حكاية أغنى موقع أثرى بالوادى الجديد.. كنوز الضباشية شاهد على أكبر مستعمرة فى الصحراء الغربية.. 27 مقبرة ومومياوات حالتها فريدة من نوعها.. وتوابيت الأثرياء وماكيتات تحكى روتين الحياة اليومية فى العصور القديمة

ما زالت منطقة قصر الضباشية الأثرية التى تقع فى واحة الخارجة بمحافظة الوادى الجديد، لم تبح بكل أسرارها حتى الآن فهى تحوى كنوزا تعود للقرن الأول الميلادى، وتكشف عن معالم مستعمرة تجسد الحياة اليومية فى العصرين الرومانى اليونانى، وتعتبر مركزًا دينيًا تاريخًا عند القدماء الذين سكنوا المنطقة، وسميت بهذا الاسم وهو اسم حديث نسبة لإحدى العائلات التى كانت تعيش فى واحة الخارجة حتى الان وهى عائلة "ضباشة"، وهم ينتمون إلى العزبان وهم طائفة مملوكية كانت تتولى حماية الدولية وكانوا يسمون بالعزبان لأنهم لا يتزوجون ويتفرغون لحماية الدولة.
ويعود تاريخ قصر الضباشية إلى للعصر اليونانى الرومانى، وهناك بعض الدراسات والأبحاث تشير إلى أنها تعود لعصور أقدم من ذلك وهناك بعض المقابر تعود للعصر البطلمى والقرن الأول قبل الميلاد، وبدأ العمل فى المنطقة بشكل شخصى فى بعثة أثرية عام 1993 لاكتشاف مكونات هذه المنطقة، التى تحتوى على جبانة تاريخية تضم 67 مقبرة أثرية، كما أن المنطقة كانت مسكونة بسكان الواحات قديمًا حتى عام 1950، والبعثة الأثرية نجحت عام 1996 فى اكتشاف مقبرة تحمل رقم 22 من المقابر الموجود فى منطقة الضباشية، وعثرت على مومياء داخل تابوت خشبى وحالة المومياء ممتازة كما أن التابوت يحمل نقوشًا وألوانًا زاهية وكتابات من كتاب الموتى والطريق للعام الآخر وفكرة البعث والثواب والعقاب والموت عند المصرى القديم، كما احتوت المقبرة تماثيل وأدوات معيشة صاحب المقبرة والذى كان أحد الأثرياء فى المنطقة.
وتم العثور على تمثال هو الأول من نوعه يمثل " ماكيت" أو تجسيد للمتوفى وأمامه مجسم لمقبرته يحرسها الإله حورس فى الجوانب الأربعة للمجسم، بالإضافة إلى كميات من الحلى والأساور التى كانت تستخدمها النساء فى هذا العصر وزوجة المتوفى، وتعد المحتويات والكنوز والقطع الأثرية التى عثرت عليها وزارة الآثار بمنطقة الضباشية شمال واحة الخارجة، ذات أهمية غير مسبوقة، حيث على اثرها أقامت معرضًا لأول مرة متخصصًا فى آثار المنطقة بمقر متحف الآثار بمدينة الخارجة، بعدما تم تجهيزه بمعدات عرض وصناديق عرض خاصة يمكن أن توضح الكنوز والقطع الأثرية التى عثرت عليها الوزارة بالمنطقة، وهى عبارة عن كميات من الحلى والأساور وأدوات الزينة التى كانت تستخدم فى ذلك الوقت وجرى عرضها فى أماكن عرض خاصة حيث تعود معظم هذه المصوغات والأساور لزوجة الثرى "نو سوا" صاحب المومياء فى المقبرة رقم 22 بمنطقة الضباشية.
كما تم العثور على تمثال لزوجة المتوفى وهو تمثال نادر يجسدها وهى تجلس القرفصاء تدعوا الآلهة وتطلب منهم الرحمة، إضافة إلى وجود تماثيل ومجسمات على شكل وجوه بشرية تجسد سكان المنطقة وأصدقاء المتوفى وزوجته، ويضم المعرض ايضا ً قطع أثرية على أشكال مخروطية مختلف كانت تمثل معيار أو مكيال معين للحبوب وغيرها يستخدمها المصرى القديم كوحدات وزن أو حجم.
