رسائل روحية من أرض المهجر.. البابا تواضروس الثانى يشد أزر الأقباط في أوروبا ويُلهم الأجيال.. زيارات رعوية تعكس مكانة الوطن وتقدير العالم.. وبطريرك الإسكندرية يستذكر البابا فرنسيس ويشيد بخدمته للإنسانية

البابا تواضروس الثانى
البابا تواضروس الثانى
كتب: محمد الأحمدى

في قلب القارة العجوز، حيث تتلاقى الثقافات وتنبض الحياة بتنوعها، يحلّ الأب الروحي ضيفًا عزيزًا على أبنائه، فهى رحلة تفقد وعناية، تحمل في طياتها دفء اللقاء، وبث روح الانتماء في نفوس ترسّخت جذورها بعيدًا عن أرض الوطن.

جولة رعوية مباركة لقداسة البابا تواضروس الثانى في أوروبا، ليست مجرد زيارات، بل هي لمسة حانية تمس شغاف القلوب، وتؤكد أن الكنيسة، كالأم الرؤوم، تحتضن أبناءها أينما حلّوا وارتحلوا."

وبدأ قداسة البابا تواضروس الثانى منذ يوم الجمعة الماضى، جولة إلى الأقباط في أوروبا، حيث تأتى هذه الجولات الرعوية فى سياق اهتمام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المتزايد بأبنائها المنتشرين فى جميع أنحاء العالم.

وتمثل زيارات البابا تواضروس الثانى فرصة ثمينة لتوطيد العلاقة الروحية بين البابا وأبنائه في المهجر، وتعتبر رؤية الأب الروحي والاستماع إلى كلماته تمنحهم شعورًا بالانتماء والدفء الروحي، وتقوي إيمانهم في مواجهة تحديات الحياة في مجتمعات جديدة.

ويحرص البابا خلال هذه الزيارات على التعرف عن كثب على أحوال الأسر القبطية واحتياجاتهم الروحية والاجتماعية. كما يتفقد سير العمل في الكنائس والخدمات المختلفة التي تقدمها، ويشجع الخدام والمسؤولين على بذل المزيد من الجهد لخدمة أبناء الكنيسة.

وفى ظل التحديات التى قد تواجه الأجيال الجديدة للحفاظ على هويتهم القبطية ولغتهم وثقافتهم، تأتى زيارات البابا لتؤكد على أهمية التمسك بالجذور والتراث القبطي الأصيل، كما تشجع على تعليم اللغة العربية القبطية والتاريخ الكنسي للأبناء.

وتمثل لقاءات البابا فرصة للتواصل بين الأجيال المختلفة من أبناء الكنيسة في الخارج، حيث يستفيد الشباب من خبرات الأكبر سنًا ويتعرفون على تاريخ الكنيسة في المهجر وتحدياتها ونجاحاتها.

ويعتبر اهتمام الكنيسة القبطية بأبنائها فى الخارج نابع من مسؤوليتها الروحية تجاه جميع أفرادها بغض النظر عن أماكن تواجدهم. وتتجلى هذه الأهمية في عدة جوانب:

وتعمل الكنائس في الخارج كمركز روحي واجتماعي يوفر الدعم والمساندة لأبناء الكنيسة في مواجهة صعوبات الغربة والتأقلم مع الحياة الجديدة، وتساهم الكنيسة في نقل القيم والتقاليد المصرية الأصيلة إلى الأجيال الجديدة في الخارج، مما يعزز ارتباطهم بوطنهم الأم.

ويعتبر أبناء الكنيسة في الخارج سفراء لمصر وثقافتها وحضارتها العريقة، ودعمهم يعزز من صورة مصر الإيجابية في الخارج.

وتعتبر الحضارة المصرية القديمة منارة للحضارات الإنسانية، وما زالت آثارها العظيمة تبهر العالم وتجذب السياح والباحثين من جميع أنحاء أوروبا، وتلعب مصر دورًا محوريًا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وتسعى دائمًا لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وهو ما يحظى بتقدير الدول الأوروبية.

