بريطانيا تحظر السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد لحماية صحة الأطفال

في خطوة جريئة وبمناسبة اليوم العالمى لمكافحة التبغ، ولخفض استخدام السجائر الإلكترونية المنكهة التي تستهدف الأطفال، ستبدأ بريطانيا في حظر بيع السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد.

وكشف موقع Medical Express، إنه يبدأ سريان حظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة في جميع أنحاء المملكة المتحدة يوم غد الأحد، في محاولة لحماية صحة الأطفال.

قالت وزيرة الدولة لشؤون البيئة ماري كريج: "لفترة طويلة للغاية، كانت السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة تشوه شوارعنا باعتبارها قمامة وتجعل أطفالنا مدمنين على النيكوتين".

وأضاف، إنها نوع من السجائر الإلكترونية التي تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب - وستحظر مبيعات السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام أو إمداداتها في حملة على المتاجر الصغيرة ومحلات السوبر ماركت في المملكة المتحدة.

وسيواجه الأشخاص الذين يتم ضبطهم وهم يخالفون الحظر غرامة قدرها 200 جنيه إسترليني (269 دولارًا أمريكيًا)، في حين يواجه المخالفون المتكررون خطر السجن لمدة تصل إلى عامين، وقد انجذب الشباب والأطفال على وجه الخصوص إلى السجائر الإلكترونية الرخيصة والملونة، والتي تحتوي على نكهات رائعة مثل النعناع والشوكولاتة والمانجو أو البطيخ، منذ طرحها في المملكة المتحدة في عام 2021.

في عام 2024، تم التخلص من ما يقرب من 5 ملايين سيجارة إلكترونية يتم التخلص منها أسبوعيًا، كما إن أكثر من 40 طناً من الليثيوم، وهو معدن رئيسي يستخدم في صناعة التكنولوجيا، يتم التخلص منها كل عام جنباً إلى جنب مع السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة، وهو ما يكفي لتشغيل 5000 مركبة كهربائية.
وحذرت خدمات الإطفاء أيضًا من خطر اشتعال السجائر الإلكترونية المهملة وسط القمامة المنزلية.

قال جاستن جريناواي، المدير التجاري لشركة معالجة النفايات الإلكترونية SWEEEP Kuusakoski: "كل سيجارة إلكترونية لديها القدرة على إشعال حريق إذا تم التخلص منها بشكل غير صحيح"، ويهدف القانون الجديد، الذي اقترحته في البداية الحكومة المحافظة السابقة، إلى الحد من ارتفاع معدلات التدخين الإلكتروني.

وقالت كارولين سيرني، نائبة الرئيس التنفيذي لمؤسسة العمل من أجل التدخين والصحة  (ASH) ، "يعد هذا القانون الجديد خطوة نحو الحد من التدخين الإلكتروني بين الأطفال، مع ضمان توفر المنتجات لدعم الأشخاص على الإقلاع عن التدخين".

أظهر استطلاع حديث أجرته الجمعية الأمريكية لأمراض الدم (ASH) أن 11% من البالغين يستخدمون السجائر الإلكترونية، أي حوالي 5.6 مليون شخص، و18% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عامًا، أي حوالي 980 ألف شخص دون سن 18 عامًا، ومن بين مستخدمي السجائر الإلكترونية، فضّل حوالي 52% من الشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا السجائر الإلكترونية أحادية الاستخدام.

تظل المخاطر الصحية طويلة الأمد الناجمة عن التدخين الإلكتروني غير واضحة.
لا تُنتج السجائر الإلكترونية القطران أو أول أكسيد الكربون، وهما من أخطر العناصر في دخان التبغ، لكنها لا تزال تحتوي على النيكوتين المُسبب للإدمان.

أدى الحظر المرتقب بالفعل إلى انخفاض في استخدام السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، ووفقًا للجمعية الأمريكية لأمراض الدم  (ASH) ، انخفض استخدام السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد لدى المدخنين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا من 52% في عام 2024 إلى 40% في عام 2025.
مخاوف السوق السوداء..

يأتي حظر المملكة المتحدة في أعقاب خطوات أوروبية مماثلة، أصبحت بلجيكا وفرنسا أول دولتين في الاتحاد الأوروبي تحظران بيع السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، وتستعد أيرلندا أيضًا لفرض قيود جديدة، لكن المنتقدين زعموا أن العديد من المستخدمين سوف يتحولون ببساطة إلى أجهزة التدخين الإلكتروني القابلة لإعادة التعبئة أو الاستخدام، وهو ما سيحد من التأثير على استهلاك النيكوتين، ويقول خبراء الصناعة إن الحظر قد يؤدي إلى دخول المزيد من المنتجات غير القانونية إلى السوق البريطانية.