لأول مرة منذ 200 عام.. الكشف عن الوجه الحقيقي لبيتهوفن

كشفت دراسة حديثة (عملية إعادة بناء) لوجه بيتهوفن بعد نحو 200 عام من وفاته، أن وجهه كان "مخيفًا" بالفعل كما توحي سمعته.
ورغم مكانته كأحد أعظم الملحنين في التاريخ، فإن بيتهوفن كان معروفًا أيضًا بطبعه العابس ومظهره غير المهندم. فقد وُصف بأنه سريع الانفعال، وفوضوي، وأخرق، وقح، وكاره للبشر، وذلك بحسب ما كتبه الملحن البريطاني مارك ويجلزوورث في إحدى مدوناته، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ديلى ميل البريطاني.
وقد كشفت عملية إعادة بناء علمية حديثة لوجهه عن ملامحه الحقيقية، والتي بدت غاضبة بالفعل، وقد أجرى شيشرون مورايس، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، أول عملية إعادة بناء كاملة لوجه الملحن استنادًا إلى جمجمته.
وقال مورايس: "اعترف بأنني وجدت وجهها مخيفًا إلى حد ما". ولإتمام العمل، استخدم مورايس صورًا تاريخية للجمجمة قدمتها دار بيتهوفن في مدينة بون بألمانيا، إلى جانب صور التقطها يوهان باتا روتماير في عام 1863،
بيانات قياس أُخذت عام 1888
وأوضح: "تم تقريب شكل الوجه من خلال الجمجمة فقط. في البداية، أنشأت مخططات ثنائية الأبعاد – أمامية وجانبية – من صور الجمجمة. ثم صممت نموذجًا ثلاثي الأبعاد للجمجمة باستخدام التصوير المقطعي لمتبرع افتراضي، وعدّلته ليتناسب مع نسب الصور. بعد ذلك، أضفت علامات سمك الأنسجة الرخوة استنادًا إلى بيانات من أوروبيين أحياء، وأسقطت شكل الأنف، وتتّبعت ملامح الوجه".
وأضاف: "أدخلت كل هذه الإسقاطات لتشكيل الوجه الأساسي. وبعد الانتهاء من الوجه الموضوعي، أضفتُ سمات ذاتية مثل الشعر والملابس، مستعينًا بصورة بيتهوفن الشهيرة التي رسمها جوزيف كارل ستيلر عام 1820، ثم تم تحسين التفاصيل الدقيقة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي".
يُشار إلى أن الجمجمة نفسها لم تكن في حالة مثالية، نتيجة للتشققات التي أُجريت بعد وفاة بيتهوفن عام 1827، كما أن إعادة البناء اعتمدت على منظورين فقط – أمامي وجانبي. ومع ذلك، أكد مورايس أن النتيجة كانت "متوافقة بدرجة كبيرة" مع القالب الحجري الذي صُنع لوجه بيتهوفن خلال حياته.
وفي مدونته، أشار ويجلزوورث إلى أن بيتهوفن، رغم سمعته السيئة، كان يمكن أن يكون "ذكيًا، مهتمًا، مشاكسًا، كريمًا، ولطيفًا". وأوضح أن فقدان سمعه هو ما جعله "رجلاً غير صبور، وغير متسامح، وسريع الغضب، وهو ما جعله، على عكس طبيعته الأفضل، سيئ السمعة".
وربما وافق أولئك الذين عرفوه على هذا الرأي، إذ قال أحد معاصريه: "مع تقدمه في السن وإصابته بالصمم، بدأت الجوانب السلبية في شخصيته بالظهور".
ويعتقد مورايس، الذي يستكشف في دراسته الجديدة لغز عبقرية بيتهوفن، أن موهبة الملحن الموسيقية و"شخصيته المعقدة" كانتا تسيران جنبًا إلى جنب. وقال: "لقد درست عبقريته من منظور أكاديمي، وكشفتُ ما جعله رمزًا خالدًا في تاريخ الموسيقى الغربية".
Trending Plus