التصعيد سيد المشهد فى السودان.. استهداف بورتسودان وقاعدة فلامنجو بالمسيرات.. البرهان من أمام الميناء المحترق: ماضون فى دحر ميليشيا الدعم السريع.. ومقتل وإصابة 26 شخصا فى هجوم جديد على مخيم أبو شوك للنازحين

تشهد السودان تطورات متسارعة للغاية، هذه الأيام مع استمرار استهداف ميليشيا الدعم السريع لمدينة بورتسودان الساحلية بالطائرات المسيرة الانتحارية، للمرة الأولى من اندلاع الحرب إبريل 2023، إذ كانت المدينة إحدى المدن الأكثر أمنا فى السودان.

وفى تطور بالغ للأحداث، أعلن السودان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الإمارات واعتبرها دولة عدوان، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية".

وأعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني فى بيان مساء الثلاثاء، قطع العلاقات مع دولة الإمارات واعتبارها "دولة عدوان"، لما اعتبره المجلس دعماً يتم تقديمه لمليشيا الدعم السريع، لافتاً إلى أن الميليشيا صعدت من استهدافها للمنشآت الحيوية والخدمية فى السودان، وآخرها استهداف ميناء ومطار بورتسودان ومحطات الكهرباء والفنادق وعرضت حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر.

وأشار مجلس الدفاع والأمن السوداني، فى بيانه أن التصعيد فى بورتسودان يهدد الأمن الإقليمي والدولي وبشكل خاص الأمن فى البحر الأحمر.

وبحسب البيان، تقرر قطع العلاقات الدبلوماسية مع سحب السفارة السودانية والقنصلية العامة من الإمارات، موضحاً أن تلك الخطوات تأتي اتساقاً مع نص وروح المادة الحادية والخمسين من ميثاق الأمم المتحدة التي أعطت الدول الحق في الدفاع عن نفسها، وبموجبها يحتفظ السودان بالحق في رد العدوان بكافة السبل للحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها ولضمان حماية المدنيين واستمرار وصول المساعدات الانسانية.

ومن جهته، أكد عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد القوات المسلحة السودانية، أن القوات المسلحة والقوات المساندة لها والمقاومة الشعبية في صف واحد لردع العدوان، مضيفا أن الشعب السوداني شعب واعٍ ومقاتل، مشددا على أن القوات المسلحة السودانية ماضية فى تحقيق غايتها فى دحر ميليشيا الدعم السريع.

وقال البرهان كلمة خلال زيارته لميناء بورتسودان الذى كان هدفا لميليشيا الدعم السريع: "هذه المنشآت الحيوية التي تخدم الشعب السوداني هي ملك للشعب، وهو الذي بناها وسيعمل على بنائها من جديد، كل خراب أو تدمير لمنشآت مدنية أو عسكرية لن يزيد الشعب إلا قوة وصبرا وتماسكا".

وتابع البرهان: "نحن في القوات المسلحة والقوات المساندة لها والمقاومة الشعبية كلنا في صف واحد لردع هذا العدوان"، مضيفا: "الشعب السوداني صنع التاريخ وسيعيد كتابته فهو شعب صامد وصابر ولن يقهر وسنمضي نحو تحقيق غاياتنا المتمثلة في دحر هذه المليشيا وهزيمة من يدعمها ويعاونها".

واختتم البرهان حديثه: "نقول لكل من اعتدى على الشعب السوداني أن ساعة القصاص ستحين وأن الشعب سينتصر في النهاية".

وفى سياق متصل، هاجمت الدعم السريع قاعدة فلامنجو البحرية فى بورتسودان، صباح الأربعاء، وكشف شهود عيان، عن ارتفاع ألسنة اللهب والدخان من مواقع مختلفة جراء استهداف الدعم السريع لها.

وأكدت وسائل إعلام سودانية، سماع دوي انفجارات قوية فى مناطق مختلفة من مدينة بورتسودان، مما زاد من حدة التوترات الأمنية التي تعاني منها المنطقة كما تم استهداف ميناء سواكن بطائرة مسيرة انتحارية.

وكشف مصدر عسكري، أن دفاعات الجيش السوداني تصدت لهجوم بالطائرات المسيرة على قاعدة فلامنجو البحرية صباح الأربعاء.

وأوضح المصدر، أن "الطائرات المسيرة هاجمت قاعدة فلامنجو البحرية، بينما كانت الدفاعات الأرضية تبذل جهودها للرد على الهجوم".

وكشف شهود عيان عن سماع صوت مدافع أرضية وانفجارات متتالية في شمال مدينة بورتسودان، حيث توجد القاعدة البحرية.

والهجمات المكثفة تجددت الثلاثاء، مستهدفة عددًا من المواقع الاستراتيجية والحيوية في بورتسودان، مثل مطار بورتسودان الدولي، مستودعات الغاز، مرافق الميناء البحري، قاعدة فلامنجو العسكرية، ومحطة الكهرباء التحويلية، بالإضافة إلى فنادق ومقار حكومية وسط المدينة.

وفى سياق آخر، شنت ميليشيا الدعم السريع هجوما جديدا على مخيم أبو شوك للنازحين فى مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، مما أدى لمقتل 6 أشخاص على الأقل وإصابة 20 آخرون.

ويتعرض المخيم الواقع شمال مدينة الفاشر لقصف مدفعي شبه يومي من الدعم السريع، وتسبب القصف في تدمير آلاف المنازل وموارد المياه والمرافق الطبية، مما أدى إلى خلق أزمة إنسانية بالغة التعقيد وانتشار المجاعة التي تهدد بوفاة آلاف النازحين.

وقالت غرفة طوارئ أبوشوك، في بيان إن عناصر من الدعم السريع نفذت قصفًا مدفعيًا مكثفًا على المخيم نتج عنه مقتل أكثر من 6 أشخاص وأشارت إلى أن الاستهداف تسبب في إصابة أكثر من 20 نازحًا.