حكاية اختفاء وريث أغنى عائلة على وجه الأرض في جزيرة آكلي لحوم البشر.. صور

في عائلات الأثرياء والأغنياء لا يلتزم الورثة دائمًا بنصائح الكبار، حيث يسعون دائمًا للانطلاق بمفردهم في العالم الواسع، كان ذلك الوضع هو الذي ساد في منزل إحدى أكثر العائلات نفوذًا في العالم وهي عائلة "آل روكفلر"، حين أصبح "مايكل" الابن الأصغر لنيلسون "الخروف الأسود" للجيل الرابع وحفيد جون روكفلر، وهو أول ملياردير دولاري في العالم، رفض الاستمرار في العمل العائلي، ومع ذلك أدت المسيرة التي اختارها لنفسه إلى عواقب وخيمة تسببت في الاختفاء الغامض لأحد أفراد العائلة الأكثر ثراءً.
مايكل روكفلر
ولد مايكل روكفلر عام 1938، وبطبيعة الحال لم يحتاج شيء منذ طفولته، ووفقا لموقع وكالة أنباء "ريا نوفوستي"، فإنه خلال سنوات دراسته انجذب إلى التاريخ والأنثروبولوجيا، وقرر أن يصبح عالمًا، وفي عام 1960 تخرج من جامعة هارفارد ثم خدم في الجيش لعدة أشهر، لم يعترض روكفلر الأب على اختيار ابنه الأصغر ومنحه الحرية ليسمح له باللعب والعودة تحت جناح أبيه الذي كان يشغل منصب حاكم نيويورك ونائب رئيس الولايات المتحدة الحادي والأربعين في عهد الرئيس جيرالد فورد.

بعد فترة كان الشاب مايكل يسعى بجدية لاستكشاف أشد الأماكن توحشًا والتي لم تمسها الحضارة، فقد سحره غموض وثقافة القبائل القديمة وسعى لمعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عن السكان الأصليين المتبقين، وبعد حصوله على الشهادة قرر مايكل البالغ من العمر 22 عامًا حينها ألا يضيع الوقت، واختار صديقًا مقربًا وهو عالم الإثنوجرافيا الهولندي "رينيه واسينج" كمساعد له، ثم بدأ الاثنان في وضع خطة للرحلات الاستكشافية المستقبلية في أوقيانوسيا.
عائلة روكفلر
جمع مجموعة من الجماجم
وبحلول خريف عام 1961، كان مايكل ورينيه يستكشفان بنشاط المناطق النائية في غينيا الجديدة، ولم تكن السلطات المحلية سعيدة بالعلماء الشباب الذين يتوغلون في الغابة، لكن الانتماء إلى عائلة روكفلر ونفوذها أضعف يقظة المسؤولين الفاسدين، وفي النهاية استأجر المستكشفون الشبان "سيمون" و"ليو" مرشدين محليين شرعوا في إقامة اتصال آمن بين الزوار والسكان الأصليين وقاموا جنبًا إلى جنب مع رينيه، بمقايضة الأدوات المنزلية والفنية بمنتجات معدنية وكانا مهتمين بشكل خاص بجمجمة الكيشو المرسومة، والتي دفع مايكل ثمنها بالسكاكين والفؤوس، وكتب روكفلر الابن لوالده أنه جمع بالفعل مجموعة كبيرة وفريدة من الجماجم، والتي كانت مقدرة لاحقًا لتصبح معروضًا في متحف نيويورك، حدث ذلك بالفعل لاحقًا لكن مايكل نفسه لم يكن مقدرًا له أن يرى ذلك.
حاكم نيويورك نيلسون روكفلر خلال مؤتمر صحفي بعد اختفاء ابنه
"قناع الموت" يظهر على وجهه
قرر الشابان ألا يوقفا سعيهما، فانطلقا إلى مستوطنة قبيلة الأسمات آكلي لحوم البشر، للحصول على قطع فريدة أخرى، ومن المعروف أنه في بداية الرحلة حاول المرشدون الأصليون بكل طريقة ثني روكفلر عن التعرف على آكلي لحوم البشر، وكانت أساطير الأسمات تقول إن روح الإنسان تنتقل إلى من يأكله مما يجعله أقوى، وأصر أحد كهنة القبائل بقوة على أن مايكل لا يجب أن يذهب إلى المتوحشين، لأن "قناع الموت" كان ظاهرًا عليه. لكن العالم الشاب ظل ثابتًا على رأيه.

روكفلر الابن
الاختفاء الغامض
في السابع عشر من نوفمبر عام 1961، انطلق روكفلر وواسينج وليو وسيمون نحو الأسمات في قارب خشبي محلي الصنع تم تزويده بمحرك وكان القارب محملًا بشكل زائد، وفي النهاية تعطل المحرك في منتصف النهر، ثم ربط المرشدون علب الوقود بأنفسهم وانطلقوا نحو الشاطئ لكنهم هناك ضلوا طريقهم في الغابة ولم يُعثر عليهم إلا بعد عدة أيام.
روكفلر الابن خلال إحدى رحلاته
ظل روكفلر وواسينج في القارب حتى انقلب بفعل موجة قوية وانجرفا لبعض الوقت على حطام السفينة، لكن بعد ذلك صنع مايكل لنفسه قاربًا جديدًا من العلب الفارغة وقرر أيضًا الوصول إلى اليابسة، خاف رينيه من أن يصبح طعامًا للتماسيح فلم يسبح معه وبقي ينتظر المساعدة، لكن بعد عدة ساعات عثرت عليه طائرة مائية تابعة للقوات البحرية الهولندية، ثم التقطه الزورق "تاسمان" واختفى بعدها مايكل روكفلر دون أثر.
تم حشد جميع القوى للبحث عن روكفلر الابن، آلاف السكان المحليين بحثوا عنه وتم إشراك الأسطول والطيران، لكن كل ذلك كان عبثًا وسرعان ما وصل نيلسون روكفلر الغاضب من نيويورك، ممولًا عمليات البحث عن ابنه، لكن جثة الابن لم تُعثر عليها أبدًا، لكن وفقًا للنسخة الأكثر شيوعًا، قُتل روكفلر وأكله شعب الأسمات.
رينيه واسينج
وروى المبشر الهولندي السابق "كورنيليوس فان كيسل"، الذي عاش بينهم في ذلك الوقت، أنه قبل فترة وجيزة من اختفاء مايكل، كانت الشرطة الهولندية تجري تفتيشًا في قرية الأسمات، قُتل خلاله خمسة من السكان الأصليين، ووفقًا لمدونة الشرف المقدسة لديهم، كان على البيض أن يدفعوا بالدم ثمن موت أفراد القبيلة، وفي رأي"فان كيسل" صادفت مجموعة من السكان الأصليين عائدين إلى ديارهم في قوارب، ومايكل روكفلر المنهك وغير المسلح فقتلوه وأكلوه، وصنعوا من جمجمته تذكارًا آخر.. لكن هذه مجرد فرضية.
وعلى الرغم من هذه الروايات، لم يتم العثور على أي دليل مادي قاطع أو رفات لمايكل روكفلر، ولا يزال لغز اختفاءه يثير عقول الكثير من الفضوليين حتى يومنا هذا، وتتزايد حوله الفرضيات الجديدة باستمرار.
جماجم تماسيح في جزيرة غينيا الجديدة



Trending Plus