المسلمون يفتحون حمص.. تاريخ الغزوات في سوريا

في الأول من يونيو، 636 ميلادية، فتح المسلمون مدينة حمص السورية من قبل المسلمين بقيادة أبو عبيدة بن الجراح فبعد حصار شديد، وافق أهل حمص على الصلح وتنازلوا عن المدينة دون قتال وتم الاتفاق على شروط الصلح التي تضمن حماية بيوتهم ودور عبادتهم وأموالهم وأراضيهم.
قبل فتح حمص، حاصر المسلمون المدينة لفترة طويلة، وكان الروم يحتمون بأسوار المدينة فلجأ المسلمون إلى حيلة لإنهاء الحصار، حيث تظاهروا بالانسحاب والهزيمة، مما دفع الروم للخروج من حصونهم، ثم انقضوا عليهم.
بعد هزيمة الروم، اضطر أهل حمص إلى طلب الصلح، وتم الاتفاق على شروط الصلح التي تضمن حماية أهل المدينة، وبعد فتح حمص، بعث أبو عبيدة جيشًا بقيادة خالد بن الوليد لفتح قنسرين.
يذكر أحمد بن إبراهيم الصابونى في كتاب تاريخ حماة: بعدما فتح أبو عبيدة عامر بن الجراح — رضي الله عنه — حمص وضع عليها عُبادة بن الصامت، ثم فتح الرستن، ثم جاء إلى حماة فتلقاه أهلها مذعنين سنة 18 للهجرة فصالحهم على الجزية في رءوسهم والخراج على أرضهم، وأقام في حماة مدة اتخذ كنيستها العظمى جامعًا، ثم رحل إلى شيزر فصالحه أهلها عَلَى ما صالحه أهل حماة، ومن ذلك الحين دخلت حماة تحت يد الدولة الإسلامية هي وتوابعها.
ظلت حماة تابعة للخلفاء الراشدين حتى دخلت في حكم الأمويين في جملة ما دخل تحت حوزتهم، وقد تناقص عمرانها من ذاك الحين، وخرب بعض بنيانها لنفرة أهل القرى من عرب كِندة الذين قطنوا صحاري حماة من جهة الشرق، وعشائر كلب الذين سكنوا صحاريها من جهة الغرب فخلت القرى من السكان، ولا حياة لحماة إلا بالقرى فتراجع عمرانها لهذا، وأُلحقت بحمص فكانت من أعمالها إلى حد سنة 290، سيما وأن العباسيين لما أخذوا الخلافة لم يكن لهم عناية إلا بإعمار بغداد والعراق، فطفق الناس يهجرون أوطانهم ويقصدون التقرب من مركز الخلافة حتى خربت المدن الكبيرة التي كانت حماة تستقي منها موارد ثروتها مثل كورة البلعاث والأندرين ولطمين وصوران وبعرين وغيرها.
Trending Plus