من أجل مصر

التحدي شعار حملته الحضارة المصرية في طياتها على مر العصور، ومراحل الإعمار في المحروسة دلالتها أن النهضة أمل الأجيال تلو الأخرى؛ فرغم صعوبات التي تتوالد عبر أحداث متتالية في كل حقبة من الزمن؛ إلا أن علو الهمة والإصرار لبلوغ الهدف، وإبحار السفينة بين أمواج عاتية، من المسلمات التي آمن بها المصريون، وهنا نتوقع أن نسير نحو مستقبل مشرق من أجل مصر، من خلال شعب يمتلك الوعي الصحيح، الذي يعمقه إيمان راسخ بمقدراته وقدراته.
إدراك ماهية الوطن من فقه أولويات هذا الشعب، ومن أجل مصر التي يصطف خلفها شباب واعد في كافة المجالات، وهذا ما يجعل العدو يترنح، ولا يستطيع المواجهة؛ لكنه لا يمكث إلا أن يبادر ببث السموم بغرض النيل من مقدرات شعبنا العظيم، الذي يشكل قوة نسيجه السياج المتين، الذي يدحر مخططات الاحتلال الفكري في صورته المستحدثة؛ فمن يستحوذ على العقول، يصبح لديه المقدرة على فك الرباط، وإضعاف ماهية الولاء والانتماء؛ ليصبح المعتقد الغالب قائمًا على المنافع الخاصة دون اعتبار للغايات الكبرى للوطن.
سائر السياسات عبر المنابر الدبلوماسية، تقدر دور مصر وقيادتها السياسية، في تناول القضايا الإقليمية والعالمية، وتبدو منحازة نحو ما تؤمن بها من قيم نبيلة وخلق فضيل، وهنا نجد الجميع يثمن صور الجهود المبذولة؛ من أجل تحقيق ماهية السلام في كل مكان، وهذا ما يجعلنا نحن المصريون، لا نلتفت للمحاولات الفاشلة تجاه التقليل من الدور البطولي للدولة، ومؤسساتها، وقيادتها السياسية الرشيدة.
من أجل مصر وحماية مقدراتها الثمينة، تسهر العيون على أمن واستقرار وطننا الغالي، وهنا يدرك العالم بأسره أن المنعة مستمدة من شعب أصيل، ومؤسسات وطنية خالصة، وقيادة سياسية حكيمة، تحملت هموم إعمار هذا الوطن، وتبنت مسارًا نهضويًا واضحًا؛ ومن ثم تحملت الصعاب والتحديات، وثابرت من أجل عقد الشركات، وجذب الاستثمارات الإقليمية منها والعالمية، ولم تلتفت قط لمكائد المغرضين، بل سارعت في مراحل التقدم والازدهار، في شتى المجالات؛ بما أبهر العالم بأسره.
من أجل مصر قدمت المؤسسات الأمنية صور من التضحية؛ كي تعزز الأمن والأمان وتفرض حالة الاستقرار؛ فلم تترك الإرهاب يصول ويجول، مثلما فعل في بلاد عديدة، أراق على أرضها الدماء، وذهب بكيان هذه الدول؛ فصارت مرتعًا لجماعات ضالة، لا تدرك ماهية الدولة، ولا تؤمن بوحدة الشعوب، ولا تتفهم فلسفة الإعمار، والسعي نحو التقدم، بل تفصح عن أجندتها غير السوية؛ حيث هدم الأوطان؛ وإقامة خلافات على أنقاضها.
من أجل مصر قطعت المؤسسة العسكرية العهد والمواثيق، تجاه الحفاظ على أمن الوطن القومي؛ فحاربت الإرهاب ودحرته، وأسكتت فتن الجماعات المغرضة، وحرصت على حماية مقدرات هذا الشعب، ولم تترك الساحة لأصحاب الهوى، ورغم مهامها الجسام؛ إلا أنها كانت ومازالت سندًا للبلاد؛ فساهمت في أطر التنمية ومسارتها بشتى المجالات؛ كي تصبح الدولة المصرية على مهد طريق النهضة المستحقة.
الشعب المصري لم يعان ضعف الأمن والأمان، ولم ير ملامح فقد الاستقرار، كما لم يعان من فئات مقيتة، تستهدف نهب الثروات، وهتك الحرمات، وتجاوز الحدود، والنيل من المقدرات، والإطاحة بأصول الأوطان، وقلب الموازين؛ من أجل مخططات قد أضحت معلنة؛ ومن ثم صارت التنمية في مصرنا الغالية في طريقها الممهد؛ ومن ثم دشنت المشروعات القومية، التي كانت لبنة لاستثمارات تنموية مستدامة، في كافة ربوع الوطن.
من أجل مصر بذل الغالى والنفيس، وفي سبيل حريتها رويت الأرض بالدماء، ونقول بلسان مبين إن أبناء الوطن على جاهزية، وعلى استعداد تام للتضحية من أجل مصر؛ كي تتحقق معادلة الأمان والاستقرار للوطن الحر؛ فشتى ميادين البلاد يكسوها شجاعة الشجعان وبطولات الأبطال.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
Trending Plus