الصلاة بالساعة وليس الأذان.. مصليات مؤقتة وسيلة سكان غزة لمواجهة تدمير الاحتلال للمساجد.. المصلون يخشون الذهاب لدور العبادة خوفا من الاستهداف.. وفلسطينيون: نصلى في المخيمات بعد تجدد الحرب وافتقاد مكبرات الصوت

** استهداف 30 مؤسسةً شرعية و30 مقراً إدارياً
** مواطن فلسطيني بدير البلح: نعتمد على الساعة فقط لمعرفة وقت الصلاة
** عاهد الريس: صرنا نصلى في مراكز النزوح والمخيمات خوفا من استهداف المصلين
** وائل إبراهيم: المصليات لن تكون بديلا للمساجد
كان محمود بكر يتردد دائما على المسجد الذي يجاور منزله في مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى، المسجد الذي كان يتجمع فيه مع أصدقائه وجيرانه لأداء الصلوات وقراءة القرآن وحضور الدروس الدينية قبل العدوان، كل هذا اختلف تماما بعد الحرب بعد أن أصبح الجامع عبارة عن أنقاض عقب استهدافه ليس هو فقط بل الشارع الذي يسكن فيه "بكر" سوي بالأرض، ذكريات عديدة يحملها هذا الشاب الفلسطيني لهذا المكان عندما يتذكرها يعتقد أن عدم قدرته على أداء الصلاة بالمسجد حلما إلا أنه واقع مرير.
اقرأ أيضا:
تدمير 828 مسجدا كليا و167 جزئيا
هذا حال الفلسطينيون المسلمون داخل القطاع، حيث أصبح أحد أبسط أمانيهم هو سماع الآذان بعد أن دمر الاحتلال النسبة الأكبر من مساجد غزة في استهداف متعمد لدور العبادة بالمخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية، حيث وفقا لآخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في 18 أبريل الماضي، تؤكد أن هناك 828 مسجداً دمرتها إسرائيل بشكل كلي، بينما هناك167 مسجداً تضرر بشكل بليغ بحاجة إلى إعادة ترميم – هذه الإحصائية التي تختلف بقليل عن إحصائية وزارة الأوقاف الفلسطينية التي نستعرضها خلال السطور المقبلة - و3 كنائس استهدفتها تل أبيب.
القانون الدولى يمنع استهداف دور العبادة في النزاعات
وتنص المادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على أنه لكل إنسان حق في حرية الفكر والوجدان والدين بما يشمل حريته في أن يدين بدين ما، واعتناق أي دين أو معتقد يختاره، وحريته في إظهار دينه أو معتقده بالتعبد وإقامة الشعائر والممارسة والتعليم بمفرده أو مع جماعة، وأمام الملأ أو على حدة.
وكذلك منح القانون الدولي الإنساني حماية خاصة لدور العبادة من خلال معاهدة لاهاي بشأن قوانين وأعراف الحرب البرية لسنة 1907، حيث تنص المادة 27 على أنه في حالات الحصار أو القصف يجب اتخاذ كل التدابير اللازمة لتفادي الهجوم، قدر المستطاع على المباني المخصصة للعبادة، والفنون والعلوم والأعمال الخيرية والآثار التاريخية، فيما تنص والمادة 56 على أنه يجب معاملة ممتلكات البلديات وممتلكات المؤسسات المخصصة للعبادة والأعمال الخيرية والتربوية، والمؤسسات الفنية والعلمية، كممتلكات خاصة، حتى عندما تكون ملكاً للدولة، و يحظر كل حجز أو تدمير أو إتلاف عمدي لمثل هذه المؤسسات، والآثار التاريخية والفنية والعلمية، وتتخذ الإجراءات القضائية ضد مرتكبي هذه الأعمال.

استهداف مسجد في غزة
ويعد أيضا استهداف الأماكن الدينية ودور العبادة جريمة حرب في القانون الدولي، ووفقا للمادة الثامنة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية والتي نصت على أن تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية أو التعليمية أو الفنية أو العلمية أو الخيرية، والآثار التاريخية، والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والجرحى، يعتبر جريمة حرب.
500 مليون دولار التكلفة الإجمالية للخسائر في القطاع الديني بغزة
في 18 فبراير الماضي، أي بعد بدء الهدنة بحوالي شهر وقبل عودة الحرب بشهر أيضا، خرجت وزارة الأوقاف الفلسطينية بتقرير يكشف حجم الدمار الذي وقع في مؤسساتها وعلى رأسها المساجد، لافتة إلى تعرض المرافق الدينية والوقفية لخسائر جسيمة، عبر تدمير المساجد والمقابر والعقارات الوقفية والمقار الإدارية، والمراكز الدينية التي تمثل جزءا أساسيا من النسيج الاجتماعي والديني للسكان، وتُقدر التكلفة الإجمالية للخسائر والأضرار التي تعرض لها القطاع الديني والوقفي أكثر من 500 مليون دولار.
