سباق الانتخابات الرئاسية الكينية يحتدم مبكرًا.. المعارضة تطلق محادثات لتوحيد صفوفها.. تحالف من المتنافسين السابقين يخطط لإقصاء وليام روتو وحرمانه من ولاية ثانية.. ومحلل سياسى: غياب رايلا أودينجا يضعف الائتلاف

بدأت المنافسة على الانتخابات الرئاسية في كينيا لعام 2027، تحتدم بالفعل، حيث يخطط تحالف متنام من المنافسين السابقين وأصحاب النفوذ السياسي لحرمان الرئيس ويليام روتو من ولاية ثانية في كينيا.
إذ أطلقت أحزاب المعارضة الكينية محادثات رفيعة المستوى بهدف تشكيل جبهة موحدة لإقصاء الرئيس ويليام روتو في الانتخابات العامة المقررة عام 2027، واجتمع في نيروبي عاصمة كينيا، ثمان شخصيات سياسية بارزة على الأقل لإجراء مداولات مغلقة، برئاسة السياسيين المخضرمين كالونزو موسيوكا، ومارثا كاروا، ونائب الرئيس السابق ريجاتي جاشاجوا.
وحضر الاجتماع أيضًا الوزيران المقالان مؤخرًا ميثيكا لينتوري وجاستن موتوري، بالإضافة إلى الأمين العام السابق لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية موخيسا كيتويي.
ورحب القادة رسميًا بانضمام فريد ماتيانجي، وزير الداخلية السابق والنافذ، إلى صفوف المعارضة، بعد أسبوع من عودته إلى البلاد بعد إقامة طويلة في الخارج، وكان هذا أول ظهور علني لماتيانجي إلى جانب قادة اختلف معهم سابقًا خلال عهد الرئيس أوهورو كينياتا.
ويعتبر ماتيانجي أحد أقوى المرشحين الرئاسيين من بين صفوف المعارضة، وقد حصل بالفعل على تأييد حزب اليوبيل الحاكم السابق كمرشح له.
ومن جهته أكد ريجاتي جاتشاجوا، الذي عُزل من منصبه ويُتوقع أن يُطلق حزبًا سياسيًا جديدًا في مايو، إعادة تشكيل التحالف بعد الاجتماع. ونشر جاتشاجوا على موقع إكس تويتر سابق":"فريق تحرير كينيا يكبر يومًا بعد يوم، أهلاً بالدكتور فريد ماتيانجي، وموتوري، والسيد ميثيكا لينتوري، أنتم على الجانب الصحيح من التاريخ"، ويُعدّ هذا تحوّلًا ملحوظًا بالنظر إلى انتقاداته السابقة لماتيانجي، الذي وصفه ذات مرة بأنه "متعجرف ومتكبّر".
كما أكد زعيم حزب "ويبر" كالونزو موسيوكا ترشحه للرئاسة في 26 أبريل الماضى، قائلاً: "أنا المرشح الأمثل لإزاحة روتو، لست مستعدًا لدعم أي مرشح آخر".
إعادة تدوير المشاكل القديمة
لكن التحالف الناشئ يثير بالفعل شكوك جيل الشباب من الأصوات السياسية، ووصف الناشط مورارا كيباسو التحالف بأنه إعادة إنتاج لمشاكل قديمة، داعيًا الشباب الكينيين إلى مقاومة ما وصفه بالتحالف القبلي الفاقد للرؤية.
وقال :"هذه وحدة بلا رؤية، وحدة بلا هدف، أحثّ جميع الشباب على رفض هذا التحالف، لن نعيد تدوير المشكلة لحلها".
وبحسب المحلل السياسي ألينجا توروستيردت، فإن الطريق الواقعي الوحيد أمام المعارضة لتحقيق النصر في عام 2027 يكمن في تقديم مرشح رئاسي واحد يتمتع بجاذبية واسعة النطاق وعابرة للمناطق.
وقال ألينجا :"إذا استقروا على دعم ماتيانجي، فقد يُشكل تهديدًا حقيقيًا لروتو"، وأضاف :"ماتيانجي معروف بإنجازه العملي، وقد أحب الكينيون ذلك عندما كان في السلطة".
وتابع :"لكن قد تكون الوحدة صعبة، فعودة ماتيانجي مدفوعة جزئيًا بالضرورة السياسية"، وأضاف "إنه يحتاج إلى دعم زعماء المنطقة ليُنظر إليه كمرشح وطني"، مشيرًا إلى أن السياسة الكينية لا تزال تتأثر بشدة بالكتل العرقية.
وحذر من أنه ما لم يُنحّي قادة المعارضة طموحاتهم الشخصية جانبًا ويُعبّروا عن رؤية وطنية مُقنعة، فقد ينهار تحالفهم حتى قبل بدء السباق، وقال :"يجب عليهم إعطاء الأولوية للحاجة المُلِحّة لقيادة بديلة، لا مُجرد مُعارضة روتو لمُجرّد مُعارضته".
الافتقار إلى صوت وطني
لا يزال مراقبون آخرون غير مقتنعين بأن شخصيات المعارضة الحالية تُمثل بديلاً موثوقًا، إذ قال الخبير السياسي، إدوين كيجولي، إن تحالف المعارضة مدفوعٌ بالمصلحة الذاتية أكثر منه بخطة واضحة لمعالجة القضايا الوطنية المُلحة، مثل غلاء المعيشة والبطالة والفساد.
وتابع كيجولى :"وحدتهم مدفوعة بكراهية رئاسة روتو، إنهم يريدون فقط إقصاءه بسبب خلافاتهم السياسية"، مضيفًا أن معظم شخصيات المعارضة خدموا في حكومات سابقة ولم يطرحوا أي أفكار جديدة.
وأشار إلى غياب زعيم المعارضة المخضرم رايلا أودينجا عن الائتلاف، وأكد أنه بدونه، يفتقر التحالف الحالي إلى النفوذ الوطني، مضيفا :"غياب رايلا يُضعف المعارضة"، مشيرًا إلى أن حزبه، الحركة الديمقراطية البرتقالية، يتمتع بتأثير وطني، على عكس أحزاب المعارضة الأصغر حجمًا التي "تتسم في معظمها بالطابع الإقليمي وتفتقر إلى قاعدة جماهيرية واسعة".
ومع اقتراب عام 2027، تواجه المعارضة الكينية مهمة شاقة تتمثل في بناء الوحدة، واستعادة المصداقية، وإقناع الجمهور المتشكك الذي سئم من الوعود المعاد تدويرها والوجوه المألوفة.
Trending Plus