فاز الصحفيون.. مجلس نقابة متنوع ورهان على المستقبل

بعد أن هدأ الغبار، وانتهت انتخابات الصحفيين، فإن من تابعوا السباق على مدار عقود يعرفون - ويعترفون - أن الفائز الأول هى الجمعية العمومية للجماعة الصحفية، لأنهم قدموا كالعادة نموذجا فى سباق ديموقراطى انتهى بشكل متحضر، وخسر كل من توقع أو راهن على وقوع عنف أو اشتباكات، وهو دليل على أن الواقع الافتراضى مختلف عنه فى الواقع الحقيقى، مع التأكيد على أن الصحفيين ليسوا كائنات من عالم آخر، بل إنهم من المجتمع بكل مواصفاته وميزاته وتنوعه وتناقضاته.
الانتخابات جرت كالعادة فى أجواء محترمة، وكان حرص الصحفيين على اكتمال الجمعية مؤشرا على الرغبة فى استمرار النقابة فى أداء دورها، لقد طالت فترة الدعاية لأسباب الوقت والمناسبات، ومع هذا لم تخب التوقعات التى بُنيت على قراءة لحجم التحولات التى يشهدها المجتمع، وفى قلبه الصحافة والإعلام، ولم تختلف هذه الانتخابات عن سابقتها كثيرا، وانتهت بحلوها ومرها، وخلافاتها ومناوراتها.
بشكل شخصى، اخترت زملاء، أغلبهم فاز، وراهنت ومعى زملاء فى «اليوم السابع» على محمد السيد الشاذلى، وكان من بين الفائزين، وتبقى تجربته نموذجا نقابيا لاحترام القواعد والاحترام، بذل الزملاء بـ«اليوم السابع» جهدهم خلف زميلهم، لكن محمد السيد الشاذلى مع تأكيد اعتزازه بـ«اليوم السابع» وانتمائه للشركة المتحدة، حرص على تقديم نفسه كعضو فى الجمعية العمومية، وحظى بثقة زملاء فيها، اقتنعوا بخطواته وقدروا تجربته، أيضا فازت إيمان عوف بعد محاولات سابقة، ونجحت فى الحصول على ثقة الجمعية، بجانب زملاء فازوا بخبرات وخاضوا منافسة كبيرة، محمد شبانة وأيمن عبدالمجيد وحسين الزناتى، ومحمد سعد عبدالحفيظ، فازوا فى انتخابات نظن أنها الأكثر سخونة على مدار عقود، والنتيجة تعبر بشكل كبير عن الجمعية العمومية، وتستبعد القوائم أو الجهوية أو الاستقطاب، وتعبر عن تنوع كبير فاز به الصحفيون، البعض راهن على الفوز وفاز، والبعض راهن على خسارة منافسيه، وخسر هو، وفى النهاية فاز الصحفيون، وتساقطت المعارك والتحركات الصغيرة.
هناك محاولات لقراءة ما جرى مثلما يحدث، وهناك بالفعل ضرورة لقراءة الانتخابات من زاوية الواقع، ومن دون تهويل أو تهوين، ومن دون مبالغة أو تجاهل للحقائق والتحولات على الأرض، وهذا لمن يريد خوض السباق او التقدم للعمل العام.
أصبح فى نقابة الصحفيين نقيب ومجلس نقابة من 12 عضوا، كلهم مسؤولون عن تنفيذ مهام مهنية ونقابية، ومواجهة مشكلات، ومتابعة ملفات وخدمات، هناك الكثير من القضايا تنتظر مجلس النقابة، تحتاج إلى مجلس موحد، والزملاء الذين حصلوا على ثقة الجمعية العمومية مسؤولون مع باقى المجلس والنقيب معا، ومتضامنون أن يعملوا لصالح الجمعية العمومية، ويضعوا مصالح الصحفيين أمام أعينهم، ويحترموا الإرادة، ويترفّعوا عن التناقضات التى تفسد العمل الجماعى، هناك انتقادات ومطالب وتفاصيل كثيرة تحتاج إلى شفافية وحسم، بعيدا عن أى تراجع أو خلافات تفسد الجماعة.
النقيب خالد البلشى لديه تجربة عامين، نجح خلالها مع المجلس فى كثير من الملفات، ونال ثقة الجمعية ليستكمل العمل فى ما بدأ خلال عامين، ومعه مجلس متنوع يمكن أن يكون خطوة للأمام فى حال التزم بالبرامج، هناك أفكار وبرامج تم طرحها خلال السباق الانتخابى، يمكن التعلم من بعضها أو تنفيذ ما يمكن تنفيذه.
هناك انتخابات بعد عامين فقط، يمكن أن يجهز لها من خسروا، وعلى الفائزين أن يعلموا أن الاختيار مرهون بقدرة العضو على تفهم تعدد الجمعية العمومية، هناك 12 عضوا بمجلس النقابة، ونقيب، يمثلون آلاف الصحفيين الذين يتنوعون سياسيا ومهنيا واجتماعيا، ولا يمكن صبهم فى قالب واحد.
وفى النهاية فإن نقابة الصحفيين جزء من المجتمع، ونموذج صغير لما يتفاعل وسط هذا المجتمع، ويمكن أن يكون درسا مفيدا لمن يريد التعلم، ومن يريد العمل العام، لكن نتائج الانتخابات تعكس مطالب الصحفيين وانحيازاهم وقدتهم على قراءة وتقييم ما يجرى، بشكل يمكنهم من اختيار مجلس نقابة متنوع.

مقال أكرم القصاص بالعدد الورقي لليوم السابع
Trending Plus