تناقضات أمريكية.. وعود «ترامب» ومصير الحرب على غزة!

أكرم القصاص
أكرم القصاص

الموقف الأمريكى من الحرب على غزة، يبدو معقدا ومتداخلا، ويحمل الكثير من التناقض، وهو موقف فى الواقع ممتد منذ عهد الرئيس جو بايدن، ويستمر مع دونالد ترامب الذى يبدو موقفه بالفعل أكثر تشابكا، بل وتناقضا، قبل توليه الرئاسة تدخل ترامب ودعم مساعى مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب، وتم تنفيذ مرحلة واحدة من الاتفاق، قبل أن ينقلب نتنياهو ويعود لشن الحرب، بزعم أنه يريد صفقة لاستعادة المحتجزين جميعا.


المفارقة أن الرئيس ترامب، الذى أعلن إدانته لاندلاع الحرب، وقال إنه لو كان رئيسا ما وقعت الحرب فى غزة، رافق ذلك بتصريحات عن تهجير سكان غزة، أو نقلهم إلى خارج أراضيهم، وتبنى مخططا فشل نتنياهو على مدى 15 شهرا فى تنفيذه، فضلا عن أنه اقتراح واجه رفضا، واعتبرته دول العالم جريمة تصفية عرقية.


ثم إن الاحتلال يواصل حرب إبادة واضحة، مع حصار وتجويع، ورفض لدخول الطعام والشراب والدواء، فى استمرار لجريمة قتل ممنهج باعتراف واعتراض منظمات دولية كالأمم المتحدة و«فاو»، وقد تجاوزت أعداد الشهداء 55 ألفا ومئات الجرحى، وأغلب الشهداء من الأطفال، بجانب تدمير أكثر من ثلاثة أرباع غزة، وتبوير أغلب أراضيها، وجعلها غير صالحة للزراعة، وكشف تقييم جغرافى أجرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» ومركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، أن 95% من الأراضى الزراعية فى قطاع غزة لم تعد صالحة للزراعة، بسبب الدمار الذى خلفته الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع، وهو ما يزيد تدهور القدرة على إنتاج الغذاء، ويفاقم خطر المجاعة فى قطاع غزة.


وبالرغم من أن أوروبا بدأت إعلان رفضها لاستمرار الحرب، وسعت إلى الضغط لوقف المجازر فى غزة، وقالت المفوضية الأوروبية، إن إسرائيل ترتكب مجازر وانتهاكات، كل هذه التفاصيل ولا يزال الموقف الأمريكى متناقضا، فمن جهة هناك مساع للمبعوث الأمريكى «ويتكوف» لتداول اقتراحات تمهد لاتفاق وقف إطلاق النار لمدة شهرين، لكنه اقتراح ما زال يحمل بعض النقاط المتعلقة باستمرار الحرب أو غياب طريق لإنهاء الحرب وبدء مسارات سلام، ويبدأ بإطلاق سراح 10 محتجزين وإعادة متوفين مع بدء إرسال المساعدات إلى غزة، وبالرغم من أن الاقتراحات تتضمن وقف إطلاق نار، وضمانات الوسطاء، لكنها لا تضمن عدم عودة نتنياهو للحرب، كما تم فى الاتفاق الملغى، مع عدم وجود آليات لضغط أمريكى على نتنياهو، وهو ما يضاعف من ظهور الولايات المتحدة بأنها طرف منحاز أكثر للاحتلال، بنفس ما كان مع الرئيس بايدن.


ولا تزال تعليقات البيت الأبيض تحمل قدرا من الغموض، بجانب غياب الشكل الحاسم لدى الإدارة الأمريكية تجاه حرب هى الأطول التى يشنها الاحتلال، خاصة مع وجود تحفظات من أطراف فلسطينية تجاه المقترحات التى تعتبر أقل كثيرا مما كان فى اقتراحات سابقة، حيث تسعى حماس للحصول على ضمانات بوقف الحرب، بينما الاحتلال يبقى الخيارات مفتوحة، وهو ما يفتح الباب لتأمل مدى قدرة الرئيس ترامب على إنهاء حرب هو نفسه قال إنه سينهيها بمجرد توليه السلطة، ومع هذا فقد استمرت الحرب، بل وتضاعفت الجرائم، ونفس الأمر فى ما يتعلق بالحرب فى أوكرانيا التى تتواصل بلا أفق.


وهو جزء من تناقضات الرئيس ترامب الذى أعلن أنه يريد تحويل غزة إلى «ريفيرا»، ثم عاد وقال «لا أحد سوف يطرد أحدا من غزة»، واعتبر الخطة العربية لإعادة الإعمار قابلة للمناقشة وبها عناصر جذابة، ثم إنه واصل الصمت أمام جرائم الاحتلال فى غزة، وهو ما يجعل التوقعات حول الموقف من الحرب مرتبطة بوجود سياسة واضحة، بعيدا عن التصريحات المتناقضة، ووسط هذا الواقع يبقى السؤال حول قدرة الرئيس الأمريكى على التدخل لإنهاء حرب تمثل عارا للاحتلال وللولايات المتحدة!

p
مقال أكرم القصاص

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نظر محاكمة 116 متهما بخلية داعش التجمع اليوم

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية

لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

روان أتكينسون يكشف معاناته من التأتأة والتمثيل أنقذه من المشكلة

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025


هدية لأهل قنا.. افتتاح كورنيش النيل الجديد مجانا للأهالى خلال أيام بطول 1400 متر و6 مناطق ترفيهية وخدمية.. ووكيل وزارة الإسكان لليوم السابع: الكورنيش الأجمل على مستوى الصعيد وواجهة حضارية للمحافظة.. صور

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

انتبه.. ضرب المدير أو صاحب العمل يعرضك للفصل الفورى دون صرف تعويض

شيكابالا: الزمالك عمره ما هيقع والأزمات سيتم حلها بالجماهير

الإدارية العليا تنظر 31 طعنًا على نتائج 19 دائرة ملغاة فى انتخابات النواب.. غدا


وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

ارتفاع عدد ضحايا هجوم احتفال الحانوكا اليهودي في أستراليا إلى 16 قتيلا

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة سيدة في العمرانية

ضبط شاب عشرينى استدرج «طفلة 14 عاما» واعتدى عليها 3 أيام في منزله بالشرقية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى