دلو بيزنطي نادر عمره 1500 عام استُخدم لحفظ عظام بشرية بإنجلترا في القرن السادس

اكتشف علماء الآثار فى ساتون هو بإنجلترا القطعة الأخيرة من دلو برومسويل المذهل وغير المألوف، مما مكّنهم من حل لغز غرضه واستخدامه، حيث اكتشف موقع الدفن الملكى فى "ساتون هو" بمقاطعة سوفولك شرق إنجلترا لأول مرة عام 1939، ووفقا لشبكة CNN، وُضع جثمان ملك أنجلو ساكسونى محارب فى قارب فخم طوله 90 قدما، إلى جانب كنوز مصنوعة من معادن ثمينة ومجوهرات، ففى عام 1986، ظهرت أولى شظايا دلو برومسويل المراوغ والمصنوع بإتقان، تلتها قطع أخرى عام 2012، وقد أدرك علماء الآثار أن دلو برومسويل كان من الممتلكات النادرة والثمينة فى العصر الأنجلو ساكسونى.
ومع ذلك، لم تكن لديهم صورة كاملة كافية عن القطعة الأثرية لاستخلاص أى استنتاجات واضحة بشأنها، لماذا دُفنت قطعة أثرية من تركيا تعود للقرن السادس فى مقبرة جرمانية تعود للقرن السابع؟.
فى وقت سابق من العام الماضي، تحديدًا فى يونيو 2024، عثر علماء الآثار أخيرا على قاعدة دلو عمره 1500 عام، والذى احتوى على بقايا جثث محروقة، مما حلّ اللغز نهائيا، ويُصوّر دلو برومسويل المصنوع من سبائك النحاس مشهد صيد من شمال إفريقيا، وكشفت الأشكال الحرفية المستخدمة فى التصميم لعلماء الآثار عن أصل تركى، ربما من أنطاكية، وفقا لبيان صحفى صادر عن الصندوق الوطنى، ولكن ما وظيفته فى سياق الدفن الملكي؟
فى يونيو 2024، أجرى علماء الآثار والمتطوعون أضخم عملية تنقيب فى الموقع الملكى منذ أكثر من 20 عاما، عثروا على قاعدة دلو برومسويل البيزنطى الثمين، بعد سحبه من الأرض فى كتلة واحدة، وشمل ذلك الأقدام والكفوف وقاعدة الدروع، وحتى الوجه المفقود لأحد الرجال، وفقا للبيان الصحفى.

الدلو البيزنطي
باستخدام التصوير المقطعى المحوسب (CT) والأشعة السينية، اخترق فريق جامعة برادفورد طبقات التربة لاكتشاف المفتاح الحقيقى لحل هذا اللغز، عظام بشرية محروقة، بما فى ذلك شظايا جمجمة وكاحل وعظام حيوانات، ويُحلل المتخصصون الآن هذه البقايا لفهم عملية حرق الجثث وتحديد ما كان موجودا على محرقة الجنازة، غالبا ما كانت مدافن الأنجلو ساكسون تُضم خيولا كدليل على المكانة الاجتماعية.
كشفت الاختبارات أيضا أن العظم المحروق كان مُكدسا بإحكام، مما يشير إلى أن محتوياته وُضعت فى البداية فى كيس، وأشارت بقعة سبيكة النحاس على هذا العظم إلى أنه ربما دُفن خارج الدلو.
يجرى علماء الآثار حاليا المزيد من الاختبارات، ومع ذلك، فإن إكمال دلو برومسويل كشف المزيد عن الدفن الملكى، مما سمح للفريق بالتوصل أخيرا إلى استنتاج حول استخدام هذا الشيء.
وخلصت الخبيرة الأنجلو ساكسونية هيلين جيك فى بيان صحفى إلى القول: "لقد حللنا اللغز أخيرا.. نعلم الآن أنه أول قطعة نادرة من هذا النوع تُستخدم فى مراسم حرق جثث".
Trending Plus