وذكر تقرير الوزارة، أن صواريخ وقنابل الاحتلال استهدفت 1109 مسجدًا تدميرًا كليًا أو جزئيًا، من أصل 1244 مسجدًا في غزة بما نسبته 89%، حيث بلغ عدد المساجد المدمرة كليًا 834 مسجدًا سويت بالأرض وتحولت إلى أنقاض، وتضرر 275 مسجدًا بأضرار جزئية بليغة مما جعلها غير صالحة للاستخدام، ما أثر بشكل مباشر على أداء الشعائر الدينية وإقامة الصلوات، كما وصل إجرام الاحتلالِ إلى قصف دور عبادة ومصليات على رؤوسِ المصلينَ الآمنين كما حدث في مصلى مدرسةِ التابعين في مدينةِ غزة، ودمرت آلته الحربية مساجد أثرية وعلى رأسها المسجد العمري الكبير بمدينة غزة.
تدمير 40 مقبرة من أصل 60 وسرقةِ جثامينِ الأمواتِ
وتحدث التقرير عن هدم إسرائيل للمقابر، حيث لم يسلم الأموات من بطش الاحتلال وإجرامه، بعدما استهدف 40 مقبرةً، من إجمالي عددِ المقابر البالغةِ 60 مقبرةً، ودمرَ 21 منها تدميرا كلياً، و19 دُمرت جزئياً، وزاد إجرامُه بنبشِ القبور، وسرقةِ جثامينِ الأمواتِ والشهداء، والتمثيلِ بها بطرائقَ همجيةٍ وحشية.
المساجد المدمرة في غزة بسبب الحرب
استهداف 60 مؤسسةً شرعية ومقرا إداريا للأوقاف
كما دمر الاحتلال 643 عقارًا وقفيًا، بحسب تقرير الوزارة، وطال العدوان مؤسسات التعليم الشرعي والعمل الدعوي ما أدى إلى تعطيل خدماتها الحيوية وأثر على آلاف الطلبة والمستفيدين من خدماتها، حيث استهدف قرابة 30 مؤسسةً شرعية، بجانب استهداف 30 مقراً إدارياً، على رأسها المقرُ الرئيسُ للوزارة، ومقرُ إذاعةِ القرآن الكريم، وتدمير 20 مركبة تابعةٍ للوزارة كليًا وجزئيًا، وبلغ عددُ الشهداء الذين ارتقَوا من موظفي وزارة الأوقاف، ودُعاتِها وأئمتِها 315 شهيدًا، وبلغ عددُ المعتقلين 27 معتقلًا.
في هذا السياق تسعى الحكومة الفلسطينية لتجاوز كل هذه الخسائر، والعمل على تسهيل أداء الصلوات للفلسطينيين رغم استمرار الحرب، وهو ما تطرقت له وزارة الأوقاف عبر الجهود المبذولة منها ومن المؤسسات الشرعية منذ بداية الحرب، لضمان استمرار إقامة الصلوات والجمع والجماعات وعقد حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وإطلاق وتنفيذ مشاريع إسناد الدعاة وحلقات تحفيظ القرآن والمحفظين ليتمكنوا من أداء رسالتهم الدعوية والقرآنية خلال الحرب، حيث تم كفالة 500 داعية، وعقد أكثر من 700 حلقة لتحفيظ القرآن الكريم تضم قرابة 10500 طالبة وطالبة، وحفر آبار المياه وتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية لتشغيل الآبار لخدمة مخيمات النزوح والمصليات فيها.
400 مليون دولار تكلفة إعادة إعمار مساجد غزة
خلال تقرير وزارة الأوقاف تحدثت عن الجهود المبذولة من أجل مواجهة هذا الكم الكبير من الدمار بدور العبادة، وعلى رأس تلك الجهود هي إعادة الإعمار، وهو ما جعلنا نتوجه إلى الدكتور عبدالهادي الأغا وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية في القطاع، الذي يؤكد أن هناك شراكات مع مؤسسات شرعية على مستوى العالم لإعادة إعمار المساجد المدمرة والمبلغ المطروح 400 مليون دولار .
