تفتيت الجغرافيا السورية

تصر إسرائيل على زعزعة استقرار سوريا باستهداف وحدة الشعب السوري، حيث وصل الأمر إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، يؤكدان في بيان مشترك، أن القصف الإسرائيلي الذي استهدف دمشق رسالة واضحة للنظام السوري، ولن نسمح للقوات السورية بالانتشار جنوب دمشق، أو بتشكيل أي تهديد للدروز.
وللعلم، قد شهدت مناطق ذات غالبية درزية في الأيام القليلة الماضية تصعيدا وتوترا كبيرا، إثر تسريب تسجيل صوتي منسوب لرجل دين درزي تضمن عبارات مسيئة؛ وحصلت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من كلا الجانبين، وقالت بعض المصادر، إن من تعرض للأشرفية وصحنايا هم من تنظيمات مسلحة غير رسمية... أغلبهم غير منضوٍ في وزارة الدفاع.
والأخطر، أن إسرائيل تبرر هجماتها على سوريا بحماية أمن سكان الشمال أو حماية الدروز، وهذا ليس هدف عدوانها الحقيقي، إنما تريد منع ظهور سوريا قوية مستقرة اقتصاديا وعسكريا، إذ تعتبر أي نمو سوري تهديدا إستراتيجيا، فضلا أنها تعتقد أن السبب في إسقاط نظام بشار الأسد عبر ضرباتها ضد المحور الإيراني، لذا تسعى لفرض هيمنتها على مستقبل سوريا، كما تشمل الأهداف الحقيقية منع الوجود التركي في سوريا، إذ ترى تل أبيب أنقرة منافسا إقليميا لها، وهو ما يجب وضعه عين الاعتبار.
فقولا واحدا.. إسرائيل تسعى لتفتيت الجغرافيا السورية، من خلال تغذية اقتتال داخلى، مع الحفاظ على قنوات اتصال بجماعات داخل سوريا، واستغلال ملف الأقليات
وعن انسحاب إسرائيل من المناطق التى احتلتها بعد التطورات الأخيرة، أعتقد أنها تنحصر فى 3 سيناريوهات كلها تؤكد أنه لن يحدث انسحاب، السيناريو الأول، وهو ضغط عسكري خارجي، وهو غير وارد حاليا، أما السيناريو الثانى، اتفاق سلام يفرض تطبيعا مع النظام السوري الجديد، والسيناريو الثالث، يتمثل فى ضغط أمريكي مباشر، وهو ما يبدو غير محتمل في ظل التوافق التركي الأمريكي على دور أنقرة في سوريا.
لذا، من المهم دعم سوريا من أجل التماسك الداخلي ورفض أي محاولات لزعزعة الوئام الوطني، وذلك من خلال حشد ضغط عربي ودولي عبر جامعة الدول العربية ومجلس الأمن لإجبار إسرائيل على احترام القانون الدولي.
Trending Plus