جرائم نتنياهو وصحوة الضمير الأوروبى.. غزة تهين ضمائرنا!

يصر الاحتلال الإسرائيلى على مواصلة جريمة الإبادة الجماعية والتصفية العرقية بجانب حصار وتجويع وصل إلى أن يصف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» يانس لاركيه، غزة بأنها «أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض»، ويؤكد أن «الوقت ينفد بسرعة كبيرة، والأرواح تُزهق كل ساعة»، وأعلن البرنامج التابع للأمم المتحدة، أن الاحتياجات الإنسانية تصاعدت وخرجت عن نطاق السيطرة بعد 80 يوما من الإغلاق التام المفروض على دخول المساعدات الغذائية وغيرها من مواد الإغاثة إلى غزة.
وبحسب أحدث بيانات وزارة الصحة فى غزة، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 54.084 شهيدًا، إلى جانب 123.308 مصابين، منذ بدء العدوان الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر 2023، وسط تقديرات بوجود آلاف الضحايا الآخرين لا يزالون تحت الأنقاض أو فى الشوارع، دون قدرة طواقم الإسعاف والدفاع المدنى على الوصول إليهم بسبب القصف المستمر وغياب المعدات.
وخلال الأسابيع الأخيرة بدأت تحركات ومواقف أوروبية تجاه الحرب ودعاوى بعزل الكيان الإسرائيلى، الذى يرتكب جرائم حرب ممنهجة، وقد اتخذت أوروبا موقفا هجوميا على إسرائيل، بعد توالى الضربات على قطاع غزة واستمرار وقوع المزيد من الضحايا الأبرياء من المدنيين مما أثار غضب قادة أوروبا تجاه الاحتلال، ويتجه الاتحاد الأوروبى لمزيد من الضغط على إسرائيل لوقف المجازر فى غزة، ووصفت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، هجوم الجيش الإسرائيلى على قطاع غزة، بأنه «لا يُطاق»، وطالبت بعدم «تسييس» أو «عسكرة» عملية إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطينى، وذلك بعد إنشاء نقاط توزيع من قبل مؤسسة تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة.
ومن جانبها، حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، من أنها تعتقد أن تصعيد الهجوم على قطاع غزة و«الاستخدام غير المتناسب للقوة» ضد السكان «لا يمكن تبريره» بموجب القانون الدولى.وينتظر الاتحاد أيضا مراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل عقب شكوى قدمتها مجموعة من 17 دولة، من بينها إسبانيا، إلى الممثلة العليا للشؤون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، كايا كالاس، جادلت فيها بأن إسرائيل ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان تتعارض مع التزاماتها الموقعة.
فى الأسبوع الماضى، سعت أغلبية الدول السبع عشرة أعضاء المفوضية الأوروبية إلى دراسة مدى التزام إسرائيل بالمادة الثانية من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبى وإسرائيل، والتى تنص على احترام حقوق الإنسان، وأعربت إيطاليا عن غضبها إزاء استمرار سقوط ضحايا فى قطاع غزة على أيدى إسرائيل، وأكد وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجانى فى تقريره إلى مجلس الأمن، إن هذه الوفيات البريئة تُجرح قيمنا وتُهين ضمائرنا، وأكد أن الأمل الوحيد المُمكن للسلام، والهدف الأساسى، لا يزال يتمثل فى بدء عملية سياسية تُفضى إلى دولتين تعيشان جنبا إلى جنب فى سلام وأمن، مؤكدا أن إيطاليا تعمل «بشكل شامل مع جميع شركائنا، لاستعادة الحوار ووقف الكارثة»، وقال الوزير الإيطالى فى وقت سابق إن بلاده تدعم بقوة المقترح المصرى الذى تؤيده الدول العربية لإعادة إعمار القطاع دون تهجير السكان، مؤكدا - وفق بيان صادر عن الخارجية الإيطالية - أن إيطاليا ستعترف بالدولة الفلسطينية.
وقد وصل الغضب إلى الداخل فى دولة الاحتلال ضد الحكومة الإسرائيلية، بعد مرور 600 يوم من العدوان على قطاع غزة، حيث اندلعت أعمال شغب عنيفة فى تل أبيب، وأغلق مئات المتظاهرين الشوارع الرئيسية، واقتحموا مقر حزب الليكود ومكتب رئيس وزراء الاحتلال، وسط انتقادات فى الإعلام الإسرائيلى للحكومة فى حربها على غزة، قائلة إن الواقع فى القطاع لم يتغير، والقيادة الإسرائيلية فشلت فى كل اختبار، وعلى رأسها رئيس الحكومة الذى يتهرب من اتخاذ القرارات ويقود البلاد إلى مأزق استراتيجى عميق، فى إشارة إلى استمرار بقاء المحتجزين، وتطور العنف واستمرار صورة الإجرام الصهيونى التى تعيد بناء صورة أكثر إجراما وتطرفا للاحتلال ووزراء الحكومة المتطرفين، فى حرب إبادة بلا أفق، خاصة بعد قبول حماس للعرض الأمريكى بوقف الحرب، واستمرار جهد الوسطاء من مصر وامريكا وقطر لاستعادة اتفاق وقف الحرب، وإنهاء جرائم الإبادة، ومحاولات التهجير.

مقال اكرم القصاص بالعدد الورقى لليوم السابع
Trending Plus