خلاوى الجنوب.. كتاتيب حلايب وشلاتين مدارس طلابها ذوو وجوه سمراء وقلوب بيضاء تشبه ملابسهم.. تنشئ جيلا على القرآن والدين فى قلب الصحراء.. وتعلمهم أصول دينهم والفقه والسنة.. وتتم متابعتها من الأوقاف والأزهر.. صور

تختلف الحياة كثيرا فى صحراء جنوب البحر الأحمر التي تقع بنطاقها مدن حلايب وشلاتين جنوب محافظة البحر الأحمر، حيث تكون الحياه قاسية بكثير مقارنة بالمدينة والحضر، إلا أن تلك المدن الواقعة فى قلب الصحراء ما زالت تحافظ على عاداتها وتقاليدها، وما زالت حتى الآن تنتشر فيها الكتاتيب لتعليم القرآن الكريم وأصول الدين.
تعرف تلك الكتاتيب محليًا باسم “الخلاوى” وهي مؤسسات دينية غير رسمية تهدف إلى تعليم الأطفال حفظ القرآن الكريم، وأساسيات الدين الإسلامي، إلى جانب ترسيخ القيم السلوكية والأخلاقية، في بيئة فريدة داخل عمق الصحراء، حيث يجد فيها الأطفال تربية روحية وسلوكية متكاملة.
وتعد الخلاوى نمطًا من أنماط التعليم البدوي المتوارث، إذ يعود تاريخها في الشلاتين إلى ما يزيد على عشرين عامًا، واكثر، وقد تأسست بمجهودات شخصية ومجتمعية من شيوخ القبائل والمهتمين بنشر العلم والدين بين أبناء البادية، مع الوقت بدأت وزارة الأوقاف والازهر الشريف فى الاشراف عليها .
وتعمل هذه الخلاوى طوال ايام السنه وتنشط خلال العطلة الصيفية، حين تتوقف الدراسة في المدارس النظامية، ليبدأ الأطفال في رحلة تعليمية مختلفة، تبدأ بضبط السلوك اليومي والنظام الحياتي، وتمر بحفظ القرآن، وتنتهي بتعلم الفقه وأصول الحديث.
ويرى سكان الشلاتين في الخلاوى مراكز لبناء الإنسان على أساس متين من القيم الدينية، حيث يحرص الآباء على إرسال أبنائهم إليها يوميًا خلال الإجازة الصيفية، ومنهم من يرسلهم اثناء الدراسة بعد انتهاء اليوم الدراسى، حيث تبدا فى إجازة المدارس منذ ساعات الصباح الأولى وحتى غروب الشمس، في بيئة صحراوية بسيطة، لكنها عامرة بالعلم والإيمان والانضباط.
يقول آدم سعد الله، أحد أبناء الشلاتين ابن قبيلة العبادة أن الهدف من الكتاتيب ليس فقط الحفظ، بل تكوين شخصية متكاملة تعرف دينها، وتتقن سلوكها، وتفهم واجباتها تجاه مجتمعها، وإن هذه الخلاوى تمثل امتدادًا لجهود طويلة بدأت على يد الصالح الشريف علي محمد نور، وهو أحد الدعاة الذين جاءوا من السودان، وكان يجوب المناطق الصحراوية لنشر العلم والدين بين أبناء القبائل الرحل، وساهم بشكل كبير في ترسيخ ثقافة الكتاتيب بين أهل المنطقة.
وقال البشارى ابو عبيدة الشناوى أن الخلاوى لم تقتصر على تعليم القرآن والفقه فقط، بل كانت منصة لغرس مفاهيم العمل الجماعي والانضباط والاعتماد على النفس، حيث يشارك الأطفال في أنشطة حياتية مثل حفر الآبار لاستخراج المياه، وزراعة المحاصيل البسيطة كالذرة والخضروات، وتكسير الحطب، وكل ما يحتاجه الإنسان للبقاء والعيش الكريم في الصحراء.
واوضح يتدرج الطلاب في تعلمهم، فبينما يبدأ الطفل بتعلم الصلاة وحفظ الأجزاء الأولى من القرآن، ينتقل تدريجيًا إلى دراسة كتب الحديث الشريف، والفقه الإسلامي، وفقًا لقدراته العمرية، ويكتسب مع مرور الوقت فهمًا أعمق للدين والحياة.
وتابع : ان الخلاوى في الشلاتين ليست مجرد مراكز تعليمية، بل هي مؤسسات اجتماعية وثقافية ودينية، تفتح أبوابها للبنين والبنات، وتساهم في تشكيل الوعي الديني والسلوكي للأطفال، في وقت يندر فيه وجود مثل هذه النماذج التربوية التقليدية.

أطفال الشلاتين يتعلمون القرآن الكريم وأصول الدين

الأطفال فى الكتاب

الخلاوي كتاتيب مدينة الشلاتين

تعلم كتاب الله والتقرب اليه فى مساجد الشلاتين

حلقات تعليم القرآن الكريم فى الشلاتين
Trending Plus