بلوغ الغاية الوطنية

ماهية الغاية الوطنية، محددة في كل نفع يعود أثره، على جموع الشعب العظيم، الذي يكافح منتسبيه؛ من أجل أن يحققوا آمال، وأحلام، رسمت في أذهان عقول مستنيرة، توقن بأن مشروعات الدولة القومية، سبيلًا للخروج من عنق الزجاجة؛ بغية الانطلاق نحو نهضة، وتقدم، ورقي، وازدهار؛ لتدشين حياة كريمة لجيل تلو آخر، في ضوء إيمان راسخ، بأن الحضارة يصنعها أصحاب الفكر الرشيد، من خلال سواعد مخلصة، لا تكل، ولا تمل من العطاء.
الاستثمار في مقدرات الوطن، يقع في قمة غاياته؛ لذا لا يتوقف الأمر عند حد التنمية المادية بمجالاتها المختلفة؛ لكن مناط الأهمية، يكمن في بناء إنسان قادر على تعظيم تلك المقدرات، ووضع لمسات القيمة المضافة، لما يمتلكه من ثروات متنوعة في البر، والبحر، والجو، وهنا ننظر إلى الاستثمار بأنه يقوم على عوامل جذب، يخلقها فكر اقتصادي راقي، يدير المنظومة باستراتيجية طويلة الأمد، تعتمد على بعض المقومات الرئيسة، والتي منها بذل أقصى ما في الجهد، والصبر، والمثابرة؛ من أجل بلوغ الغاية الكبرى.
عندما ترتكن الغاية على عزيمة وإرادة لا تلين؛ فترى المستحيل ممكنًا، وهنا يتنامى اليقين بأن الشعب يعشق تراب وطنه، وأنه قادر على تجاوز الأزمات، بل والتصدي لكافة التحديات، التي يصدرها أصحاب المغارض غير السوية، والأجندات المشوبة؛ ومن ثم تتحقق الرؤى الطموحة على أرض الواقع؛ فقد رصدنا جميعًا أن عشوائيات مخيفة، قد اختفت، واستبدلت، بعمران راق، به خدمات يقطنها إنسان ينال خدمات مستحقة؛ كي يصبح قادرًا على المشاركة، ولديه حلم، يريد أن يسعى من رؤية ملامحه، نحو مسار يسلكه؛ كي يبلغ أهدافه المشروعة، والتي تنسدل من غايات وطنه.
الوطن المؤهل للنهضة يمتلك مقوماتها؛ حيث لديه بنية تساعد على جذب متلون الاستثمار؛ فنرصد جميعًا، طرق، ومحاور، وكبار، وجسور، وموانئ، ومطارات، وسكك حديدية، وشبكات متطورة، من الكهرباء، والصرف، والمياه، وغير ذلك من أطر الدعم اللوجستي، وبناءً على ذلك تجد شغفًا في إقبال المستثمرين، تجاه بلد أمين، به مزايا وتفردات، لا نظير لها، كما أن القائمين على إدارة شئونها، يمتلكون المقدرة التامة، لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات، التي من شأنها أن تحافظ على حقوق الآخرين، وتعزز ماهية الشراكات، التي تعضد العلاقات مع شتى دول العالم.
بلوغ الغاية الوطنية، يحدده طموح تجاه مشروعات قومية، تخلق مناخًا مواتيًا، لبيئة صحية، تحافظ على المقدرات البشرية؛ حيث الحد من استخدامات الطاقة التقليدية، التي تضير ببني البشر، والعمل الجاد في مشروعات الطاقة المتجددة، إذ هنالك طفرةً هائلةً في تطويرها على الأراضي المصرية، في مواقعٍ متعددةٍ بها؛ فهناك مشروعات الطاقة النظيفة، من طاقة رياحٍ، وطاقة شمسيةٍ، وهناك مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية، المتعدد المراحل، واعتقد أنه سوف يلبي احتياجات الوطن، في كافة مجالاته، بل ويمكن تصدير الفائض منه؛ ومن ثم نتحدث عن تنمية مستدامة عبر هذا المشروع العملاق.
الوطن الكير له غايات عديدة ومتعددة، في كافة المجالات العلمية، والعملية، والمعيشية، والسياحة، وأنشطتها في بؤرة الاهتمام؛ لذا تحرص الدولة على توفير كافة المقومات، التي تحقق مستهدفات هذا النشاط المهم بصورة مباشرة؛ حيث هنالك تغييراتٍ جذريةً ملحوظة في آليات الوصول، والتنقل، والخدمات المقدمة، بل في تحسين، وتطوير، وصيانة، المقدرات السياحية، التي شهدت طفرةً، لم يسبق لها مثيلٌ، بعد فتراتٍ من الإهمال، وما زال الأمل معقود على بناء المزيد من المدنٍ السياحيةٍ الساحليةٍ؛ حيث باتت أمرٌ مطلوبٌ، ويحتاج لمسيرة الاستكمال لهذا القطاع الحيوي، الذي يعد رافدًا مهمًا للاقتصاد الوطني.
نؤكد أن بلوغ الغاية الوطنية يقوم على فقه الأولويات، التي نرصدها إحداها في توفير ماهية الأمن، والأمان، والاستقرار، وهذه العوامل تسمح لنا أن ندشن المشروعات القومية بطمأنينة، وفي خضم ذلك نقول: إن استكمال نهضتنا المستحقة، والمضي قدمًا تجاه الإعمار، ومنابره، أضحى لا تراجع عنه.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.
__________
أستاذ ورئيس قسم المناهج وطرق التدريس
كلية التربية بنين بالقاهرة _ جامعة الأزهر
Trending Plus