وبجانب عرض محتويات المقبرة هى المومياء والتابوت الخشبى والتمثال النادر والفريد من نوعه الذى عُثر عليه فى المقبرة حيث تعتبر هى أول "مومياء" داخل تابوت خشبى كاملة على مستوى الواحات عثر عليها خبراء الآثار فى واحة الخارجة بالوادى الجديد، وتوجد المومياء بحالتها كاملة ملفوفة داخل لفائف من الكتان، وعليها كتابات عن تاريخ صاحب المقبرة إضافة إلى وجود نقوش زاهية الألوان للإلهة الفرعونية على جسم التابوت منقوشة بألوان متنوعة وجميلة ويوجد على التابوت كتابات وكلمات من كتاب "الموتى" بالإضافة إلى حكايات عن العالم الآخر والثواب والعقاب والبعث عند عقيدة المصرى القديم، وعرضت المومياء أمام الجماهير والزائرين للمتحف، ليكون بذلك إضافة قوية للمتاحف الإقليمية والتى سيعرض من خلالها لأول مرة تابوت ومومياء متكاملة، حيث أن عرض مثل التوابيت والمومياوات تختص فيها المتاحف العامة الكبيرة.
ويضم المعرض ايضا ً التمثال الفريد هو للمتوفى على شكل الإله "بتاح سوكر أوزير" من العصر اليونانى الرومانى وهو يجسد الملك المتوفى وفى وضع مشابه للإله "أوزوريس"، وهو تمثال بارتفاع 55 سنتيمتر وأمامه مجسم لمقبرته وعليها 4 صقور فى كل من الأركان الأربعة، على هيئة الإله حورس لحماية المقبرة كما كان فى معتقدات المصرى القديم، ويوجد بجوار التمثال خرطوشة أو صندوق يحتوى على قلب المتوفى.
وفى 22 أغسطس 2010 كشفت البعثة الأثرية المصرية الأمريكية عن بقايا أقدم منطقة سكنية وإدارية متكاملة يتم العثور عليها حتى الآن ترجع لعصر الانتقال الثانى فى الخارجة جنوب غرب مصر. وذكر بيان صادر عن المجلس الأعلى للآثار المصرى أن هذه المنطقة السكنية عثر عليها بالقرب من جبل الغويطة فى منطقة أم المواجير بواحة الخارجة.
وتدل الشواهد الأثرية التى عثرت عليها البعثة داخل هذه المنطقة تدل على أن سكان هذه المنطقة كانوا جزءا من مجمع إدارى وخدمى ضخم.
وأوضح الدكتور جون كولمان دارنل رئيس بعثة جامعة يل أنه أثناء أعمال الحفائر عثرت البعثة على بقايا مبان ضخمة من الطوب اللبن مزودة بحجرات وممرات شبيهة بتلك التى عثر عليها من قبل فى منطقة وادى النيل كما عثرت البعثة على بقايا مخبز مزود بفرنين والعجلة التى كان يستخدمها القدماء لصناعة الأوانى اللازمة لحفظ وخبز العيش، ويعكس حجم وكمية الأوانى التى عثر عليها داخل الرديم تدل على وجود حركة نشطة ودائمة لعملية خبز العيش حتى أن الكمية المنتجة منه يمكن أن تكفى لتغذية جيش كامل.
وقالت الأثرية الدكتورة دبورا دارنل عضو البعثة أن الدراسات الأولية التى قامت بها البعثة بينت أن هذه المنطقة السكنية ظهرت منذ عصور الدولة الوسطى (2134-1569 ق.م) واستمرت حتى الدولة الحديثة (1569-1081 ق.م) ولكنها ازدهرت وتوسعت خلال أواخر عصر الأسرة الوسطى ما بين فترة الأسرة الثالثة عشر (1786-1665 ق.م) والفترة الانتقالية الثانية (1664-1569 ق.م) والأسرة السابعة عشر (1600- 1569 ق.م)

أكبر مستعمرة فى قلب الصحراء الغربية

اكتشاف 27 مقبرة ومومياوات حالتها فريدة من نوعها

الاثار

الادوات المكتشفة

الاكتشافات

جانب من الكنوز

كنوز الضباشية

منطقة قصر الضباشية الأثرية
Trending Plus