بعثة الحج تناشد الحجاج المصريين عدم التعرض لأشعة الشمس بالمشاعر المقدسة.. تطالبهم بشرب السوائل والتردد على العيادات.. والسعودية تطالب بعدم الخروج من المخيمات من 10 صباحا للرابعة عصرا

تواصل بعثة الحج المصرية استعداداتها المكثفة لتصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى المشاعر المقدسة خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث تعمل فرق البعثة كخلية نحل لا تهدأ على مدار الساعة لتقديم خدماتها المتكاملة لضيوف الرحمن وتيسير أداء مناسكهم في أجواء من الراحة والسكينة.
وتحرص البعثة على إحاطة الحجاج بكل سبل الراحة الممكنة في ظل ارتفاع درجات الحرارة المتوقعة، وهو ما انعكس في تعدد التوجيهات والإرشادات التي تطلقها البعثة بشكل متواصل من أجل الحفاظ على سلامة الحجاج المصريين.
وفي هذا الإطار، ناشدت البعثة جميع الحجاج بضرورة تفادي التعرض المباشر لأشعة الشمس خاصة خلال ساعات الذروة، والإكثار من شرب السوائل وعلى رأسها المياه، والتوجه إلى العيادات الطبية المنتشرة في فنادق الإقامة فور الإحساس بأي تعب أو إرهاق.
وأكد الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، أن جميع الحجاج المصريين بخير، وأن الفرق الطبية التابعة للبعثة تتابع حالتهم الصحية بشكل دوري على مدار اليوم، وتقوم بتقديم الرعاية الطبية اللازمة في أي وقت.
كما أشار إلى أن هناك عيادات طبية متنقلة وثابتة جرى تجهيزها في مواقع متعددة لخدمة الحجاج بشكل فوري وفعال.
في سياق متصل، كثفت وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية جهودها وجاهزيتها ضمن خطة موسعة لموسم حج هذا العام 1446هـ، حيث تهدف الوزارة إلى ضمان تأدية الحجاج لمناسكهم بيسر وأمان، خاصة مع الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة داخل المشاعر المقدسة.
وأهابت الوزارة بالحجاج ضرورة الالتزام بالتعليمات الوقائية، حيث دعت إلى البقاء داخل المخيمات في مشعر عرفات خلال الفترة من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، وعدم التوجه إلى جبل الرحمة أو مسجد نمرة خلال هذا الوقت، وذلك لتفادي مخاطر التعرض المباشر للشمس.
كما شددت وزارة الحج على أهمية التقيد بجداول التفويج المعتمدة من الجهات المختصة، وعدم مخالفتها أثناء التنقل بين المشاعر، بالإضافة إلى ضرورة استخدام وسائل النقل المعتمدة فقط، ومنع التنقل مشيًا على الأقدام خلال الفترات المحددة.
وأشارت إلى ضرورة الاحتفاظ ببطاقة "نسك" وإبرازها عند الحاجة، حيث تُعد وثيقة تعريفية أساسية تسهم في الوصول السريع إلى الحاج وتقديم الدعم اللازم له عند الضرورة.
وفي ضوء هذه التحذيرات، تواصل بعثة حج القرعة المصرية تعزيز استعداداتها لتقديم مستوى متميز من الخدمات لحجاجها، إذ تم تجهيز مخيمات عالية الجودة في مشعر عرفات، تتميز بقربها من مسجد نمرة، ما يتيح سهولة الوصول إليه دون مشقة.
كما تم تزويد هذه المخيمات بأحدث أجهزة التكييف لمواجهة حرارة الجو، فضلًا عن توزيع كميات كبيرة من العصائر والمياه المعدنية والوجبات الجافة بشكل دوري لضمان الحفاظ على الترطيب والتغذية السليمة للحجاج.
ولم تغفل البعثة الجانب الإنساني، حيث خصصت فرقًا مدربة لمرافقة كبار السن والحالات الخاصة، وتقديم الدعم لهم سواء في التنقل أو في أداء المناسك، إلى جانب توفير أطباء متخصصين لمتابعة الحالة الصحية للحجاج عن كثب، بالإضافة إلى وجود علماء من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتقديم التوجيهات الدينية وشرح المناسك بشكل مبسط.
كما وفرت البعثة أسطولًا من الأتوبيسات الحديثة والمكيفة لنقل الحجاج بين المشاعر، وفق جداول زمنية منظمة تضمن السلاسة في الحركة وتقليل فترات الانتظار. وتدار هذه المنظومة من خلال غرفة عمليات مركزية تعمل بأنظمة تكنولوجية متقدمة، حيث تتابع تحركات الحجاج وتقوم بالتنسيق الفوري مع الجهات المختلفة للتعامل مع أي طارئ.
وفي مشعر منى، أتمت البعثة تجهيز مخيمات مماثلة من حيث الجودة والتبريد ومرافق الراحة، وذلك استعدادًا لأيام التشريق، التي تشهد ذروة أداء المناسك. كما تم تزويد المخيمات بكل ما يلزم من مستلزمات صحية وطبية، فضلًا عن الإمدادات الغذائية والمياه المبردة.
وتركز البعثة هذا العام على اعتماد التحول الرقمي والتقنيات الذكية في إدارة موسم الحج، حيث جرى إطلاق عدد من التطبيقات الإلكترونية للتواصل مع الحجاج وتلقي بلاغاتهم وتقديم الإرشادات لهم بسهولة، ما يعكس توجه الدولة نحو رقمنة الخدمات ورفع كفاءتها في خدمة المواطنين بالخارج.
واختتمت البعثة مناشدتها الحجاج بضرورة الالتزام بالتعليمات الوقائية والدينية، والتعاون الكامل مع المشرفين الميدانيين لضمان موسم حج آمن وناجح، مؤكدة أن الأولوية القصوى تظل لسلامة الحاج وراحته، وأن فرق العمل لن تدخر جهدًا في سبيل تحقيق ذلك حتى عودة آخر حاج بسلام إلى أرض الوطن.
Trending Plus