"فصل لربك وانحر".. ورش سن السكاكين فى سوهاج تستعيد بريقها قبل عيد الأضحى.. عاشور أعمل بالمهنة منذ 80 سنة وورثتها لأبنائى.. من المستحد للساطور والخنصر والشفرة أسماء أدوات الذبح.. صور وفيديو

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، تشهد ورش سن السكاكين في محافظة سوهاج نشاطاً غير مسبوق، في مشهد سنوي يتكرر كل عام قبيل موسم الذبح وبين أصوات الشرر المتطاير ورائحة الحديد الساخن، يستعد الأهالي والجزارون على حد سواء لتجهيز أدواتهم في واحدة من أبرز طقوس العيد التي لا غنى عنها.
هذه المهنة التي يراها البعض بسيطة، تحمل في طياتها تاريخاً عريقاً وحرفة دقيقة تحتاج إلى خبرة وصبر ودقة عالية، لما تمثله من أهمية في تسهيل عمليات الذبح وضمان سيرها بشكل سليم وسريع، مراعاة للشروط الشرعية والإنسانية للذبح.
يتحول المشهد داخل ورش سن السكاكين بسوهاج إلى خلية نحل، حيث يصطف المواطنون منذ الصباح الباكر حاملين أدواتهم التي تتنوع بين سكاكين كبيرة وصغيرة وسواطير ومشارط، انتظاراً لدورهم في عملية السن ويؤكد عم عاشور أحد أقدم العاملين في هذا المجال أن عيد الأضحى هو الموسم الذهبي لنا، إذ يشهد إقبالاً يفوق باقي أيام السنة بكثير، ويضاعف من الدخل الموسمي لنا، وهذه مناسبة لا تقل أهمية عن العيد نفسه.
وأضاف عاشور أن التطور التكنولوجي لعب دوراً محورياً في تسهيل هذه المهنة التي كانت في الماضي تعتمد على الجهد البدني كان حجر السن يدور بالأقدام، في عملية مرهقة تأخذ وقتاً طويلاً وتتطلب قوة بدنية كبيرة، أما اليوم، فقد حلت المواتير الكهربائية محل تلك الطريقة القديمة، مما جعل عملية السن أسرع وأكثر دقة، حيث لا تستغرق سوى دقائق معدودة ورغم هذا التقدم، إلا أن المهنة لا تزال تحتفظ بجوانبها التقليدية، بدءاً من اختيار الحجر المستخدم، والذي يتم استخراجه من محاجر الرخام في صعيد مصر، حيث يُجلب في هيئة كتلة صماء يتم تشكيلها يدوياً بدقة ليصبح قابلاً للاستخدام.
ويقول السناّن محمود على إسماعيل أننى أعمل في هذه المهنة منذ أن كان عمرى 9 سنوات أن لكل سكين استخداماً محدداً، فهناك سكاكين للذبح وأخرى للسلخ وأدوات للتقطيع، وكل منها يحتاج إلى درجة سن معينة وأن حجر السن المائي هو الأفضل لسن الأدوات المستخدمة في الذبح، لما يمنحه من حدة ودقة دون الإضرار بحد السكين وقد يصل عمر حجر السن الواحد إلى عامين، ما يعكس المتانة والجودة العالية للحجر المستخدم.
ورغم مشقة العمل، إلا أن هذه الحرفة ما زالت تجد من يتمسك بها جيلاً بعد جيل، وسط حرص الأهالي على توريثها لأبنائهم، ليس فقط كوسيلة للرزق، بل كجزء من الهوية الثقافية والموروث الشعبي المرتبط بعيد الأضحى وفي الوقت الذي منعت فيه المحافظات إقامة شوادر الذبح في الشوارع، ووفرت المجازر بالمجان، بقيت ورش السن عاملاً حاسماً في إنجاح طقوس العيد، باعتبارها خطوة أولى لا غنى عنها قبل "النحر" الذي يُعد طقساً دينياً واجتماعياً مهماً.
وفى النهاية وبين صوت الحجر والشرر، وبين حرارة العمل وروح العيد، تظل ورش سن السكاكين في سوهاج شاهدة على تقاليد متجذرة، لا تطويها التكنولوجيا، بل تعزز من بقائها كأحد أركان الاستعداد لعيد الأضحى، حيث يلتقي فيها الماضي بالحاضر تحت شعار واحد: "فصل لربك وانحر".

السكاكين-انواع

حجر-السن-المائى

اختبار-عملية-السن

المسن-الكهربائى

جردل-ماء-وحجر-ادوات-السن

سكاكين-متنوعة-الاحجام-والإستخدام

سكين-للتشفيه

سواطير-متنوعة

عامل-السن-داخل-الورشة

عم-عاشور-80-سنة-فى-المهنة

عم-عاشور-يراجع-سكين-بعد-السن

عم-عاشور-يستعرص-سكين-صناعة-محلية

عملية-السن-على-حجر-الماء

نشاط-المهنة-فى-عيد-الأضحى
Trending Plus