الكويت.. الروح والشخصية الوطنية المبكرة

دكتور خالد عزب
دكتور خالد عزب
دكتور خالد عزب

في الكويت هناك بحث رصين بدأ في السنوات الأخيرة لتراث وشخصية الكويت، وهذا جيد في ظل عزوف الأجيال الجديدة عن التاريخ والهوية الوطنية، لذا فإن اجتماع عدد من المتخصصين من الكويت وخارجها لتناول (الثقافة في الكيوت قبل النفط) حدث هام نظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت مؤخرا،  فالثروة لا تصنع وطنا، بل الوعي والانتماء هما اللذان يضعان الوطن علي الطريق، لقد كان وعي تجار الكويت بأن التعليم هو مستقبل الكويت سببا في تجمعهم لإنشاء وافتتاح المدرسة المباركية في عام 1912، وفي عام 1913 ظهرت الجمعية الخيرية عام 1913 والتي بدأت في رعاية الطلبة والمرضي، لتنشأ الجمعية الأهلية للمكتبة الأهلية لتكون أول مكتبة عامة حديثة في الكويت ولتتبرع أسرة الشيخ ناصر المبارك الصباح بمكتبته لتكون نواة قوية لهذه المكتبة، كل هذا يؤشر على أن المجتمع المدني في الكويت هو الذي دفع دفعا لتكوين الكويت المعاصرة، وهذا ما يمكن الاطلاع عليه في دراسة للباحث بدر الزوير المتخصص في تاريخ التعليم بدولة الكويت، هذا ما يجعل فهم الشخصية الكويتية أمرا مهما، حيث يشكل مفتاح فهمها، وهذا ما نقرأه في دراسة الدكتور عبدالله الجسمي، أستاذ الفلسفة في جامعة الكويت الذي تتلمذ على يد الفيلسوف المصري العظيم الدكتور فؤاد زكريا. قدم الجسمي رؤية جديدة لعوامل تشكل العقل الكويتي، فالطابع العملي هو ما يميز الشخصية الكويتية فهو عقل يقظ وحاضر الذهن، علاوة علي تميزه بالانفتاح والمرونة فضلا عن الروح الجماعية التي كانت السبب في تقدم الكويت عن غيرها في منطقة الخليج، لنري الدكتورة نورية الرومي تري أن الثقافة الشعبية لعبت دورا في بناء الشخصية الكويتية فالمدينة القديمة في الكويت بمساكنها الطينية وملابس أهلها التقليدية ومأكله أهلها التقليدي والعادات والتقاليد كل هذا شكل الكويت وتنوع تراثها، وتضرب مثلا بغناء الرجال علي ظهر السفن، ليظهر في صحراء الكويت فن العرضة والدحة والسامري.

لكن هناك تقاطعات بين الكويت وتراثها العربي الأصيل وتراث مصر خاصة في الصعيد، فقد اشتهرت الديوانية في الكويت وهي مكان اجتماع القبيلة والأسرة لمناقشة كل شيء وهي مكان للاحتفال والأحزان وللمناقشات وغير ذلك، وهذا تقليد عربي أصيل وجد أيضا في صعيد مصر فيما يعرف بالديوان لدي القبائل العربية التي سكنت صعيد مصر، ومن ذلك ديوان أل الكلحي وديوان أل حزين في الأقصر وغيرها، ولذا يعد صعيد مصر والكويت محتفظين بهذا التقليد الذي بدأ منذ عصر الخليفة عمر بن الخطاب حيث أنه حين أمر بإنشاء الدواوين لتسجيل جنود القبائل المشاركين في الجيوش الفاتحة، فكان لابد لكل قبيلة من ديوان خاص بها به سجلات القبيلة وما تجهزه من خيول للحرب وأسلحة، وظهرت هذه الدواوين في مدينة الفسطاط ومنها نشرت القبائل العربية المستقرة في الصعيد الدواوين، وهذا تراث يجب علي المصريين دراسته بل حان الوقت لتسجيل هذه الدواوين ضمن الآثار المصرية هي والمضايف والمنادر، علي غرار ما قامت به الكويت حينما سجلت الديوانية ضمن تراثها بل أخضعتها للدراسة فالدكتور يعقوب الكندري قدم دراسة انثربولوجية عن الديوانية في الكويت في الوقت الذي يغرق علماء الاجتماع في مصر فيما لا جدوي من دراسته، إن كل ما سبق بلور دراسة مهمة عن ثقافة المدينة في الكويت وهو مجال تناوله بالدراسة الخبير الكويتي الدكتور عامر التميمي الذي رصد تلاقح ثقافي نتيجة للتعاطي مع البحر سولء للتجارة أو لصيد اللؤلؤ.

