خضرة وبهجة.. سوهاج تجهز حدائقها لاستقبال عيد الأضحى

حديقة طهطا بسوهاج

سوهاج أحمد عبدالعال

الأحد، 01 يونيو 2025 12:00 م

بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد محافظة سوهاج أجواءً احتفالية مميزة واستعدادات مكثفة لاستقبال المواطنين، حيث وفرت المحافظة العديد من الخيارات الترفيهية والمرافق العامة الجديدة التي تم تطويرها خصيصًا لتكون متنفسًا آمنًا وراقيًا للأهالي خلال أيام العيد. وتعد الحدائق العامة من أبرز هذه الوجهات التي تم تجهيزها بأعلى المعايير لتلبية احتياجات المواطنين من أماكن للراحة والتنزه والترفيه، وتوفير أجواء مبهجة بعيدًا عن ضوضاء المدينة وزحام الشوارع.

وقد تم تطوير 11 حديقة جديدة في مختلف أنحاء المحافظة، لتكون مهيأة لاستقبال المواطنين خلال العيد، ومن أبرزها الحديقة العامة بميدان الثقافة بمدينة سوهاج، والحديقة الملحقة بحي الكوثر، وحديقة رمسيس الثاني بجوار المنطقة الأثرية بمدينة أخميم، وحديقة ميريت آمون، وحديقة جهينة العامة، وحديقة حي غرب، بالإضافة إلى حديقة الفردوس بمدينة طما وحديقة ميدان بنك الإسكندرية. وتجمع هذه الحدائق بين المساحات الخضراء الواسعة، ومناطق الألعاب للأطفال، وأماكن الجلوس المظللة، لتوفر بيئة متكاملة للاحتفال والاستجمام، كما تم تنظيمها لتوفير أعلى درجات الأمان والراحة للزوار خلال إجازة العيد.

كما أن الحديقة المتحفية بمدينة ناصر تمثل نموذجًا فريدًا يجمع بين المتعة والمعرفة، حيث تم تصميمها لتدمج بين التراث المحلي وعناصر الطبيعة، لتكون وجهة مميزة للزوار، إضافة إلى المسرح الروماني أسفل كوبري أخميم، والذي أصبح مكانًا مثاليًا للعروض والمناسبات العائلية بعد تطويره وتجهيز كافيتيريا تطل عليه.

ولا يقتصر الاحتفال بعيد الأضحى في سوهاج على الحدائق فقط، بل يمتد ليشمل مواقع متنوعة يقصدها المواطنون طوال أيام العيد، ومن أبرزها كورنيش النيل الشرقي والغربي، حيث تخرج العائلات للتنزه وتناول الطعام وسط الأجواء الطبيعية، وقد تم تطوير الكورنيش الغربي بالكامل ليتضمن برجولات ومقاعد للجلوس.

وتظل جزيرة الزهور الواقعة وسط نهر النيل من الوجهات المفضلة للعديد من الأسر، لما تضمه من شاليهات، ومطاعم، وملاعب للأطفال، بينما يمثل المخيم السياحي بحي الكوثر إضافة مهمة للاحتفال، حيث يحتوي على حدائق، وحديقة حيوان، ومساحات للتخييم، وركن مخصص للعائلات وآخر للشباب، إلى جانب اسطبلات للخيول.

أما العيد في سوهاج فلا يكتمل دون الترفيه التقليدي، حيث تنتشر المراكب النيلية والشراعية واللنشات من طما شمالًا وحتى البلينا جنوبًا، وتكون مزودة بأغانٍ ومظاهر احتفال مبهجة، كما تنتشر على الكورنيش مظاهر ركوب الخيول والحنطور والحمير، والتي تعتبر طقسًا مميزًا من طقوس العيد في الشوارع الرئيسية.

الأندية الاجتماعية أيضًا تستقبل روادها خلال العيد، وتوفر العديد من الأنشطة الترفيهية مثل نادي الشرطة، ونادي الأطباء، ونادي المهندسين، ونادي التجديف، ونادي الطفل، إلى جانب نوادي أعضاء هيئة التدريس، والتي تقدم خدمات متميزة على مدار اليوم، وتفتح أبوابها للعائلات للاستمتاع بأوقات العيد.

كما أن متحف سوهاج، الذي يضم آثارًا من مختلف الحقب الفرعونية والقبطية والإسلامية، يمثل وجهة ثقافية مميزة لعشاق التاريخ والتراث، ويُعد من أبرز المعالم التي يمكن زيارتها خلال العيد.

وفي مشهد اجتماعي وإنساني يعكس عمق الروابط العائلية والروحانية لدى أبناء الصعيد، يحرص الكثير من الأهالي على التوجه إلى المقابر بعد أداء صلاة العيد مباشرة، حاملين معهم الخبز والحلوى لتوزيعها كصدقة على أرواح ذويهم الراحلين، في عادة متوارثة تعبر عن الوفاء والتراحم بين الأحياء والأموات.

هكذا يختلط في عيد الأضحى في سوهاج عبق التراث بجمال الطبيعة وروح المحبة، وسط مرافق حديثة ومواقع مميزة للاحتفال، في مشهد يعكس حرص الدولة والمحافظة على تقديم تجربة متكاملة وآمنة للمواطنين خلال أيام العيد المباركة.