وفقا لبيان صادر عن وزارة الأوقاف بغزة في 8 مارس الماضي، أعلنت ارتفاع عدد المساجد المدمرة في القطاع إلى 1119 مسجدًا من أصل 1244 مسجدًا بنسبة تصل إلى 90%.
خسائر وزارة الأوقاف الفلسطينية في غزة
هنا يؤكد وكيل وزارة الأوقاف الفلسطينية في القطاع ، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن المساجد التي دمرها الاحتلال تضمنت مساجد تاريخية وكبرى، و10 % المتبقية من المساجد التي لم تتضرر متواجدة في مساجد الأرياف والأطراف في القطاع وهي صغيرة للغاية.

استهداف المسجد العمرى الكبير
تفاصيل ائتلاف مآذن لإعمار المساجد والمؤسسات الدينية في غزة
الوزارة في فبراير الماضي، أطلق ائتلاف مآذن لإعمار المساجد والمؤسسات الدينية في غزة، وهو ائتلافٌ عالميٌ يضم رؤساء المؤسسات الشرعية والخيرية والشخصيات الدينية داخل قطاع غزة وخارجه، حيث يضم عضويات من أكثر من ثلاثين دولةً، ويمثل مرجعية عليا لرعاية وإسناد مشاريع المجال الديني والوقفي في القطاع في المجالات المختلفة، من خلال إشراك مكونات الأمة الرسمية والأهلية في ذلك، وتتمثل رسالته في توجيه الجهود الحكومية والأهلية داخليًا وخارجيًا نحو إعادة إعمار المساجد والمؤسسات الدينية التي دمرها الاحتلال وقيامها بواجبها وفق منهجية شرعية ورؤية عصرية تواكب الواقع وتستجيب لتحدياته.
وبشأن طبيعة مبادرة ائتلاف مآذن التي أطلقتها الوزارة بعد وقف إطلاق النار في غزة، يوضح "الأغا" أن المبادرة أطلقت بشراكة مع العديد من المؤسسات العلمية والشرعية وسط آمال أن تقوم كل هذه المؤسسات بدورها في إعادة الإعمار، وهو ما دفع الوزارة إلى إقامة مصليات بالشراكة مع كل الجهات الفاعلة والمبادرات الأهلية والمؤسسات الخيرية التي تسعى لخدمة الفلسطينيين، والتي تستهدف إقامة صلوات الجمعة، كما كانت حاضرة خلال شهر رمضان بإقامة صلوات التراويح، مشيرا إلى تدشين حملة كبرى من أجل جمع التبرعات والاستعداد لإعادة البناء من كل الأطراف والعمل على عقد مؤتمر لإعادة إعمار المساجد تستضيفه إحدى الدول العربية أو الإسلامية".
سكان غزة يبنون مصليات صغيرة لتعويض دمار المساجد
الفلسطينيون لا يعرفون المستحيل، حيث يتحدث محمود بكر عن هدم مسجد مدينته الذي تعود الصلاة فيه منذ صغره، قائلا في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الأهالى بالجهود الذاتية عملوا على بناء بعض المصليات الصغيرة ولكن بفعل التصعيد والقصف تم إغلاقها بشكل نهائي منذ 18 مارس الماضي – أي بعد عودة الحرب – وهو ما دفع الفلسطينيين لعدم حضور اعتكاف العشر الأواخر من رمضان أو أداء صلاة العيد بل وصل الحال إلى عدم سماع الآذان بفعل الإغلاق
أصبح الفلسطينيون يخشون الذهاب حتى إلى المساجد التي لم يقصفها الاحتلال حتى الآن، وهو ما يفسره بكر بأن هناك مساجد قصفها الاحتلال إما لحظة صلاة الفلسطينيين فيها أو خلال رفع الآذان نفسه دون أي احترام للمشاعر الدينية، وهو ما جعل غالبية المواطنين يؤدون الصلاة داخل البيوت والخيام، إلا أنه يؤكد في ذات الوقت أن بعض الأفراد يتحدون آلة الإجرام الإسرائيلي ويؤدون الصلاة على أنقاض المساجد أو بعض المصليات ولكن بنوع من الخوف الشديد بفعل احتمال سقوط المسجد المدمر نتيجة القصف السابق له تارة والخوف من الاستهداف الجديد تارة أخرى.
الساعة وسيلة معرفة وقت الصلاة بسبب خوف المؤذنين من رفع الاذان
وبشأن كيفية معرفة الفلسطينيين أوقات الصلاة في ظل عدم سماع مئات الآلاف منهم للآذان بفعل تدمير غالبية المساجد، يوضح بكر، أنه الكثير من الأوقات يعتمدون على الساعة فقط لمعرفة وقت الصلاة بفعل قلق الكثير من المؤذنين من رفع الآذان نتيجة الخوف من القصف والاستهداف لدور العبادة.
