لماذا أطاح ترامب بمستشاره للأمن القومى؟.. واشنطن بوست: القرار نتاج تراكم لإحباط الرئيس من مايك والتز وفضيحة سيجنال حسمت مصيره.. دعمه لرغبة إسرائيل فى ضرب إيران أزعج دونالد ووضعه فى خلاف مع مسئولى البيت الأبيض

بعد أقل من أربعة أشهر فقط على عودته إلى البيت الأبيض، بدأت التغييرات الكبرى فى إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وكان أولها الإطاحة بمايك والتز من منصبه كمستشار للامن القومى، وإن كان قد رشحه لمنصب سفير واشنطن فى الأمم المتحدة.
وقد يتصور الكثيرون أن سبب ذلك القرار هو تسريبات سيجنال، حيث قام والتز بضم صحفى فى مجموعة دردشة ناقشت معلومات عسكرية حساسة. ورغم أن هذه كانت "القشة التى قصمت ظهر البعير" إلا ما سبقها من تراكمات كان السبب الأكبر فى قرار ترامب.
إحباط ترامب
وكشفت صحيفة واشنطن بوست أسباب الإطاحة بوالتز من البيت الأبيض، وقالت إن قرار ترامب كان نتاج تراكم بطىء لإحباطه من والتز، الضابط العسكرى السابق، الذى أصبح يُنظر إليه على أنه أكثر حماسة من رئيسه فى المكتب البيضاوى لاستخدام القوة العسكرية.
وحُسم مصير والتز بعد أن ضم صحفيًّا إلى مجموعة دردشة حساسة على تطبيق سيجنال فى مارس الماضى. لكنه كان على خلاف مع كبار المسئولين منذ فترة مبكرة من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، بما فى ذلك ما يتعلق بتنفيذ عمل عسكرى ضد إيران، بحسب ما قاله كبار المسئولين وبعض مستشارى ترامب.
شكوك بشأن جدوى مجلس الأمن القومى
وأوضحت الصحيفة أن هذه الحلقة تركت بعض كبار مسئولى البيت الأبيض يتشككون بشأن الحاجة لوجود مجلس أمن قومى تقليدى لوزير الخارجية ماركو روبيو، الذى أسند إليه ترامب مهمة إدارة مجلس الأمن القومى مؤقتًا، وهو القرار الذى سيؤدى على الأرجح إلى تراجع المؤسسة التى طالما كان لها دور قوى فى تشكيل السياسة الخارجية فى الرئاسات الأمريكية المعاصرة.
ورأت الصحيفة أن قرار ترامب بشأن والتز همّش شخصية رئيسة فى البيت الأبيض لها سجل طويل من تأييد التدخل العسكرى، بحسب المسئولين.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن مشكلات والتز تراكمت بمرور الوقت، وشعرت رئيسة موظفى البيت الأبيض سوزى ويلز بشكل متزايد أنه ليس مناسباً للرئيس، وفقًا لمسئول بارز فى البيت الأبيض، وأحد مستشارى ترامب، وشخص آخر مطلع على الأمر، والذين تحدثوا جميعًا شريطة عدم الكشف عن هويتهم لمناقشتهم اعتبارات شخصية داخلية.
كما أوضحت الصحيفة أن والتز أزعج ترامب بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو للمكتب البيضاوى فى فبراير الماضى، حيث بدا مستشار الأمن القومى الأمريكى مؤيدًا لرأى نتنياهو بأن الوقت قد حان لتوجيه ضربة لإيران.
والتز وإسرائيل
ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولها إن والتز قد شارك – على ما يبدو – فى تنسيق مع نتنياهو بشأن الخيارات العسكرية ضد إيران قبل اجتماع الأخير مع ترامب فى المكتب البيضاوى.
وقالت المصادر إن والتز أراد أن يأخذ السياسة الأمريكية فى اتجاه لم يكن ترامب مرتاحًا له، لأن الولايات المتحدة لم تكن قد جربت الحل الدبلوماسى. فالأمر يعود إلى ترامب، ولم يكن الرئيس سعيدًا.
من جانبه، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا يوم السبت يؤكد فيه لقائه مع والتز قبل زيارته للمكتب البيضاوى مع ترامب، لكنه نفى وجود "اتصالات مكثفة" بينهما.
ولم يستجب متحدث باسم والتز لطلب التعليق. إلا أن سوزى وايلز قالت: "أنا ومايك صديقان منذ سنوات عديدة، وأكن له احترامًا كبيرًا".
وقال مدير الاتصالات فى البيت الأبيض، ستيفن تشيونج: "الرئيس هو من يحدد جدول الأعمال، وعلى إدارته تنفيذ هذه السياسات، وكان الجميع يسير فى نفس الاتجاه، وهذا هو سبب نجاحه فى تحقيق أول 100 يوم فى تاريخه".
كان رأى البعض فى الإدارة أن والتز كان يحاول ترجيح كفة العمل العسكرى، وكان يعمل بتعاون وثيق مع الإسرائيليين.
وذهبت واشنطن بوست إلى القول بأن التغيير الأخير يقلل من عدد الرؤى المتنافسة التى تواجه رئيسًا حرص على ترك بصمته محليًا ودوليًا. فخلال ولايته الأولى، لم يكن أمام ترامب خيار سوى الاستعانة بالجمهوريين التقليديين لإثراء البيت الأبيض. أما الآن، وبفضل تحول جيلى أوسع داخل الحزب الجمهورى، لم تعد جيل الشباب يعرف أحدًا سوى ترامب كحامل لوائه. وأصبح الرئيس نفسه أكثر تركيزًا على إيجاد أشخاص موالين له لتنفيذ خططه.
حيث ينحدر روبيو، البديل المؤقت، من نفس الجناح التقليدى فى الحزب الجمهورى الذى ينتمى إليه والتز. لكنه تخلى عن آرائه القديمة بسهولة أكبر، كما يقول المسئولون، وبرز متحدثًا قويًا باسم ترامب. ويشمل ذلك السياسة الأمريكية تجاه روسيا وأوكرانيا، حيث هدد وزير الخارجية كلا الجانبين بأن واشنطن قد تنسحب من محادثات السلام، مما قد يؤدى إلى عواقب وخيمة على كييف.
Trending Plus