اتفاق ويتكوف.. ومسلسل إدارة الدم الإسرائيلي

خلال سلسلة من المقالات حذرنا، ولا زلنا نحذر من سياسة الخداع الاستراتيجي التى يتبعها نتنياهو منذ بدء العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وفى ظل أعمال الإبادة الجماعية فى غزة، فشروط نتنياهو لإنهاء الحرب، تتلخص في إطلاق سراح جميع الرهائن، وتسليم حماس للسلاح وإبعاد قيادتها عن غزة، وتنفيذ خطة دونالد ترامب لإعادة توطين سكان غزة وتهجيرهم فى بلد آخر لأهداف اقتصادية وسياسية، وهي رؤية طويلة الأمد لتغيير الواقع الديمغرافي في القطاع، وبالتالى ما يحدث من مفاوضات ما هو إلا أمور وسياسيات تكتيكية، تؤشر أنه لا نهاية للصراع، وتعكس فلسفة إدارة الصراع القائم على التوسع فى احتلال الأراضى وفرض الهيمنة.
وبالتالى إسراىيل نتعامل مع أى اتفاق باعتباره محطة لا أكثر وهو ما يجب الانتباه إليه، لأنها تريد استعادة الرهائن من جهة لتهدئة الداخل الإسرائيلى، ولإعادة التموضع أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي فى ظل توتر العلاقات والضغوط عليها بشأن الوضع الإنسانى، وكذلك استعادة احتكار طاولة المفاوضات وإعادة ترتيب الجيش والسياسة من جهة أخرى، فضلا عن محاولة إظهار إنجاز إنساني باستعادة الرهائن لكسب رأي عام داخلي ودولي، والاحتفاظ بحرية العودة للهجوم العسكري متى تشاء، دون مساءلة أو التزام، وذلك انطلاقا لفرض وجود حكم عسكري، كأحد أهم أهداف خطة "عربات جدعون" التى تنفذ فى رفح وخان يونس وبات حانون بعد خطة الجنرلات فى شمال القطاع وبالتالى يتم تقطيع أواصل غزة.
فى النهاية.. نستطيع القول، إن استمرار غياب الضمانات فى أى اتفاق، ما هو إلا مناورة لكسب الوقت، وتحويل كل وقف إطلاق نار إلى خدعة تكتيكية، وكلها عناصر تكشف أن مقترح ويتكوف ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل "إدارة الدم" الإسرائيلى.. فهل ننتبه قبل فوات الأوان..!!!!!
Trending Plus