبينما يتأمل الزائر جمال القباب البيضاء الباهرة، البالغ عددها 82 قبة، يكتشف أنها ليست مجرد عنصر معماري، بل تعبير عن روحانية تجمع بين بساطة التصميم الإسلامي وثرائه البصري. تتوزع القباب بتناغم يبعث الطمأنينة، وأكبرها تتوسط المسجد وترتفع شامخة بقطر يبلغ 32.8 متراً، مشكلةً مشهداً يخطف الأنفاس من كل زاوية.
أما الأعمدة، التي يبلغ عددها أكثر من 1000 عمود، فهي تحفة فنية بحد ذاتها. كل عمود مكسو بالرخام الأبيض المستورد من مقدونيا، وتزدان تيجان الأعمدة بنقوش الأزهار المصنوعة من الأحجار شبه الكريمة، مثل العقيق والجمشت والصدف، في مشهد يُبرز عظمة التفاصيل التي لم تُترك للصدفة.
ولا يمكن الحديث عن جامع الشيخ زايد دون التوقف عند السجادة الفارسية الشهيرة التي تغطي أرضية المصلى الرئيسي. هذه السجادة، التي تُعد الأكبر في العالم، نُسجت يدوياً في إيران على يد أكثر من 1200 حرفي، وتمتد على مساحة تقارب 5700 متر مربع، وتزن نحو 35 طناً. ألوانها الزاهية وتصاميمها المتقنة تشكل أرضية تليق برفعة المكان، وتُكمل المشهد الروحي بلمسة من الدفء والسكينة.
أما الثريات، فتُعد من أبرز ملامح الفخامة في الجامع. تزيّن سبع ثريات ضخمة صالات الصلاة، صنعت في ألمانيا من الكريستال الفاخر المطلي بالذهب، وتزن إحداها أكثر من 12 طناً، وهي ثالث أكبر ثريا في العالم. تتدلى من القباب كالنجوم المتلألئة، لتضيف لمسة ساحرة على لحظات التأمل والدعاء.

ابداع-التصميم

المسجد-وسط-ابوظبي

جانب-من-القباب

جانب-من-المسجد-

جمال-معماري

قباب-المسجد_1

محرر-اليوم-السابع-في-صحن-المسجد

محيط-المسجد_2

مسجد-الشيخ-زايد

مشهد-روحي

معام-وسط-ابوظبي

من-بهو-المسجد

يستقبل-الزوار
Trending Plus