وفقا بيان صادر عن وزارة الأوقاف الفلسطينية، كشفت فيه أهداف إطلاق ائتلاف المآذن الذي تسعى من خلاله إلى مساعدة سكان غزة على أداء الشعائر الدينية، موضحة أنها تعدل على دعم القيام بالواجبات الدينية وإسناد الجهود الشرعية في القطاع، وإشراك مؤسسات العالم الإسلامي في إسناد المؤسسات الدينية الرسمية والأهلية، وحشد الدعم المادي والمعنوي محليًا ودوليًا لإعمار ما دمره الاحتلال من مساجد ومؤسسات دينية في قطاع غزة، وإسناد العاملين في القطاع الديني وتمكينهم من أداء رسالتهم.
وعرضت الوزارة احتياجاتها لتدشين هذا المشروع، وأبرزها إنشاء المصليات المؤقتة، وإعمار المساجد والمؤسسات الدينية المدمرة، وكفالة الأئمة والدعاة والعلماء والمحفظين، ورعاية حلقات تحفيظ القرآن والمبادرات الدعوية والتعليمية، وإنشاء مدارس شرعية، ومراكز تعليمية، بجانب إنشاء الوقفيات المساندة للقطاع الديني، وتوفير المصاحف والأجزاء القرآنية والمكتبات الشرعية، وإنشاء آبار المياه وتشغيل محطات التحلية في المساجد والمصليات، وبناء قبور مجانية لإعفاء ذوي الشهداء والمحتاجين من تكاليفها، ورعاية طلبة الكليات الشرعية، ومساندة أسر الشهداء والأسرى والجرحى العاملين في القطاع الديني.
إنشاء 400 مصلى مؤقت في جميع أنحاء القطاع
إكرامى سالم، مدير دائرة الإعلام بوزارة الأوقاف الفلسطينية يوضح أنه رغم الدمار والحرب والتحديات، إلا أن الوزارة لم تدخر أي جهد في أداء رسالتها الإنسانية السامية في إعادة العمل بالمساجد المتضررة وبذلت كل ما بوسعها خلال فترة العدوان وهي ماضية في أداء هذه الرسالة، وعملت على إنشاء 400 مصلى مؤقت في جميع أنحاء القطاع لرفع الآذان فيها خاصة في مخيمات النزوح وعقد العديد من حلقات تحفيظ القرآن.
ويضيف إكرامي سالم، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ائتلاف مآذن لإعمار المساجد والمؤسسات الدينية يعمل على توحيد الجهود نحو إعادة إعمار المساجد من خلال رؤية تواكب الواقع الجديد، خاصة أن الاحتلال تعمد ضرب المؤسسة الدينية ظنا أنه ينهى الرسالة التي تعمل بها وزارة الأوقاف، متابعا :"لكننا مستمرون بكل ما نملك من كوادر ومقدرات لأداء الرسالة التي نسعى لتحقيقها".
"الوزارة لديها العديد من الخطط المتقدمة خاصة فيما يتعلق بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال من مساجد ومؤسسات دينية"، بحسب ما يؤكد "سالم" ضمن الخطط المستقبلية للأوقاف الفلسطينية لمواجهة الدمار الواسع بقطاعاتها، لافتا إلى أن ائتلاف مآذن هو أساس رئيسي يبنى كافة المحددات التي تستطيع من خلالها إعادة إعمار المساجد المدمرة وفقا لرؤية عصرية تواكب الواقع الجديد والبيئة الجديدة .
وحول الخطوات التي تتخذها الوزارة للمضي قدما نحو تفعل واسع لائتلاف المآذن، يشير إلى أنهم يتواصلون بشكل دوري مع كافة المؤسسات الشرعية والخيرية والشخصيات الدينية لبذل كل جهد كبير لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، قائلا إن إعادة ترميم وبناء المساجد غير مقتصر على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية فقط والتي كانت مجرد شاهد على حرب الإبادة الجماعية، بل هناك شركاء في الداخل والخارج قبل حرب الإبادة وما زالوا مستمرون في التواصل مع الوزارة بشكل كامل لإعادة الإعمار، حيث أكدوا لنا أن رسالة المساجد ستستمر رغم كل ما طال المؤسسات الدينية من دمار، وإعادة إعمار المؤسسات الدينية وتنفيذ الدور المنوط بها لعقد حلقات التحفيظ وإطلاق وتنفيذ المشاريع ستكون حاضرة بشكل كبير فور الانتهاء من الحرب بشكل كامل وما زالت عملية التواصل مستمرة والجهود مبذولة على أكمل وجه واجتماعات متواصلة لتحقيق ما يمكن تحقيقه خاصة في ملف إعادة الإعمار، وسنقوم بأداء الرسالة وفقا لما هو موضوع ولدينا كوادر موظفين يعملون ليل نهار لإنجاز ما يمكن إنجازه داخل القطاع في هذه الفترة الصعبة".
