حنين عمر: المبدعون يأملون إحياء تجربته الشعرية عبر قراءات نقدية متجددة

قالت الشاعرة والباحثة الدكتورة حنين عمر، "إن استعادة سيرة سلطان بن علي العويس هذا العام، سواء من خلال قرار اليونسكو المتمثل في جعل هذه السنة، سنة لإحياء ذكراه عبر مؤسسته الثقافية وجائزته العريقة، أو من خلال النشاطات العديدة التي شهدها معرض أبوظبي، هو في الحقيقة تذكير بأهمية الفعل الثقافي كفعل أخلاقي بالدرجة الأولى، يهدف إلى جعل الإنسان أكثر إحساسا وأكثر قدرة على العطاء والمساعدة والبحث عن قيم الجمال والحق والعدالة والإنسانية، لهذا فإننا نستعيد هنا قيمتين في شخص واحد، هما الشعر والخير".
جاء ذلك خلال ندوة "مائة عام على ولادة سلطان العويس"، ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب، وبالتعاون مع مؤسسة "سلطان بن علي العويس الثقافية" ومركز أبوظبي للغة العربية، بمشاركة محمد المر، رئيس مجلس إدارة مكتبة محمد بن راشد، رئيس المجلس الوطني الإتحادي سابقا، ومحمد رضا نصر الله، الإعلامي وعضو مجلس الشورى السعودي سابقا، والدكتور ناجي بيضون الكاتب والشاعر والمحامي، الذي كان أحد الأصدقاء المقربين من الشاعر، والكاتبة والباحثة الدكتورة حنين عمر التي قدمت ورقة بعنوان "في أثر البحر ...تجليات الفلسفة والتراث في شعر سلطان بن علي العويس"، وقدمها الكاتب والقاص عبد الحميد أحمد، أمين عام المؤسسة.
وعن اختيارها لموضوع ورقتها البحثية، قالت الدكتورة حنين عمر في تصريحات خاصة لليوم السابع، "فكرت مليا في ما يمكن أن يسعد أي شاعر بعد رحيله؟ تساءلت:ما الذي نأمله كشعراء بعد موتنا؟، فوجدت أن أكثر ما يمكن أن يسعد أي كاتب في غيابه، هو حضوره في هذا الغياب من خلال إحياء تجربته الشعرية، عبر قراءات نقدية متجددة، تتسم بالصدق والتأمل، فلا تجامل ولا تتحامل، ولا تمر على النص مرور الكرام كما يمر المعزون تأدية للواجب..إنما تمر لتقرأه باعتباره رسالة من روح رحلت لأرواح بقيت...لذا قررت أن أقدم لروح سلطان هذا البحث، باعتباره غوصا في فلسفته الذاتية، وبحثا عن مفاتيح وخصائص تميز بها، وعن ما لا يتأتى بقراءة عابرة، إنما بقراءة تأملية وسيميائية، تفكك تأويله وتعيد تركيبه، وتسمح بفهمه كحالةٍ وجدانية، بشكل أعمق وأجمل".
أما عن سبب اهتمامها بسلطان العويس كشاعر، فأضافت: "بدأ اهتمامي به لسبب يختلف عن غيري من الشعراء والنقاد...إذ قادتني الصدفة البحتة، لمقابلة أشخاص عرفوه، وكانوا يقولون إنه كان أكثر شخص يمكن أن يقدم المساعدة للناس، وأنه سخّر ماله لخدمة الفقراء والمحتاجين، وخصص وقفا ثقافيا – هو الأول من نوعه- كما أنجز مشاريع خيرية لا تعد ولا تحصى، وأنا أحب وأحترم هذا النوع من الناس، فهم يجعلونني أشعر بالأمان والاطمئنان على مصير العالم، واعتبرهم مصدر الخير وقدوة الإنسانية، لذا قادني فضولي نحو التعرف أكثر على إرثه شعري، وتعلقت به، بوصفه قدوة ثقافية في زمن نحتاج فيه إلى أن نلقي الضوء على كل قدوة رفيعة وعلى أي فعل راقٍ، ولا يفوتني في الأخير أن أشيد بدور مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، لما تقدمه من دعم حقيقي للمشهد العربي، سواء من خلال الجائزة أو الإصدارات أو الفعاليات".
جدير بالذكر أن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، بالتعاون مع اليونسكو، قد أقرّت هذا العام برنامجا احتفائيا خاصا، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على ولادة الشاعر سلطان بن علي العويس (1925 ـ 2025)، إذ يحوي عددا من الفعاليات الفكرية والفنية والموسيقية المميزة، إضافة إلى إصدارات جديدة لإثراء المكتبة العربي، كما أعلنت المؤسسة عن صدور طابع بريدي خاص بالشاعر مع مؤسسة بريد الإمارات، وعملة تذكارية من المصرف المركزي، تخليدا لما قدمه على الصعيد الثقافي والإنساني.
Trending Plus