هنا عرفات.. "اليوم السابع" فى جولة بالمشعر المقدس قبل الوقوف عليه.. مراوح رذاذ وأشجار ومخيمات مكيفة.. مظلات حديثة وتقنيات متطورة استعدادًا ليوم الحج الأعظم.. جهود حثيثة لتلطيف الأجواء فى عرفات


قبل أيام من المشهد الأعظم وذروة مناسك الحج، تجولت كاميرا اليوم السابع داخل مشعر عرفات لرصد آخر الاستعدادات الجارية لاستقبال ضيوف الرحمن في يوم الوقوف العظيم، حيث تتسارع وتيرة العمل على مدار الساعة في مختلف أرجاء المشعر، وسط جهود كبيرة تبذلها الجهات المنظمة لتأمين بيئة آمنة ومريحة لحجاج بيت الله الحرام.
وبدأ المشهد في عرفات بأن كل شيء في طريقه لأن يكون مختلفًا هذا العام، التوسع في أعمال التهيئة بدا واضحًا منذ اللحظة الأولى، سواء على مستوى البنية التحتية أو على صعيد الخدمات المقدمة، في إطار خطة شاملة تستهدف تلطيف الأجواء والتغلب على ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب تعزيز عناصر الراحة والوقاية.
من أبرز المشاهد التي رصدناها خلال الجولة، عملية التوسع الملحوظ في تركيب مراوح الرذاذ في مختلف مناطق المشعر. هذه المراوح، التي تعمل على إطلاق رذاذ الماء البارد بشكل مستمر، أصبحت من العناصر الأساسية لمواجهة حرارة الجو العالية، وجرى توزيعها في نقاط مدروسة بعناية، تشمل ممرات الحجاج، أماكن التجمع، ومداخل المخيمات، بهدف تخفيف الإجهاد الحراري عن ضيوف الرحمن خلال وقوفهم في عرفات.
.jpeg)
وشهد نطاق المشعر زراعة المزيد من الأشجار لخلق بيئة أكثر توازنًا مناخيًا، والاستفادة من الظلال الطبيعية، بما يسهم في تلطيف الأجواء وتوفير نقاط استراحة طبيعية وسط الأعداد الكبيرة المتوقعة من الحجاج. وتم اختيار أنواع من الأشجار تتناسب مع طبيعة الطقس الصحراوي وتتحمل درجات الحرارة العالية، مع وضع أنظمة ري حديثة للحفاظ على استدامة الغطاء النباتي.
كما شملت التحسينات توسعة في عدد دورات المياه، التي تم توزيعها بشكل استراتيجي لتسهيل الوصول إليها من كافة الاتجاهات، وهو ما يعكس حرص السلطات على تحسين البنية الخدمية وتلافي أي اختناقات محتملة في ظل الازدحام المتوقع خلال يوم الوقفة. وتم دعم هذه المنشآت بمرافق نظافة وتعقيم لضمان بيئة صحية وآمنة.
.jpeg)
بالإضافة إلى زيادة عدد الاستراحات والمظلات في المشعر، سواء تلك المخصصة للحجاج أو للفرق الميدانية، حيث تم إنشاء مظلات حديثة بخامات مقاومة للحرارة وتوفر التهوية الجيدة، إلى جانب مقاعد مريحة تساعد الحجاج على أخذ قسط من الراحة خلال تواجدهم الطويل في عرفات. وتم تجهيز العديد من هذه المظلات بأنظمة تبريد وتهوية إضافية لضمان راحة المستخدمين.
أما المخيمات، فقد شهدت تطويرًا لافتًا من حيث الشكل والمضمون. جرى تركيب عدد كبير من الخيام المكيفة التي تم تصميمها وفق أعلى المعايير الفنية لضمان التبريد الفعّال وتقليل تأثير الحرارة داخلها.
كما تم تزويدها بكافة الخدمات الأساسية، من كهرباء ومياه ووسائل إضاءة، فضلًا عن تخصيص مساحات مناسبة للحركة والتنقل داخل المخيمات بسهولة.
وحرصت الجهات المنظمة على أن تكون المخيمات قريبة من مسجد نمرة ومواقع تجمعات الحجاج، بما يتيح الوصول إليها دون عناء، ويضمن بقاء الجميع في نطاق إشرافي واحد يسهل إدارته ومتابعته لحظيًا. وقد تم تزويد هذه المخيمات بنقاط مراقبة وربط إلكتروني مع غرفة العمليات لمتابعة أي مستجدات أو حالات طارئة.
.jpeg)
بالإضافة إلى ذلك، زيادة الجاهزية الرقمية في مختلف أركان المشعر، حيث تعتمد الجهات المعنية بالحج هذا العام بشكل متزايد على تقنيات التحول الرقمي، من خلال أنظمة تتبع إلكترونية، وتطبيقات ذكية، وفرق تشغيل مزودة بأجهزة اتصال حديثة، وهو ما يعكس نقلة نوعية في إدارة الحشود وتقديم الخدمات.
وتأتي هذه الاستعدادات في إطار رؤية شاملة لتوفير موسم حج استثنائي، يرتكز على ثلاثة محاور رئيسية: الأمن، الراحة، والتقنيات الحديثة.
مع اقتراب يوم عرفة، تكتمل الملامح النهائية لهذا العمل الضخم، وتتهيأ أرض عرفات لاستقبال مئات الآلاف من الحجاج القادمين من كل فج عميق، وكلهم أمل في أداء مناسكهم بيسر وسلام، وسط استعدادات غير مسبوقة تؤكد أن التجهيزات في عرفات ليست فقط خيامًا ومراوح، بل رؤية متكاملة لخدمة الإنسان في أقدس أيامه.
Trending Plus