سكان غزة يتحدون الاحتلال ويقيمون الصلاة على الأنقاض
كان مشهد أداء الفلسطينيين لصلاة عيد الفطر على أنقاض المساجد، بمثابة تحديا للاحتلال بأنه لن يستطيع منع إقامة شعائرهم الدينية، إلا أن هناك فلسطينيون لا يتمكنون من أداء الصلاة بشكل مستمر بالمساجد بينهم، عاهد الريس، النازح في خان يونس، وهو أحد الفلسطينيين الذين يعانون من صعوبة كبيرة في سماع الآذان بمنطقة النزوح، ولم يعد هناك دور عبادة قريبة يمكنه فيها أداء الصلوات بعد دمار الغالبية العظمى منها في تلك المدينة، حيث يعبر عن حزنه قائلا :" لم يعد هناك مساجد في المدينة بعد أن استهدفتها إسرائيل بصواريخ ضخمة أدت لدمارها بشكل كامل، وفي المنطقة بالكامل لم نعد نسمع صوت الآذان الذي اشتقنا له كما كنا قبل الحرب، بل إن بعض المؤذنين لا يجدون مكبر صوت أو ميكروفون للآذان وإسماع آلاف النازحين بإقامة الصلاة، وإن وجد مكبر الصوت فلا يوجد كهرباء لتشغيله".
أداء الصلاة على الأنقاض
الأهالى يرممون بعض المساجد بالنايلون
ويشرح عاهد الريس، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، كيف يسعى جيرانه خلال فترة الهدنة التي استمرت لشهرين، ترميم بعض المساجد القريبة منهم كى تكون مهيئة للصلاة إلا أن عودة الحرب دمرتها من جديد، مشيرا إلى أن بعض السكان عملوا على ترميم بعض دور العبادة بالشوادر والنايلون للصلاة إلا أن الرياح الشديدة نتيجة فترة الشتاء ومياه الأمطار تسببت في انهيارها إن لم يصبها القصف الإسرائيلي.
تدمير الاحتلال لمساجد غزة
عدم وجود آذان في الغالبية العظمى من مناطق غزة كان يمثل إشكالية كبرى للفلسطينيين خلال شهر رمضان الماضي، حيث لم يكن يعرفون بشكل دقيق وقت آذان المغرب للفطور، وهو ما يتحدث عنه عاهد الريس، قائلا :"كنا في فطور رمضان نفطر علي تطبيق الأجهزة الحديثة بالهواتف لأنه لا يوجد مساجد نسمع من خلالها الآذان وكذلك خلال وقت السحور وهو ما تسبب لنا في خيرة كبيرة ومعاناة لمعرفة توقيت الصيام وكذلك الفطار.
ويشير إلى أن هناك بعض المساجد التي تم ترميمها بالشوادر إلا أنها ما زالت خالية من المصلين ولا يدخلها أحد خاصة مع تزايد استهداف الاحتلال لدور العبادة منذ عودة الحرب، وبالتالي الخوف ينتاب الأغلبية من المصلين مما يجعلهم يصلون في أماكن تواجدهم إما بالمخيمات أو مراكز النزوح، لكن البعض يحرص على الصلاة على أنقاض المساجد.
انتشار المصليات في مراكز النزوح بشمال القطاع
بينما وائل إبراهيم، الذي يعيش في شمال القطاع، يرى أن المصليات المؤقتة التي أقامتها وزارة الأوقاف الفلسطينية لا يمكن أن تكون بديلا للمساجد التي دمرها الاحتلال، لافتا إلى أن هناك حرص من بعض المؤذنين على رفع آذان الصلوات في وقتها رغم استمرار القصف كل ساعة في القطاع، خاصة في مراكز النزوح.
ويضيف في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن أغلب المصليات التي تم تنفيذها تتواجد في مراكز النزوح، نظرا لأن أغلب سكان غزة أصبحوا متواجدين بتلك المراكز، ففي كل ركن وساحة هناك تكدس نازحين من الشمال خاصة في بيت لاهيا وجباليا وبيت حانون والقرية البدوية، وهو ما يجعل تلك المصليات تنتشر في تلك الأماكن.
Trending Plus