الصبر والرضا وعدم الاندفاع مفاتيح الفرج عند الابتلاء

عند النظر بتجرد وصدق لحياتنا نحن معشر البشر يرسخ في أذهاننا الحقيقة الفلسفية المتجردة ونرى بوضوح جوهر الحياه الدنيا فجميع المخلوقات في كوكب الأرض مسخرة من قبل المولى عز وجل لخدمة الإنسان وهو مسخر لعبادته سبحانه وتعالى ومع العبادة العمل وتعمير الأرض، وللكون نظام إلهي دقيق وكلما زاد التقدم العلمي اكتشف الباحثون والمفكريون معجزات علمية تثبت الهوية الله سبحانه وتعالى، وهناك حقيقة حياتية ثابتة يعلمها الجميع مفادها، أن الدنيا دار عبادة و شقاء وعمل وابتلاء، يبحث فيها الإنسان عبر مختلف الحقب الزمنية عن راحة البال والصفاء والعطاء النفسي ففي مرحلة الطفولة يتمنى أن تبدأ مرحله الشباب، وعندما يصل إلى مرحلة الشباب يتمنى البنين والبنات كغريزة بشرية ويتمنى تحقيق أحلامه من خلالهم، وعندما يصل إلى مرحلة الشيخوخة يتمنى الصحة وراحة البال ويقول ليت الشباب يعود يوما.
وعبر تلك المراحل الزمنية وغيرها اكتشف الباحثون والمفكرون أن راحة البال تكمن في العطاء والصفاء النفسي جوهرة حب الخير للجميع كأنه لك مع الوضع في الاعتبار أن عدو الإنسان الأول هو الأنا وحب الذات، ولكي يرتاح بال الإنسان على الأرض لابد من البساطة والتواضع، كن متصالحا مع نفسك تستقم لك الحياة، ولابد أن تتقبل وضعك في الحياة كما وأن يمتلك الطموح والأمل في غد مشرق، فالواقعية فى التعامل مع الواقع وفق إمكانياتك هو السبيل الأمثل إلى الرضا والقناعة، وهناك قاعدة حياتية لابد أن نمر بها جميعا وهي أن الابتلاء جوهر الحياة فتجربة الابتلاء تغيّرنا بصمت لنُصبح أقل حديثًا، وأقل اندفاعًا، وأكثر وعيًا في التعامل مع الحياة والناس، فالوجع الناتج من الابتلاء لابد أن ننظر إليه نظره فلسفيه فهو لا يمر على الإنسان دون أثر… بل يُعيد تشكيلنا من الداخل، فكل منا مبتلئ بمن يشغله عن أن يكون عبد الله تعالى، فإن صبر واتقى الله تعالي فرج عنه همه وسخرت له الأسباب التي تجعله يعيش في نعمة الرضا بالقدر والمكتوب مع الأخذ في الاعتبار أن الحياة الدنيا ليست جنة، وليست نار فلا تلوم نفسك عند إخفاقك وابدأ من جديد فالأصل في فلسفة الحياة أن تؤمن بالقضاء والقدر وأن تحب الخير للجميع وأن تعبر سفينة الحياة وقلبك مليئ بالرضا والقناعة بأن الابتلاء نعمة، لأنه يطهر الإنسان من الذنوب ويرفع درجاته ويجعله من الصابرين فتجربة الابتلاء والصبر والعبور منها الرضا والسرور تكشف معادن البشر وتظهرَ الخبيث من الطيب دمتم في نعمه الرضا والقبول ووفقكم الله تعالي لزيارة بيته الحرام وزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام.
Trending Plus