محمد صلاح .. أنت تستحق البالون دور

حينما تريد الكتابة عن نجمنا المصرى العالمى محمد صلاح بالتأكيد أصبح من الصعب إيجاد كلمات تحاكى قصة شاب أسمر خرج من أسرة بسيطة مثل أى أسرة تقيم فى الريف المصرى، وتحديدًا قرية نجريج التابعة لمدينة بسيون فى محافظة الغربية، ليذهب إلى بلاد الغرب من أجل خوض تجربة الاحتراف مع الساحرة المستديرة، ثم يجد نفسه بفضل اجتهاده وإخلاصه واحدًا من أبرز النجوم العالميين في اللعبة الأكثر شعبية في بلدان العالم.

قصة محمد صلاح مليئة بالدراما والحكايات التي تستحق نسخ كتب عنها حتى يكون قدوة للأجيال الجديدة، لكن حديثى اليوم سيكون حول ما قدمه "الملك المصري" ، كما يلقبه جمهور ليفربول الإنجليزي ناديه الذي شهد مسيرته الخيالية، خلال الموسم الكروى الحالى، والذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.

صلاح أصبح معشوق الجماهير الأول في ليفربول التى تتغنى باسمه خلال كل المباريات بالأغنية الشهيرة "مو صلاح"، وتحول إلى أيقونة وأسطورة تاريخية في الدوري الإنجليزي، وهو ما يتضح من خلال التركيز الإعلامى الكبير الذى يلاحق ابن مصر فى الصحف الإنجليزية والعالمية، وكذلك فى مختلف منصات النادى عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فهو الأسطورة رقم واحد فى آخر 3 عقود داخل قلعة أنفيلد، بل وأحد أبرز لاعبيه على مر التاريخ.

كتابة اسم محمد صلاح بين أهم الأساطير في تاريخ الدورى الإنجليزي، لم يأت من فراغ ، فمنذ انضمامه إلى ليفربول قبل ثمان سنوات وهو يملك بريقًا لا يخفت، وتأثيرًا كبيرًا في المسابقة الأقدم والأعرق حول العالم، حيث قدم رحلة مليئة بالإبداع ومواصلة تدمير الأرقام القياسية، لكن ما فعله فى التتويج بلقب البريميرليج الموسم الحالي 2024-2025، لكونه تحدى جميع المشككين أنه كبر في السن ولن يقدم شيئًا جديدًا ووجهته إلى الدورى السعودى باتت قريبة، إلا أننا وجدناه استثنائيًا كعادته.

إسهامات تهديفية بغزارة ولمسات ساحرة من محمد صلاح فى نسخة مسابقة الدورى الإنجليزى، جعلت النجم المصري يعود إلى صدارة المشهد بين أبرز نجوم العالم ويتنافس بقوة على الكرة الذهبية 2025، وفقًا للصحف الإنجليزية التي تصفه دائمًا بأنه واحدًا من أفضل لاعبى العالم ويستحق "البالون دور".

ابن مصر في الموسم الحالي قدم سيمفونية إبداع في الدورى الإنجليزي وواصل كتابة فصول التألق مع ليفربول، متحديًا الزمن والأرقام، واستطاع أن يحكم بطولة البريميرليج فارضا نفسه ملكا على المسابقة ، خصوصا أنه هيمن على أهم الإحصائيات الهجومية وبات قريبًا من حصد الحذاء الذهبي بعد صدارته ترتيب الهدافين بفارق كبير عن منافسيه.

رغم أن صلاح ورفاقه في ليفربول خسروا سباق المنافسة على دوري أبطال أوروبا 2025 بعد بداية قوية في دور المجموعات، لكن يبقى الفرعون بحسب لغة الأرقام التى يحققها الموسم الحالى أقوى المرشحين للفوز بالكرة الذهبية، أمام أسلافه من النجوم العالميين فى الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى "بيج 5"، أمثال ثلاثى برشلونة البرازيلى رافينيا والإسبانى لامين يامال والبولندى روبرت ليفاندوفسكى، إلى جانب ثنائى ريال مدريد، الفرنسى كيليان مبابى والبرازيلى فينيسيوس جونيور، وكذلك الفرنسي عثمان ديمبلي  نجم باريس سان جيرمان والإنجليزى هارى كين نجم بايرن ميونخ والنرويجى إيرلينج هالاند نجم مانشستر سيتى.

هنا يطرح السؤال الجدلى المعتاد : متى يفوز محمد صلاح بجائزة الكرة الذهبية؟!

أعتقد أنه حان الوقت حتى يزين نجمنا المصرى تاريخه الحافل بـ"الحتة الناقصة" عبر الحصول على الكرة الذهبية، أو بمعنى أدق هذا ما نتمناه ، كما نأمل أن تكتمل فرحتنا مع محمد صلاح من خلال التتويج مع منتخبنا الوطنى ببطولة كأس أمم أفريقيا المقبلة وكذلك الصعود إلى كأس العالم 2026 والظهور بمستوى مشرف يليق بالكرة المصرية.