رحلة إيلون ماسك من"صديق ترامب الأول" إلى مغادرة واشنطن

بعد أكثر من أربعة أشهر قضاها الملياردير الأمريكى وأغنى رجل فى العالم إيلون ماسك ضمن الدائرة المقربة للرئيس دونالد ترامب، مشرفاً على تطبيق أحد أهم بنود أجندته، والمتعلقة بتقليص الحكومة الفيدرالية وخفض الإنفاق، أعلن ماسك أنه سيغادر منصبه فى قيادة وزارة "كفاءة الحكومة"، والتى تعرف اختصاراً باسم DOGE.
وقال إيلون ماسك، عبر منشور على منصته "إكس"، مساء أمس الأربعاء: "مع انتهاء فترة عملى كموظف حكومى خاص، أود أن أشكر الرئيس ترامب على منحى الفرصة للمساهمة فى تقليص الإنفاق غير الضرورى" .
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن إعلان ماسك ترك منصبه جاء بعد انتقاده لتشريع السياسة الداخلية المميز للرئيس ترامب، والذى يشمل خفض الضرائب، وقال إنه سيزيد من العجز الوطنى. كما اشتكى ماسك لمسئولى الإدارة من صفقة مربحة مُنحت لشركة منافسة لبناء مركز بيانات للذكاء الاصطناعى فى الشرق الأوسط. ولم يوف بعد بتعهده بقيمة 100 مليون دولار لدعم العملية السياسية لترامب.
وذكرت الصحيفة أن ماسك، الذى وصف نفسه ذات مرة بأنه "الصديق الأول" للرئيس، أصبح مؤخراعلى مسافة من ترامب، وقال إنه سينهى عمله الحكومى لقضاء المزيد من الوقت على شركاته. ووفقًا لمسئولى البيت الأبيض، لا يزال ماسك على علاقة جيدة بالسيد ترامب. لكنه أوضح أيضًا أنه يشعر بخيبة أمل من واشنطن وإحباط من العقبات التى واجهها أثناء قيامه بقلب البيروقراطية الفيدرالية، مما أثار تساؤلات حول قوة التحالف بين الرئيس وأغنى رجل فى العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماسك كان أكبر منفق سياسى معروف فى انتخابات 2024، وقد أخبر مستشارى ترامب هذا العام أنه سيقدم 100 مليون دولار للجماعات التى يسيطر عليها فريق الرئيس قبل انتخابات التجديد النصفى لعام 2026. وحتى هذا الأسبوع، لم تصل الأموال بعد، وفقًا لعدة أشخاص مُطلعين على الأمر، والذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لوصف الديناميكية وراء الكواليس.
وتقول نيويورك تايمز إنه على الرغم من مغادرة ماسك لمنصبه، إلا أن بصمته لا تزال راسخة فى واشنطن بعد مبادرة خفض الإنفاق بشكل كبير، وما ترتب عليها من تقليص للموظفين فى جميع أنحاء الحكومة. لكن ماسك صرح فى الأيام الأخيرة بأنه قضى وقتًا طويلاً جدًا فى التركيز على السياسة، وأعرب عن أسفه للضرر الذى لحق بسمعته وسمعة شركاته بسبب عمله فى إدارة ترامب.
قال ماسك فى مقابلة هذا الأسبوع مع آرس تكنيكا، وهى وسيلة إعلامية تقنية: "أعتقد أننى قضيت وقتًا أطول من اللازم فى السياسة". وأضاف: "كان الأمر مجرد تخصيص نسبى للوقت، وربما كان مرتفعًا بعض الشيء من جانب الحكومة، وقد قلّصته بشكل كبير فى الأسابيع الأخيرة".
Trending Plus