من الأهرام الجليدية إلى بحيرات غامضة.. أنتاركتيكا تكشف عن وجوهها المجهولة.. بحيرة إنجما بها بكتيريا تكسر الجليد.. نهر عمره 40 مليون سنة.. هرم غامض يثير الجدل.. ونهر القيامة الأكثر إثارة للرعب

من نهر عمره 40 مليون سنة، وبحيرة تضم بكتيريا قادرة على تكسير الجليد، إلى هرم غامض وسلسلة جبال مدهشة، يكتشف العلماء يومًا بعد يوم مظاهر حياة خفية وغامضة تحت جليد القارة القطبية الجنوبية، حيث توجد هذه الحياة على عمق كيلومتر واحد تحت الجليد السميك.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة إنفوباي الأرجنتينية، فقد كشف الرادار عن انعكاسات مسطحة ومضيئة تشير إلى مئات البحيرات تحت الجليد، والتي تتكوَّن بفعل ذوبان بطيء للجليد عند قاعدة الغطاء الجليدي، بمعدل جزء من السنتيمتر سنويًا، نتيجة للحرارة الجوفية المتسربة من أعماق الأرض واحتكاك الجليد أثناء انزلاقه.
نهر عمره 40 مليون سنة
اكتشف فريق من الجيولوجيين، عبر التنقيب في الطبقة الجليدية الضخمة بغرب أنتاركتيكا، بقايا نظام نهري قديم كان يتدفق لمسافة تقارب 1500 كيلومتر. ووفقًا للنتائج التي توصلوا إليها، كشفت بعثة بقيادة معهد ألفريد فيجنر عن أدلة على هذا النظام النهري القديم من خلال دراسة رواسب بحر أموندسن.
وقالت العالمة كورنيليا شبيجل من جامعة بريمن: "إن وجود مثل هذا النهر العابر للقارات يشير إلى أن أجزاءً كبيرة من غرب أنتاركتيكا كانت يومًا ما فوق مستوى سطح البحر، وكانت أشبه بسُهول ساحلية واسعة ومسطحة".
وأضاف جامين جرينباوم، عالم الجيوفيزياء الجليدية بمؤسسة سكريبس لعلوم المحيطات: "إن هذا التدفق القديم تحت الجليد ضروري لفهم معدلات الذوبان المرتفعة التي رُصدت في السنوات الأخيرة".
وأشارت العالمة شيفاني إيرينفرويشت إلى أن ذوبان الجليد الناجم عن الأنهار الجوفية قد يؤثر بشدة على نهر "توتن" الجليدي بشرق القارة، والذي يحتوي على كميات من الجليد كافية لرفع مستوى سطح البحر بمقدار 3.5 متر.
كتلة ضخمة على شكل هرم
أشارت الصحيفة إلى بعض الظواهر الغامضة الأخرى، منها اكتشاف كتلة ضخمة على شكل هرم في صور الأقمار الصناعية فوق الجزء الجنوبي من سلسلة جبال إلسورث. وقد رُصدت عدة قمم غريبة المظهر في تلك المنطقة، إحداها يبلغ قياسها كيلومترين من كل جانب عند القاعدة.
علّق أحد مستخدمي مواقع التواصل قائلاً: "هذا الهيكل يعود إلى حضارة ما قبل الطوفان، منذ نحو 10 آلاف عام، حينما كانت القارة القطبية الجنوبية دافئة".
بحيرة "إنجما" الغامضة
كما اكتشف باحثون إيطاليون من المجلس الوطني للبحوث بحيرة "إنجما" المتجمدة، والتي تحتوي على نظام بيئي غريب تحت سطح الماء، يعج بأنواع من البكتيريا النادرة القادرة على تكسير الجليد، ما يُبقي القاع غير متجمد، في ظاهرة تناقض ما كان يُعتقد سابقًا.
وذكرت صحيفة أسكوير الإيطالية أن البحيرة، الواقعة على عمق 11 مترًا، كانت تُعتبر حتى وقت قريب متجمدة كليًا وخالية من أي حياة. لكن العلماء عثروا فيها على بكتيريا مثل Pseudomonadota وActinobacteriota وBacteroidota، وكائنات وحيدة الخلية من شعبة Patescibacteria.
يرجح الباحثون أن البحيرة كانت متصلة بالحياة في السابق، قبل أن تتجمد قمتها بشكل دائم، وأن الميكروبات الموجودة حاليًا هي سلالة مباشرة من تلك الكائنات القديمة. والغريب أن البحيرة لم تجف حتى الآن، رغم موقعها الذي يشير إلى أنها كان من المفترض أن تنضب منذ زمن، مما يرجح وجود مصدر تغذية غير معروف.
الجدار الجليدي الضخم
واكتُشف مؤخرًا "الجدار الجليدي" الضخم المحيط بالقارة القطبية، وهو عبارة عن جرف جليدي يبلغ سمكه عدة مئات من الأمتار، ويصل ارتفاعه عند الجبهة شبه العمودية إلى أكثر من 50 مترًا فوق سطح البحر المفتوح.
نهر القيامة الجليدي
واحد من أكثر الظواهر إثارة للرعب بين العلماء هو نهر "ثويتس" الجليدي، الملقب بـ"نهر القيامة"، نظرًا لإمكانية تسببه في إغراق السواحل حول العالم في حال انهياره. وتشير الدراسات إلى أن النهر قد يبدأ قريبًا في الانهيار بشكل يشبه صف أحجار الدومينو، إذ تبلغ مساحته تقريبًا مساحة ولاية فلوريدا الأمريكية.
وأطلقت فرق بحثية غواصة آلية غير مأهولة تُدعى "ران AUV" للغوص تحت النهر، فتوصلت إلى وجود تجاويف غريبة تحت الجليد، منها أشكال تشبه الدموع، وهضاب شبيهة بالكثبان الرملية، ما يزيد من القلق حول مدى سرعة ذوبانه وتأثيره على البيئة العالمية.
Trending Plus