وتعكس زيارات البابا تواضروس ولقاءاته بالمسؤولين في أوروبا أيضًا هذه المكانة الهامة لمصر، حيث تحظى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بتقدير كبير في أوروبا باعتبارها جزءًا أصيلًا من التراث المسيحي العالمي، كما أن لها دورًا هامًا في الحفاظ على الروابط بين الشعب المصرى فى الخارج ووطنهم الأم.

البابا يصل رومانيا
وغادر قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، دولة بولندا متوجهًا إلى رومانيا، في إطار جولته الحالية في إيبارشية وسط أوروبا، ضمن الأجندة الرعوية لقداسته لعام 2025.

واختتم قداسة البابا، اليوم زيارته لبولندا والتي استمرت أربعة أيام، التقى خلالها أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ببولندا والتقى كذلك أبناء الكنيسة الإثيوبية حيث صلوا مع قداسته قداس أحد توما أمس، وألقى محاضرة في كلية أوروبا، كما استقبله الرئيس البولندي أندريه دودا، بالقصر الرئاسي، اليوم، وزار رئيس أساقفة وارسو للكنيسة الكاثوليكية نيافة المطران أدريان چوزيف غالباس، وأقامت السفارة المصرية في وارسو حفل عشاء رسمي على شرف قداسته. وأجرت عدد من وسائل الإعلام البولندية مقابلات معه في سياق الزيارة.

البابا تواضروس والبابا فرنسيس
أجرت الإعلامية مارتا زابلوكا حوارًا صحفيًّا مع البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية لصالح وكالة الأنباء البولندية (P. A. P)، بينما قام الدكتور آدم حسين بالترجمة من العربية إلى البولندية.

وأكد قداسة البابا، خلال الحوار، على أن الهدف من الزيارة هو افتقاد أبناء الكنيسة القبطية المقيمين في بولندا، مشيرًا إلى أنه توجد لنا كنيسة تخدم حوالي 400 شخصًا، ما بين طلاب وعائلات عاملة. وهناك كاهن يخدمهم ضمن إيبارشية وسط أوروبا التي يشرف عليها  الأنبا چيوڤاني، هذا إلى جانب لقاءات مع مسؤولين مصريين وبولنديين.

وأكد قداسته على محبته الكبيرة للبابا فرنسيس بابا الڤاتيكان الراحل، لافتًا إلى أنهما التقيا كثيرًا، وبرحيله، "فقدنا خادمًا حقيقيًا للإنسانية، ولكن في المقابل صار لنا صديقًا في السماء يصلي من أجل الإنسان والمسيحية".

واستعرض البابا أبعاد علاقته الوثيقة بـ "البابا فرنسيس" واصفًا إياه بأنه كان علامة فارقة في تاريخ الكنيسة وتاريخ الشعوب.

وحول اللقاء مع البابا فرنسيس الذي ترك أثرًا خاصًا، قال البابا تواضروس: "كان اللقاء الأخير في مايو 2023 خلال زيارتي للڤاتيكان. كانت المحبة العميقة توثق علاقتنا. التقينا في ساحة القديس بطرس وأجرينا خطابات، كما تناولنا الطعام معًا في لقاء مميز تحدثنا فيه عن أخبار الكنيستين. وخلال اللقاء الرسمي قدمنا جزءًا من متعلقات شهداء ليبيا الأقباط، الذين استشهدوا عام 2015، وقد بدا البابا فرنسيس متأثرًا جدًا، وأظهر مشاعر محبة عميقة، وقرر إقامة مذبح خاص على اسم هؤلاء الشهداء في الڤاتيكان".

رؤيته للوحدة بين المسيحيين
وتحدث قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن رؤيته لتحقيق الوحدة بين المسيحيين، حيث أوضح أن الطريق يتطلب عدة خطوات:

أولاً: إقامة علاقات محبة مع كل الكنائس.

