الإخوان .. "ماكينة الضلال"

منذ نشأتها عام 1928 على يد "مرشد الضلال" حسن البنا، ظهرت جماعة الإخوان المسلمين ككيان غامض مبهم، يتدثر برداء الدين، بينما يمارس السياسة بأكثر صورها ابتذالًا وإزدواجية.
خدعت الجماعة بفضل " ماكينتها الدعائية" الكثيرين بشعاراتها الزائفة عن "الإصلاح"و"النهضة"، بينما كانت تخطط في الخفاء للتمكين والسيطرة، لا خدمة الأوطان ولا نصرة الدين، أو اللقاء مع الاخر في فكرة وطنية!
الإخوان لم يدخلوا معركة إلا وكان سلاحهم الأول فيها هو "الشائعات". هذا ما يكشفه تاريخهم الأسود، فقد استخدموا الأكاذيب منهجًا لضرب الثقة بين المواطن ومؤسساته الوطنية، فصوّروا الجيش والشرطة كقوة قمع، واتهموا القضاء بالفساد، وشككوا في الإعلام الوطني. ومع تزايد منصات التواصل الاجتماعي، توسع نشاطهم الإلكتروني الخبيث، حيث أدارت الجماعة آلاف الصفحات الوهمية من الخارج، لبث أخبار كاذبة وفيديوهات مفبركة، تستهدف زعزعة استقرار مصر وتشويه رموزها.
ورغم إدعائهم أنهم "جماعة دعوية إصلاحية"، فإن تاريخهم يكشف كيف استغلوا الدين بشكل فج لتبرير أطماعهم. فمكتب الإرشاد الأول الذي تأسس بالإسماعيلية عام 1928، لم يضم رجل دين واحد، فحسن البنا نفسه لم يكن فقيهًا أو عالمًا شرعيًا، بل معلمًا للخط العربي مارس السياسة بخطاب ديني هدفه التحريض وتأليب العامة ضد نظام الحكم.
أطلقت الجماعة على مدى تاريخها المشبوه، فتاوى مفصلة على المقاس، تبرر العنف والخداع، واستباحوا الكذب تحت مسمى "التقية"، وزعموا أن من يعارضهم "عدو للدين"، بينما هم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن جوهره القائم على الصدق والرحمة والسماحة.
الجماعة لم تكن يومًا جزءًا من النسيج الوطني، بل إنها لطالما حاربت فكرة الدولة المدنية الحديثة، ورفضت التعددية الحزبية، باعتبارها عقبة أمام مشروعهم الأحادي في الحكم.
خلال الحرب العالمية الثانية، وثّقت تقارير استخباراتية تعاونهم مع دول المحور، في محاولة لاستغلال الظروف الدولية لتحقيق نفوذ داخلي. وفي عام 1947، تم رصد لقاء سري بين حسن البنا وسكرتير السفارة الأمريكية في منزله بالزمالك، تم فيه الاتفاق على تنسيق تحركات الجماعة وتوفير تمويل خارجي مقابل دعم المصالح الأمريكية في المنطقة.
الإخوان ليسوا مجرد جماعة محلية، بل هم جزء من تنظيم دولي عابر للحدود، ينسق سياساته مع أجهزة استخبارات أجنبية، أبرزها CIA والموساد، وفق تقارير متعددة صدرت في النصف الثاني من القرن العشرين. فقراراتهم المصيرية لا تُصاغ في القاهرة، بل في عواصم أخرى، تُدار فيها خطط التأثير والتجنيد والتمويل.
منذ نشأتهم، لم يتردد الإخوان في استخدام العنف كأسلوب ممنهج. فقد اغتالوا القاضي أحمد الخازندار، ورئيسا الوزراء أحمد ماهر و محمود فهمي النقراشي، وحاولوا قتل الرئيس جمال عبد الناصر في القضية المعروفة بإسم "تنظيم 1954". جرائمهم امتدت حتى بعد 2013، في تفجيرات، كمائن، وعمليات إرهابية ممنهجة ضد مؤسسات الدولة وأفراد الشعب.
حين وصلوا إلى الحكم في 2012، سقط القناع، بدأوا على الفور في تنفيذ مخطط "التمكين"، فأرادوا أخونة القضاء، الإعلام، والجيش، وكتبوا دستورًا مفصلاً لخدمة التنظيم لا الدولة. تحالفوا مع قوى خارجية ضد المصلحة الوطنية، فباعوا الأرض والقرار، وخانوا الشعب الذي انتخبهم، وسقط إدعائهم الدائم " إحنا بتوع ربنا"!
جماعة الإخوان ليست كيانًا دينيًا، بل مشروع سياسي مشبوه، تغلّف بالكلمات المقدسة ليخدع العامة، بينما هدفه الحقيقي هو تقويض الدولة الوطنية لصالح مشاريع خارجية لا تعرف معنى للوطن أو للشرف السياسي.
الشعب الذي ٌخدع على مدى قرن كامل .. لن ينخدع مرة أخرى..
Trending Plus