غزة.. "الأرض الأكثر جوعًا" تشهد يوماً دامياً جديداً.. 65 شهيدًا وأكثر من 250 مصابا.. الاحتلال يستهدف مستشفى ميدانى وإصابات بالمرضى.. مقترح جديد للمبعوث الأمريكي يتضمن هدنة 60 يومًا.. ودعوات أوروبية لوقف الحرب

في اليوم الـ601 من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، شهد القطاع يوماً دموياً جديداً، راح ضحيته 65 شهيداً وأكثر من 250 مصاباً في سلسلة من الغارات الجوية والقصف المدفعي العنيف الذي استهدف مختلف مناطق القطاع، من شماله إلى جنوبه، متسببًا في مجازر جديدة وسط أوضاع إنسانية توصف بالأكثر مأساوية على وجه الأرض.
وتركزت الضربات الإسرائيلية على محافظتي رفح وخان يونس جنوباً، وامتدت نحو وسط القطاع، وصولاً إلى جباليا وبيت حانون شمالاً، وترافقت الغارات مع عمليات توغل بري واشتباكات مسلحة في قلب القطاع، ما زاد من تعقيد المشهد الإنساني والعسكري على حد سواء.
وأكدت مصادر طبية أن غالبية الشهداء سقطوا في محافظة خان يونس وشمال القطاع، من بينهم عشرة مدنيين استشهدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية عند مفترق "موراغ" شمال مدينة رفح، في مشهد يعكس عمق الكارثة الغذائية في القطاع المحاصر.
كما استهدفت طائرات مسيرة إسرائيلية مجموعة من المدنيين في منطقة بني سهيلا شرقي خان يونس، ما أسفر عن استشهاد خمسة مواطنين، وفي المواصي، جنوب القطاع، سقط شهيدان آخران في قصف مماثل، إلى جانب إصابات متعددة.
مجزرة عائلية واستهداف المستشفيات ومراكز الإيواء
وفي تطور خطير، قصفت طائرات الاحتلال منزل عائلة الصحفي أسامة العربيد في منطقة الصفطاوي شمال غزة، مما أدى إلى استشهاد تسعة من أفراد العائلة، مع استمرار جهود الإنقاذ بحثًا عن مفقودين تحت الأنقاض.
وتواصلت الغارات أيضًا على مناطق دير البلح والنصيرات وسط القطاع، حيث استشهد سبعة مواطنين على الأقل، بينهم نازحون داخل خيم إيواء، وأكدت مصادر طبية أن مستشفى الصليب الأحمر الميداني في منطقة المواصي بمحافظة خان يونس تعرض لاستهداف مباشر من قبل قوات الاحتلال، مما أدى إلى وقوع إصابات بين المرضى وحالة من الهلع داخل المستشفى.
كما أعلنت وزارة الصحة، صباح الخميس، عن استشهاد 16 مواطناً آخرين، بينهم أطفال ونساء، في قصف استهدف منازل في جباليا، وروضة أطفال، وخيمة للنازحين في دير البلح، ومواقع متفرقة في جنوب ووسط القطاع.
وبحسب أحدث بيانات وزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 54,084 شهيدًا، إلى جانب 123,308 مصابين، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، وسط تقديرات بوجود آلاف الضحايا الآخرين لا يزالون تحت الأنقاض أو في الشوارع، دون قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدني على الوصول إليهم بسبب القصف المستمر وغياب المعدات.
غزة "الأكثر جوعاً على وجه الأرض"
وفي تصريح يعكس حجم المأساة، وصف المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، يانس لاركيه، قطاع غزة بأنه "أكثر الأماكن جوعاً على وجه الأرض"، مشيراً إلى أن المنظمة الأممية تمتلك 180 ألف منصة غذائية ومساعدات جاهزة للدخول، لكن القيود الإسرائيلية تعرقل العملية.
وقال لاركيه: "الوقت ينفد بسرعة، والأرواح تزهق كل ساعة. لدينا مساعدات منقذة للحياة، لكننا ممنوعون من الوصول".
تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية: هدم وتهجير وقتل بدم بارد
ولم يقتصر التصعيد على قطاع غزة فقط، إذ واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها في الضفة الغربية، حيث أقدمت على هدم أكثر من 20 مبنى في مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، وأجبرت أكثر من 25 ألف فلسطيني على النزوح القسري، ضمن خطة تهجير تطال حيي العكاشة والبلاونة، وسط تحذيرات من نية الاحتلال هدم 58 بناية سكنية إضافية.
وفي جريمة مروعة جديدة، أعدمت قوات الاحتلال الشاب جاسم إبراهيم السدة داخل منزله في قرية جيت شرق قلقيلية، بينما كان نائمًا، بحسب إفادة رئيس مجلس قروي جيت، والعائلة التي أكدت أن الشهيد لم يكن مطلوبًا، وتمت تصفيته دون مقاومة.
اعتداءات المستوطنين وتصعيد التهويد في القدس
وبالتزامن مع كل تلك المجازر، واصل المستوطنون اعتداءاتهم، حيث أضرموا النار في مركبتين بقرية رمون شرق رام الله، وخطوا شعارات عنصرية على منازل المواطنين، ورفعوا أعلام الاحتلال في تحدٍ سافر للقانون الدولي.
وفي القدس، يناقش الكنيست الإسرائيلي، الخميس، ما يسمى بـ"يوم دراسة" لفرض حرية العبادة لليهود داخل المسجد الأقصى، بدعوة من عضوي الكنيست دان إيلوز وأريئيل كالنر، ضمن محاولات متواصلة لفرض واقع تهويدي جديد داخل الحرم القدسي الشريف.
دعوات أوروبية متصاعدة لوقف الحرب
وفي ظل التدهور الإنساني، جددت عدة دول أوروبية بارزة، من بينها إيطاليا وإسبانيا، دعواتها العاجلة لوقف الحرب على غزة، وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني إن العدوان الإسرائيلي "أصبح غير مقبول ويجب أن يتوقف فوراً"، محذرًا من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من القطاع.
من جانبه، صرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز: "سنرفع صوتنا أكثر من أي وقت مضى ضد الإبادة الجماعية في غزة"، مشيرًا إلى أن حكومته ستناقش إمكانية فرض عقوبات على إسرائيل خلال اجتماع مرتقب مع رئيس وزراء سلوفينيا.
مبادرات التهدئة: بين إعلان حماس ونفي إسرائيل
وعلى صعيد آخر أعلنت حركة حماس، مساء الأربعاء، عن توصلها إلى اتفاق "إطار عام" مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، يهدف إلى وقف دائم لإطلاق النار، يتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملاً من القطاع، وتدفقًا إنسانيًا للمساعدات، وتشكيل لجنة لإدارة شؤون غزة.
لكن، وعلى الفور، سارعت جهات رسمية إسرائيلية إلى نفي وجود أي توافق، معتبرة تصريحات الحركة "جزءًا من حملة دعائية"، بحسب ما أوردت وسائل إعلام عبرية.
وفي تطور لاحق، كشفت القناة 12 الإسرائيلية، صباح الخميس، عن مقترح جديد قدّمه المبعوث الأميركي، يتضمن تهدئة مؤقتة لمدة 60 يومًا، تشمل تبادلًا للأسرى والجثث، وانسحابًا من بعض المناطق التي أعاد الاحتلال السيطرة عليها، إلى جانب استئناف دخول المساعدات عبر الأمم المتحدة.
Trending Plus