ثانيًا: إجراء دراسات متخصصة لفهم تاريخ وعقائد كل كنيسة.

ثالثًا: السير في خطوات حوار لاهوتي معمق.

وأخيرًا: أن نصلي من أجل تحقيق هذه الرغبة، لأن رغبة المسيح أن يكون الجميع واحدًا.

وفيما يخص تحقيق الوحدة على أرض الواقع، أشار البابا إلى أن هناك بالفعل خطوات حقيقية قائمة، وقال: هناك محبة متبادلة، وحوارات لاهوتية جادة، مثل الحوار القائم بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، والذى ساعدنا على فهم بعضنا البعض بشكل أعمق. ولا ننسى أن الانشقاق وقع عام 451 ميلاديًا، أي منذ خمسة عشر قرنًا، ولذلك فتصحيح المسار يحتاج إلى وقت طويل وجهد مستمر".

وعن كيفية تعميق الفهم بين الكنيستين، قال: "من الضروري أن تتعرف الكنيسة الكاثوليكية أكثر على عقائدنا وتقاليدنا. فلدينا تراث كبير وكنوز روحية من شروحات الآباء الأوائل، والكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح وحتى اليوم. وأضاف: "لدينا أكثر من 200 يوم مخصصة للأصوام كل عام، ولدينا ألحان كنسية عظيمة باللغة القبطية، وفنون الأيقونات المقدسة، وزيارة أديرتنا والتعرف على حياتنا الرهبانية يشكل خطوة مهمة للتقارب".

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

البلاط السلطاني يعلن وفاة حماة السلطان هيثم بن طارق

بصحبة زوجته والقط.. أول صورة لجو بايدن بعد إعلان إصابته بالسرطان

رسميًا.. المجلس الأعلى للإعلام يتلقى شكوى الزمالك ضد إعلان "اتصالات"

القوات المسلحة: سقوط طائرة تدريب أثناء تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية

جنود إسرائيليون يتنكرون في زى نسائى لاختطاف قائد بحركة حماس.. تفاصيل


مقترح الرابطة يمنح قبلة الحياة لـ3 أجانب فى الأهلي قبل مونديال الأندية

بعد أن فقد وعيه.. طائرة تقل 200 راكب تسافر من ألمانيا لإسبانيا بدون طيار

تعيين رئيسة النقل بـ"إيجماك" يثير غضب المستثمرين لمخالفته قانون الكهرباء بالفصل عن القابضة.. اختيار عضو "جهاز المرفق" ورئيس التفتيش التجارى بمجالس الإدارات يشكك في قانونيتها.. والوزير يوجه بمراجعة القرارات

400 فرصة متاحة.. فتح باب التطوع لخدمة الحجاج بالحرمين.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة برايتون ضد ليفربول في الدوري الإنجليزي


الداخلية السعودية تناشد بالإبلاغ عن كل من ينقل أو يسهل نقل مخالفى أنظمة الحج

التحريات بسرقة الدكتورة نوال الدجوي: أحد المترددين على الفيلا وراء الواقعة

تزوجى من غيرى ولا تحرمى نفسك من شىء.. آخر كلمات إيلى كوهين فى وصيته

كريم نيدفيد يفضل الانتقال لهذا النادى بعد الرحيل عن الأهلى

أخبار مصر.. الحكومة تنفى وجود متحورات أو فيروسات وبائية منتشرة بين الدواجن

تطورات تمديد عقد حمزة علاء مع الأهلى بعد رفض عرض الزمالك

رجال سلة الأهلي يواجه الزمالك في نصف نهائي دوري السوبر

ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته قبل إعدامه بساعات؟

الفاكهة الأكثر استهلاكا فى العالم على وشك الاختفاء.. الموز ينتهى بحلول 2080

مواعيد مباريات الجولة الثامنة من مرحلة حسم الدوري والقناة الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى