فى ذكرى اتهام جون ويكليف ويان هوس بالهرطقة.. ما الفرق بينها وبين البدعة؟

تمر اليوم ذكرى إدانة مجلس كونستانس لكل من المصلحين الدينيين جون ويكليف ويان هوس بالهرطقة، ومجلس كونستانس هو المجمع المسكوني السادس عشر في الكنيسة الكاثوليكية، عقد بين 1414 - 1418، وأنهى الانشقاق الغربي، حيث ادعى ثلاثة أساقفة في آن واحد أنهم البابا.
وكان الفيلسوف يان هوس، تعرض للهجوم من الكنيسة الكاثوليكية نتيجة لدعواته الإصلاحية، واتهامه لها بالابتعاد عن الدين واستغلاله لتحقيق مكاسب مادية والسيطرة على الناس البسطاء، وتولى الدعوات الإصلاحية بعده الراهب مارتن لوثر، في القرن السادس عشر وأسس حركة الإصلاح البروتستانتية، أما جون ويكليف فقد ثارت الكنيسة عليه ومنعت نشر الكتاب لاحقاً. آمن ويكليف بأن سلطة الكتاب المقدس هي فوق كل سلطة أخرى. وبعد موته أدين بالهرطقة، وأحرقت كتبه بل وحتى عظامه أخرجت من القبر وأحرقت بأمر من البابا.
والهرطقة في المعتقد الكنسي، هي خطأ عقيدي ضد عقيدة الخلاص والأمور اللاهوتية مثل أخطاء ضد لاهوت المسيح، أو في الأقانيم كأقنوم الروح القدس وغيره... وصاحب الهرطقة أو أتباعه يصرون على الأمر، فيتم حرمهم هم وتعاليمهم ومَنْ يتبعها.
هي مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة "هيراسيس" وتعني "الاختيار" أو "الانتقاء"، أي انتقاء جانب واحد والتركيز عليه، وتضخيمه؛ فيصير هرطقة، حتى لو كان صحيحًا في وسط سياقه، ومع الجوانب الأخرى. أو الانتقاء لرأي ما مع تفضيله عن غيره من الآراء، وفي الإنجليزية صاحب الهرطقة الأول يُطلق عليه Heresiarch/hæresiarch/arch-heretic أي "رئيس الهراطقة" أو "أبو الهرطقة"، أما أتباعه فَيُطْلَق عليهم "الهراطقة".
أما البدعة فهي هي اعتقاد أو عقيدة تُعتبر باطلة أو خاطئة من قِبل طائفة مسيحية واحدة أو أكثر، أي ما يُعتقد أنه يتعارض مع تعاليم المسيحية. وقد شكّلت البدع مصدرًا رئيسيًا للانقسام والصراع داخل المسيحية عبر تاريخها، لكنها على الرغم من ذلك تصنف على أنها خطأ ذو درجة أقل مثل بدعة الحبل بلا دنس وخلافه.
Trending Plus