إن الملفت للانتباه في الكويت هو الوعي لدي أهلها بأهمية جمع كل ما يتعلق بالكويت، فالباحث صالح المسباح المريخي وهب حياته لجمع الصحف الكويتية حتي أنجز مع فهد العبدالجليل وندي الرفاعي موسوعة الصحافة الكويتية، وهي موسوعة شاملة تتناول كل ما صدر في الكويت من صحف ومجلات فجمع كل الأعداد الأولي التي صدرت في الكويت في الفترة من 1928 إلي عام 1990، في عمل فريد من نوعه، وقد حصل علي بعضها من مصر وعدد من الدول العربية، وكذلك من بعض الشخصيات الكويتية التي احتفظت بنوادر هذه الصحف.

لم يترك الكويتيون شيئا من تراثهم إلا وتناولوه بالدراسة والتوثيق فالأغنية الكويتية وثقها الدكتور فهد الفرس والدكتور عبدالرحمن النجدي والأزياء التقليدية وثقتها شيرين الأذنية.

إن مصر لها نصيب في تراث الكويت، فقد كان التأثر بمصر كبيرا في الكويت، مما أدي لخروج مظاهرات في الكويت مساندة لمصر أثناء العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، كما شاركت الطالبات الكويتيات في مصر مع الهلال الأحمر المصري آنذاك في معالجة جرحي الحرب، كما تطوع الطلبة الكويتيين مع المقاومة في بورسعيد لصد العدوان، وكان عدد من الشهداء الكويتيين سقطوا في حرب الاستنزاف وفي حرب أكتوبر 1973، ليبقي موقف الكويت من القضية الفلسطينية مشرفا علي مر السنين.

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحرارة ترتفع لـ 44 درجة.. تغيرات مفاجأة فى حالة الطقس اعتبارا من الجمعة

ترتيب هدافى الدورى بعد الجولة السادسة.. أسامة فيصل ينفرد بالصدارة

الزمالك يفقد فرصة المشاركة فى دورى أبطال أفريقيا رسميا بعد الخسارة من بيراميدز.. صور

ترتيب دورى نايل "مجموعة المنافسة على الدورى" بعد انتهاء الجولة السادسة

نجوم العالم يتألقون على السجادة الحمراء فى افتتاح مهرجان كان السينمائي 78 (صور)


75 دقيقة.. هدوء نسبى بين الزمالك وبيراميدز وتعديلات فنية للفريقين (0-1).. صور

زيارة ترامب للسعودية.. 600 مليار دولار استثمارات وصفقات سياسية ورفع عقوبات

وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

جدول ترتيب الدورى بعد مباراة الأهلي وسيراميكا وقبل لقاء الزمالك وبيراميدز

قصة عشق تيريزا كلارك وشقيقتها باربرا البريطانيتين للأقصر.. وفاة الشقيقة الكبرى ودفنها في دير الشايب بمدينة طيبة.. جدهما شارك في الحرب العالمية الثانية.. أحبتا الأقصر بعد دخول معرض لمقتنيات توت عنخ آمون.. صور


رسالة كريستيانو رونالدو لنجله بعد الظهور الأول بقميص البرتغال

تعرف على كل المتأهلين إلى دوري أبطال أوروبا 2026 قبل أسابيع الحسم

شاهد الداخلية تكشف ملابسات فيديو مشاجرة السلاح الأبيض داخل مسجد بالسلام

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025

إيقاف مباريات الدوري الليبي في طرابلس.. والبدري ممنوع من مغادرة الفندق

موعد مباراة الأهلى والترجى التونسى فى نهائى السوبر الأفريقى لليد

لا يمكنك اختيار صلاح.. هداف الدورى الإنجليزى يثير الجدل بين ثنائى تشيلسى

التشكيل المتوقع للزمالك أمام بيراميدز فى الدورى

سفارة السودان بليبيا تناشد رعاياها بالتزام منازلهم وعدم مغادرتها

الاستثمارات وغزة وايران.. ماذا يريد ترامب من زيارته الشرق الأوسط؟

لا يفوتك


مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى