قمة بغداد فى مواجهة تحديات أكبر حرب إبادة فى غزة

أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم: أكرم القصاص

تنعقد القمة العربية الـ34 فى بغداد مثل القمة الـ33 التى عقدت فى البحرين، وسط تحولات إقليمية ودولية كبرى تفرض نفسها على الإقليم والعالم، حروب وصراعات، وتحديات لدول عربية، يبقى التهديد الأهم والأخطر هو الحرب فى غزة، التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى طوال 17 شهرا فى أطول عدوان يشنه الاحتلال الإسرائيلى على غزة، والتى استشهد فيها أكثر مما يقرب من 53 ألفا، و12 ألف جريح، مع استمرار الجرائم الإسرائيلية تزامنا مع تصريحات تمثل فى حد ذاتها جرائم تنطلق من المسؤولين الإسرائيليين، انعقدت قمة البحرين فى مايو 2024، وقمتان طارئان إحداهما فى الرياض نوفمبر 2024، والثانية فى القاهرة مارس 2025، وتنعقد قمة بغداد الـ34 لتنضم إلى القمم السابقة فى مواجهة التحديات المختلفة وأخطرها الحرب فى غزة.


هناك رهانات على أن تكون القمة العربية الـ34 قادرة على بلورة موقف عربى يمكن أن يمثل أساسا للبناء عليه، ومواجهة استمرار العدوان فى ظل وضع دولى وإقليمى عاجز ومختل يفتقد القدرة على مواجهة جرائم الاحتلال، وتبقى التساؤلات عما تملكه القمة العربية من أوراق، يمكنها التأثير فى القرار والضغط لتعديل نظام عالمى مختل ومرتبك ومزدوج، بالطبع هناك توافق يدعم  من قدرات الدول العربية ودوائرها الأفريقية والإسلامية على بناء مواقف للمواجهة والمعالجة.


الحرب فى غزة تستمر من دون أفق واضح لنهايتها، بجانب استمرار رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فى الهروب للأمام، من دون أن يعلن تنفيذ أى من أهدافه من بداية الحرب، غير استمرار الإبادة والتجويع والحصار لغزة، مع عدم القدرة على استعادة المحتجزين بالحرب،  بجانب فشل نتنياهو فى توسيع الحرب إقليميا، حيث ابتعدت إيران عن الصدام، بل وانسحبت من دعم بعض الأطراف فى المواجهة،  واتخذت مواقف دفاعية أكثر منها هجومية على العكس مما كان فى أعقاب 7 أكتوبر، فى تأكيد على أن ما رتبته هذه الجولة من تحولات يتجاوز الكثير مما تم خلال عقود، فالحرب التى لم تكن تتجاوز الأسابيع تجاوزت العام ونصف العام، وتستمر مع تصريحات متطرفة من الاحتلال تطالب بإبادة سكان غزة، حيث طالب وزير التراث الإسرائيلى، أميحاى إلياهو، بقصف مخازن الطعام وتجويع السكان فى قطاع غزة، وقال: «يجب أن يتضوروا جوعا، وإذا كان هناك مدنيون يخشون على حياتهم فعليهم اتباع خطة الهجرة».. وسبق أن طلب إلياهو ضرب قطاع غزة بأسلحة نووية، فى حين قال وزير المالية الإسرائيلى، بتسلئيل سموتريتش: «ستُدمر غزة بالكامل، وسيُركز سكانها من محور موراج جنوبًا، ومن هناك سيغادرون بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة»، مشيرا إلى أن نتنياهو قرر الذهاب نحو عملية قوية لإخضاع حركة حماس، واستعادة المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة، وقال: «إن إسرائيل لن تنسحب من قطاع غزة حتى فى حال التوصل إلى اتفاق آخر بشأن الرهائن»، داعيًا الإسرائيليين إلى تبنى الاحتلال.


كل هذه التصريحات المتطرفة تدعم تعمد الإبادة والتجويع ومحاولات التهجير القسرى، التى تمثل جرائم واضحة وتتطلب مواجهة، سواء على المستوى الدعائى أو التحركات السياسية والدبلوماسية، لمواجهة هذه الحرب التى لم تعد تحمل أى أفق ولا أهداف، خاصة وقد فشل الاحتلال فى تنفيذ هذه الأهداف طوال أكثر من 17 شهرا، تتمسك مصر برفض العدوان، والسعى لوقفه والتوصل لاتفاق، وتواصل إعلان مواقفها فى مواجهة العدوان.


وقد أكد بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، رفض مصر لما يتردد عن توسيع العدوان الإسرائيلى على غزة، ودعا المجتمع الدولى أن يقف بصلابة، ويتخذ الإجراءات الحازمة والحاسمة لوقف هذا العدوان وسياسة التجويع الممنهجة ضد الشعب الفلسطينى، مؤكدا أن مصر تجرى اتصالات مكثفة مع كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لممارسة أقصى درجات الضغط على الجانب الإسرائيلى للتوقف عن هذه السياسات غير الإنسانية وغير القانونية، المذابح وأعمال القتل والتدمير اليومية، التى تقوم بها القوات الإسرائيلية فى غزة، ودعا للعودة إلى اتفاق 19 يناير، وقف إطلاق النار ووقف الانتهاك الممنهج للقانون الدولى بسياسة التجويع، كسياسة ممنهجة للعقاب الجماعى، خاصة أنه فيما يزيد على 60 يوما لم تدخل شاحنة واحدة تحمل المساعدات الإنسانية والطبية داخل قطاع غزة، وأن هذا الأمر «مخجل» للمجتمع الدولى، وهذه السياسات تنتهك أبسط قواعد حقوق الإنسان فى الحياة والمأكل والمشرب، فضلا عن كون إسرائيل هى قوة احتلال طبقا لاتفاقيات جنيف، وعليها مسؤولية ليست فقط أخلاقية وإنسانية، ولكن مسؤولية قانونية أيضا لتوفير المواد الأساسية والمواد الغذائية للسكان الخاضعين للاحتلال.
كل هذه التطورات توضع فى الاعتبار، خلال القمة العربية ببغداد، لمواجهة حرب وتطورات هى الأكثر خطرا طوال عقود، قمة تواجه  الإبادة والتجويع والاحتلال الذى تجاوز كل حدود الإجرام، ولا مانع لديه من توسيع الصراع إقليميا ضمن «الخيار شمشون».

اليوم السابع
 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التحقيقات: التيك توكر أم رودينا تمتلك حسابا بـ2.4 مليون جنيه ومحافظ إلكترونية

بيراميدز يتقدم على الزمالك بهدف إبراهيم عادل فى الشوط الأول.. فيديو وصور

مدافع بورنموث يقترب من ريال مدريد

ساو باولو تسعى لاستضافة مباريات برشلونة بين 2026 و2028

ترامب يرفع العقوبات عن سوريا ويلتقى أحمد الشرع غدًا فى الرياض


وفاة "سما عادل" المصابة فى حريق خط غاز طريق الواحات

رئيس الوزراء يرأس اجتماع الحكومة الأسبوعى غدا ويعقبه مؤتمر صحفى

الأهلي يحافظ على مسيرة الانتصارات .. المارد الأحمر يحقق الفوز الرابع على التوالي تحت قيادة النحاس .. كتيبة الأحمر تحافظ على قمة الدوري بفوز صعب على سيراميكا.. أشرف بن شرقي يسجل هدف اللقاء الوحيد

الأرصاد: نشاط الرياح اليوم لا يصل للعاصفة ونبدأ موجة حارة جديدة الجمعة القادم

رسالة كريستيانو رونالدو لنجله بعد الظهور الأول بقميص البرتغال


الداخلية تضبط المتهم بالاستعراض بسيارة بموكب زفاف.. فيديو

شاهد الداخلية تكشف ملابسات فيديو مشاجرة السلاح الأبيض داخل مسجد بالسلام

وزير العمل يعلن 1072 فرصة عمل فى الإمارات بمرتبات تصل لـ55 ألف جنيه

محطات مهمة فى مشوار سميحة توفيق.. فى ذكرى ميلادها

القبض على الفنان محمد غنيم لتنفيذ حكم 3 سنوات فى اتهامه بتهديد طليقته

تشابي ألونسو يرسم خريطة صفقات ريال مدريد

قادة أوبر وجوجل وأمازون وبوينج على مأدبة غداء ترامب وولى العهد السعودى

موعد مباراة منتخب مصر المقبلة أمام المغرب فى أمم أفريقيا للشباب

موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى الدورى والقنوات الناقلة

مواعيد امتحانات نهاية العام الدراسى لجميع الصفوف الدراسية

لا يفوتك

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025

مواعيد حجز قطارات عيد الأضحى 2025 الثلاثاء، 13 مايو 2025 09:25 م


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى