بعثة الحج المصرية تستعد للمشهد الأعظم.. خطط تصعيد دقيقة وتقنيات حديثة لخدمة ضيوف الرحمن فى عرفات ومنى.. والأتوبيسات المكيفة والمخيمات المتطورة في خدمة الحجاج..مخيمات قريبة من مسجد نمرة وجهود طبية ودينية متكاملة

مع اقتراب أيام الحج الكبرى، تتجه أنظار المسلمين من جميع أنحاء العالم إلى المشهد الأعظم، حيث الوقوف على صعيد عرفات الطاهر، في ذروة المناسك الروحية التي تتجسد فيها معاني الطاعة والخشوع.
وفي هذا السياق، بدأت بعثة الحج المصرية استعداداتها المكثفة لتأمين موسم حج ميسر وآمن، مستندة إلى خطط تنظيمية دقيقة وسيناريوهات محكمة لتصعيد الحجاج إلى المشاعر المقدسة.
وتضع بعثة حج القرعة هذا العام في مقدمة أولوياتها تحقيق أعلى درجات الراحة والسلامة لضيوف الرحمن، من خلال اعتماد وسائل نقل حديثة، ومخيمات متطورة، وبيئة صحية متكاملة، فضلاً عن الاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة لتيسير تنقلات الحجاج ومتابعة أوضاعهم في مختلف المواقع.
في هذا الإطار، تم تجهيز أسطول من الأتوبيسات المكيفة لنقل الحجاج من مقار إقامتهم إلى عرفات ثم إلى منى والمزدلفة، وسط متابعة لحظية عبر غرفة العمليات المركزية التي تعمل على مدار الساعة.
وتعتمد المنظومة التشغيلية في موسم الحج الحالي على استخدام تقنية الباركود، المدمجة في الأساور التي يرتديها الحجاج، وفي البطاقات التعريفية الخاصة بكل حاج، لتسهيل تتبعهم وضمان عدم تشتتهم، وتقديم المساعدة الفورية للحالات الطارئة.
وأكد اللواء أشرف عبد المعطي، مساعد وزير الداخلية والرئيس التنفيذي لبعثة الحج المصرية، أن الاستعدادات اللوجستية للمخيمات اكتملت تمامًا، بما في ذلك التوسع في تركيب أجهزة التكييف داخل الخيام لمواجهة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
وأوضح أن المخيمات في مشعر عرفات صُممت هذا العام وفق معايير تضمن الراحة وسهولة الوصول، حيث تم اختيار مواقعها بعناية لتكون قريبة من مسجد نمرة، وهو ما يعزز من شعور الحجاج بالسكينة والطمأنينة.
وعلى الصعيد الصحي، شددت البعثة الطبية على أهمية التزام الحجاج بإرشادات الوقاية من ضربات الشمس، خاصة خلال وقوف عرفات، حيث طالبتهم بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وشرب كميات كافية من السوائل، وعلى رأسها المياه. كما جُهزت نقاط طبية متنقلة وثابتة لمتابعة الحالات الصحية، وتقديم الإسعافات اللازمة، خاصة للحجاج كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وتكثف الفرق الطبية من جهودها خلال الأيام القادمة لمرافقة الحجاج في المشاعر، حيث ستكون فرق الأطباء والممرضين متواجدة في مخيمات عرفات ومنى لتقديم الرعاية الصحية على مدار الساعة. كما تم تجهيز سيارات إسعاف حديثة وعيادات متنقلة لضمان سرعة التدخل في أي حالة طارئة.
ومن الجانب الديني، قال الشيخ شريف إبراهيم، رئيس البعثة الدينية، إن العمل بدأ مبكرًا هذا العام من خلال عقد ندوات توعوية ولقاءات إرشادية مع الحجاج في الفنادق ومقار الإقامة، لشرح مناسك الحج بطريقة مبسطة تضمن سهولة الفهم والاستيعاب.
وأضاف أن المشايخ والعلماء المرافقين للبعثة سيقومون بمرافقة الحجاج في صعيد عرفات للإجابة عن استفساراتهم وتقديم النصح والمشورة الدينية بما يسهم في أداء المناسك على الوجه الصحيح.
وتشمل الجهود التنظيمية الأخرى تخصيص فرق متخصصة لمساعدة الحالات الإنسانية، خاصة من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير وجبات جافة وعصائر ومياه مبردة للتغلب على مشقة التنقل في الأجواء الحارة.
كما وفرت البعثة أتوبيسات حديثة مزودة بكافة وسائل الراحة لنقل الحجاج بين المشاعر، إلى جانب متابعة دقيقة من غرفة العمليات التي تراقب سير العمل عبر نظام إلكتروني متكامل يعتمد على التحول الرقمي والتكنولوجيا الحديثة في إدارة موسم الحج.
وفي مشعر منى، تم تجهيز المخيمات بطريقة تضمن راحة الحجاج وسهولة الحركة، مع تخصيص فرق دعم لوجستي لتوفير كل ما يلزم من خدمات. وتعمل غرفة العمليات على التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بالحج، لضمان التدخل السريع ومعالجة أي مواقف طارئة، بما يعكس حرص الدولة المصرية على توفير أفضل تجربة ممكنة لحجاج بيت الله الحرام.
تمضي بعثة حج القرعة المصرية بخطى ثابتة نحو موسم حج استثنائي، يجمع بين التنظيم الدقيق، والرعاية الصحية المتكاملة، والدعم الديني المستمر، والتكنولوجيا الحديثة، لتقديم خدمة تليق بحجاج بيت الله الحرام وتلبي تطلعاتهم في أداء المناسك براحة وأمان.
Trending Plus