العنف ضد أطفال غزة يستفز أوروبا.. بابا الفاتيكان مناشدا وقف المجازر: صرخات الأمهات ترتفع.. إيطاليا: استهداف الأبرياء فى القطاع جرح فى ضمير الإنسانية.. وأطباء إسبان يدعون لإنقاذ الأطفال من الموت جوعًا

تستمر الإدانات الأوروبية لموت الأطفال فى غزة سواء من الحرب أو من الجوع، وتثير صور الأطفال الذين يتعرضون للقصف والقتل على أيدى الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومى، بالإضافة إلى الأطفال الذين يموتون من الجوع بسبب الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية، غضب قادة أوروبا.

وأعربت إيطاليا عن غضبها إزاء استمرار سقوط قتلى فى قطاع غزة على أيدى إسرائيل، وصرح وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجانى فى تقريره إلى مجلس الأمن، قائلاً: "إن هذه الوفيات البريئة تُجرح قيمنا وتُهين ضمائرنا".

وأكد وزير الخارجية الإيطالي: "إن رد الفعل المشروع للحكومة الإسرائيلية على هذا العمل الإرهابى المروع والعبثى يتخذ أشكالًا دراماتيكية وغير مقبولة على الإطلاق"، مشيرة إلى ضرورة "وقف القصف، واستئناف المساعدات الإنسانية فى أسرع وقت ممكن، واستعادة احترام القانون الإنسانى الدولي"، حسبما نقلت وكالة انسا الإيطالية.

وأضاف الوزير الإيطالى: "أود أن أؤكد مجدداً وبوضوح أن الأمل الوحيد المُمكن للسلام، والهدف الأساسى، لا يزال يتمثل فى بدء عملية سياسية تُفضى إلى دولتين تعيشان جنباً إلى جنب فى سلام وأمن"، مؤكدا أن إيطاليا تعمل "بشكل شامل مع جميع شركائنا، بدءاً من الأوروبيين ووزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو، الذين نبذل معهم جهوداً دبلوماسية مكثفة لاستعادة الحوار ووقف الكارثة".

وبفضل مبادرة "الغذاء من أجل غزة"، أشار نائب رئيس الوزراء إلى أنه "منذ مارس من العام الماضى، جلبنا أكثر من 110 أطنان من المواد الغذائية والإمدادات الطبية والمواد الأساسية إلى القطاع".

وصوتت إيطاليا لصالح النص الثانى بشأن الوضع فى قطاع غزة فى منظمة الصحة العالمية، ويتطرق النص إلى الوضع الإنسانى والنظام الصحى المنهار ويدعو، من بين أمور أخرى، إلى اعتماد وقف إطلاق نار دائم وعاجل وإتاحة الوصول غير المحدود للمساعدات، وفقا لوكالة نوفا الإيطالية.

وقال وزير الخارجية الإيطالى، فى وقت سابق أن بلاده تدعم بقوة المقترح المصرى الذى تؤيده الدول العربية لإعادة إعمار القطاع دون تهجير السكان، وطالب، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى وقف الغارات على قطاع غزة وإعادة إدخال المساعدات الإنسانية.

وأكد الوزير – وفق بيان صادر عن الخارجية الإيطالية - أن إيطاليا ستعترف بالدولة الفلسطينية، مشيرا إلى ضرورة إجراء عملية تفاوضية مع إسرائيل تعترف فيها الدولتان ببعضهما البعض.

وكان بابا الفاتيكان، البابا لاون 14 دعا إلى ضرورة وقف إطلاق النار فى غزة والاحترام الكامل للقانون الإنسانى الدولى وإطلاق سراح المحتجزين.

وقال بابا الفاتيكان "من قطاع غزة، ترتفع صرخات الأمهات والآباء إلى السماء الذين يحملون جثث أطفالهم الهامدة، والذين يضطرون باستمرار إلى التنقل بحثا عن القليل من الطعام والمأوى الآمن من القصف بشكل مكثف"، وأطلق البابا نداء بوقف إطلاق النار فى غزة، قائلا "أوجه ندائى إلى المسئولين، أوقفوا القتال".. داعيا إلى الصلاة من أجل السلام.

