تعثر غير متوقع.. فريدريتش ميرتس يفشل فى الحصول على الأغلبية لانتخابه مستشارا لألمانيا فى أولى جلسات التصويت بالبرلمان.. وول ستريت: نتيجة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.. CNN: تحول يهدد بفوضى سياسية

كان فريدريش ميرتس، زعيم الحزب الديمقراطى المسيحى فى ألمانيا، يستعد، اليوم الثلاثاء، لاختياره مستشاراً للبلاد، لكن ستة أصوات فقط حرمته من حسم الأمر فى الجولة الأولى من التصويت السرى الذى أجراه البرلمان.
وحصل ميرتس، الذى قاد حزبه المحافظ للفوز فى الانتخابات الفيدرالية التى أُجريت فى مايو الماضى واستطاع تكوين ائتلاف مع الديمقراطيين الاشتراكيين (يسار – وسط)، على 310 أصوات فقط فى تصويت البوندستاج، بينما كان بحاجة إلى 316 من إجمالى 630. وقالت رئيسة البوندستاج، جوليا كلوكنر، إنها علّقت الجلسة البرلمانية حتى تتشاور الأحزاب بشأن الإجراءات اللاحقة.
وقال كارستن لينمان، الأمين العام للحزب الديمقراطى المسيحى، للصحفيين بعد خسارة ميرتس: "العالم فى حالة اضطراب. أوروبا بحاجة إلى ألمانيا قوية". وأضاف أن التصويت الثانى يجب أن يُجرى قريبًا. "لا نستطيع الانتظار لأيام، نحتاج إلى وضوح سريع".
وأمام البوندستاج الآن 14 يوماً لانتخاب ميرتس أو مرشح آخر لمنصب المستشار يحصل على أغلبية صريحة. وربما يتم إجراء تصويت آخر الثلاثاء. ولو فشل التصويت مجددًا، فإن الدستور يسمح للرئيس بتعيين المرشح الذى يفوز بأغلبية الأصوات كمستشار، أو حل البوندستاج وإجراء انتخابات وطنية جديدة.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن ألمانيا تواجه أزمة سياسية بعد فشل ميرتس فى تأمين الأصوات الكافية من الجلسة الأولى، مما أثار حالة جديدة من عدم اليقين فى أوروبا.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتيجة التصويت غير مسبوقة فى ألمانيا ما بعد الحرب العالمية، وجاءت رغم حصول ائتلاف ميرتس على أغلبية مريحة نسبيًا بـ12 مقعدًا فى البوندستاج. وبما أن التصويت سرى، ولم تُعلن أى أصوات معارضة، فلم يتضح لماذا لم يدعم 12 من أعضاء الائتلاف المقترح ميرتس فى التصويت.
من جانبها، قالت شبكة "سى إن إن" إن فشل ميرتس فى التصويت كان هزيمة برلمانية محرجة، وتحولًا غير مسبوق وغير متوقع يمدد حالة عدم اليقين فى البلاد. وكان ميرتس يتوقع أن يجد طريقه فى نهاية المطاف إلى السلطة، إلا أن النتائج تُلقى بألمانيا فى مزيد من الفوضى السياسية.
وكانت صحيفة لوموند الفرنسية قد قالت، فى تقرير لها قبل فشل التصويت الأول، إن وصول فريدريش ميرتس المرتقب إلى رأس المستشارية الفيدرالية أمر ينتظره شركاؤه فى أوروبا بفارغ الصبر، حيث سيتولى الفريق الجديد الحاكم فى برلين مهامه فى وقت يواجه فيه الاتحاد الأوروبى أكبر حالة من عدم اليقين الإستراتيجى والجيوسياسى منذ انتهاء الحرب الباردة قبل 35 عامًا.
وأضافت الصحيفة، فى افتتاحيتها، أن ميرتس أظهر أنه استوعب حجم الاضطرابات التى تواجه الاتحاد الأوروبى، وضاعف من تصريحاته الجذرية.
ميرتس وترامب
بدورها، قالت وول ستريت جورنال إن فريدريش ميرتس يواجه مهمة صعبة للغاية تتمثل فى استعادة دور بلاده القيادى فى أوروبا، فضلًا عن بناء علاقة وطيدة مع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وإنهاء أزمة الهجرة، وتعزيز الاقتصاد.
وأشارت إلى أنه سيواجه مهمة صعبة يصعب وصفها، ألا وهى استعادة قيادة بلاده فى أوروبا. ومن أجل ذلك، سيتعين عليه تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، قد يتعارض بعضها مع البعض الآخر، وهى: إصلاح العلاقات مع الجيران، وبناء علاقة وثيقة مع الرئيس ترامب، وإنهاء أزمة الهجرة البطيئة التى أضرت بالسياسة الأوروبية، وإعادة إحياء اقتصاد أصبح متخلفًا عن النمو فى أوروبا.
Trending Plus