وفى إسبانيا، تحذر منظمات طب الأطفال، من انهيار نظام الرعاية الصحية فى غزة، ومن خطر مجاعة شاملة أثرت على الآلاف من الأطفال، وتطالب بالامتثال للقانون الدولى وإنهاء الحصار المفروض على المساعدات الإنسانية.

أعربت الجمعية الإسبانية لطب الأطفال للرعاية الأولية (AEPap)، والجمعية الإسبانية لطب الأطفال الاجتماعى (SEPS)، ولجنة الأخلاقيات الحيوية التابعة للجمعية الإسبانية لطب الأطفال (AEP) عن استيائها من الكارثة الإنسانية التى تُلحق الضرر بالأطفال فى قطاع غزة.

وتُدين المنظمات موت آلاف الأطفال جوعًا وسوء تغذية حاد، فى ظل انهيار نظام الرعاية الصحية وتوقف وصول المساعدات الإنسانية، ويموت آلاف الأطفال جوعًا وسوء تغذية حاد، فى ظل إرهاق نظام الرعاية الصحية وتوقف وصول المساعدات الإنسانية.

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة الأخيرة، يعيش 1.94 مليون شخص فى غزة فى مستويات حرجة من انعدام الأمن الغذائى. من بينهم 244 ألفًا فى وضع كارثى، وأكثر من 71 ألف طفل دون سن الخامسة قد يعانون من سوء تغذية حاد، منهم 14 ألفًا فى حالة حرجة.

فى موازاة ذلك، يُشير التقرير إلى أن غزة سجّلت فى عام 2024 أعلى عدد من الهجمات على العاملين فى مجال الرعاية الصحية والبنية التحتية فى العالم، حيث قُتل أكثر من 1400 متخصص.

وترى المنظمات أنه من غير المقبول فى القرن الحادى والعشرين أن يموت الأطفال جوعًا فى ظل وجود القدرة اللوجستية لتقديم المساعدة.

تعتبر منظمات طب الأطفال أنه من غير المقبول، فى القرن الحادى والعشرين، أن يموت الأطفال جوعًا فى ظل وجود الإمكانيات اللوجستية لتقديم المساعدة.

وفى فرنسا، شهدت نافورة "الأبرياء" فى باريس، احتجاجًا رمزيًا بارزًا، حيث قام عدد من المتظاهرين، بصبغ مياهها باللون الأحمر للتنديد بمجزرة غزة، وقام عدد من المتظاهرين فى باريس بصبغ مياه النافورة، للتنديد بالمجازر الإسرائيلية فى غزة، ومطالبة رئيس فرنسا، ايمانويل ماكرون، بالتحرك لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ووقف قتل الأطفال.

وتجمع المتظاهرون داخل وحول النصب التذكارى، حاملين لافتات كُتب عليها "غزة: أوقفوا المجزرة"، و"على ماكرون أن يتحرك، وأن يتم التوصل لأى حلول لوقف إطلاق النار".

وندد المتظاهرون بتقاعس فرنسا فى مواجهة ما يصفونه بالإبادة الجماعية؛ وقد رفع رئيس البلدية دعوى قضائية بتهمة التخريب، ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "على ماكرون التحرك" و"أوقفوا سفك الدماء"، واتهموا الحكومة الفرنسية بتأخير استجابتها للكارثة الإنسانية الناجمة عن قصف القطاع وحصاره.

فى غضون ذلك، ووفقًا لتقارير إعلامية فرنسية، أعلن رئيس بلدية منطقة باريس-سنتر، أرييل ويل، عن تقديم شكوى بتهمة التخريب، مؤكدًا أن النافورة قد رُمّمت للتو.

ودعت المنظمات غير الحكومية الدول ذات النفوذ على إسرائيل إلى المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار، وفرض حظر شامل على الأسلحة، ودعم الإجراءات القانونية الجارية أمام المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

منذ السابع من أكتوبر 2023، لقى أكثر من 54 ألف شخص حتفهم فى غزة، وفقاً لوزارة الصحة فى غزة.