مجزرة على أبواب الخبز.. الاحتلال يحول نقاط الإغاثة فى غزة إلى مصائد موت.. 30 شهيدًا و120 جريحا في إطلاق النار على المدنيين أثناء توزيع المساعدات.. والاحتلال يستهدف حافلات الحجاج ويحرمهم من السفر

لليوم الـ604 منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ومرور 76 يوماً على استئناف الهجمات على قطاع غزة، وبعد تنصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن حرب إبادة جماعية على القطاع ، وخلال الـ24 ساعة الماضية، شن جيش الاحتلال هجمات جوية وبرية عنيفة على مناطق متعددة بمحافظات خان يونس وغزة وشمال القطاع، ما أسفرعن استشهاد 40 فلسطينياً وإصابة أكثر من 170 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة، كما تقدمت آليات الاحتلال في محاور جديدة شمال وجنوب خان يونس، مع تكثيف القصف على منطقتي معن والقرارة، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة.
وفي مجزرة مروعة وقعت صباح الأحد، أطلقت قوات الاحتلال النار على مدنيين جائعين أثناء انتظارهم لتوزيع مساعدات إنسانية في رفح، ما أسفر عن استشهاد 30 مدنياً وإصابة 120 آخرين، وفق ما أفاد شهود عيان.
وشارك في المجزرة جنود إسرائيليون وعناصر من شركة أمنية أمريكية، بالإضافة إلى طائرات مسيرة من نوع "كواد كابتر"، الأمر الذي يعزز من تورط الولايات المتحدة المباشر في الجريمة، بحسب شهود.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن هذه المجزرة ترفع حصيلة الشهداء عند نقاط توزيع المساعدات خلال أسبوع إلى 39 شهيداً وأكثر من 220 جريحاً، واصفاً ما حدث بأنه "جريمة حرب جديدة"، تؤكد استخدام الاحتلال للتجويع كسلاح للإبادة الجماعية.
وفي بيان رسمي، اتهم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسرائيل والولايات المتحدة بتحويل نقاط الإغاثة إلى مصائد للقتل الجماعي، مؤكداً أن المساعدات باتت أداة حرب لابتزاز المدنيين الجوعى، مشيراً إلى أن هذه الجرائم تتم تحت غطاء إنساني زائف تروج له الإدارة الأمريكية.
يذكر أن المعابر لا تزال مغلقة أمام المساعدات الإنسانية منذ 90 يوماً متتالياً، ما دفع 2.4 مليون فلسطيني إلى حافة المجاعة، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة.
كما بدأت سلطات الاحتلال منذ 27 مايو خطة توزيع مساعدات خارج إطار الأمم المتحدة، عبر مؤسسة تعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، والتي توزع كميات محدودة في مناطق عسكرية خطرة، رغم الرفض الدولي لها.
وبحسب التقرير اليومي لوزارة الصحة، استقبلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الماضية 60 شهيداً، بينهم شهيد تم انتشاله من تحت الأنقاض، و284 إصابة، بينما بلغ عدد شهداء يوم أمس 40 شهيداً، وبهذا، ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 54,381 شهيداً و124,054 مصاباً.
وفي تقرير حديث لقناة CNN الأمريكية، كشفت الشبكة أن 80% من أراضي قطاع غزة باتت إما مناطق عسكرية مغلقة أو خاضعة لأوامر إخلاء، في إطار سياسة ممنهجة لتهجير السكان، كما فرضت قوات الاحتلال منطقة عازلة بعرض كيلومتر على طول القطاع، تمنع فيها السكان من الوصول إلى مناطق تمتد من 2 إلى 3 كيلومترات من الحدود.
وفي الضفة الغربية، يواصل المستوطنون اعتداءاتهم اليومية على الفلسطينيين تحت حماية جيش الاحتلال، ففي رام الله والبيرة، هاجم مستوطنون بلدة دير دبوان وقرية نعلين، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين وإتلاف محاصيل زراعية، كما اعتدى مستوطنون على مزارعين في بلدة سعير شمال الخليل، واعتقلت قوات الاحتلال شاباً أثناء محاولته الدفاع عن أرضه.
وفي حادثة مؤلمة أخرى، تعرضت المواطنة دلال عوض للضرب المبرح بعد أن اقتحم مستوطنون منزلها في خربة الطوبة جنوب الخليل، فيما أعلنت قوات الاحتلال قرية خلة الضبع في مسافر يطا "منطقة عسكرية مغلقة"، تمهيداً لمصادرة مزيد من الأراضي.
في انتهاك صريح للحقوق الدينية، صدمت آليتان عسكريتان إسرائيليتان حافلة تقل حجاجاً من ذوي الشهداء والأسرى في جنين، قبل أن تمنع سلطات الاحتلال سبعة مواطنين من السفر عبر معبر الكرامة بحجة "منعهم من التنقل"، ومن بين الممنوعين الأسير المحرر سعد نواورة ووالدا الأسير ربيع ربيع، في خطوة تهدف إلى حرمان عائلات الأسرى من أداء فريضة الحج رغم الدعوة السعودية الرسمية.
ودعت حركة حماس الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم المرتكبة من قبل الاحتلال، كما طالبت بفتح المعابر فوراً لإنقاذ المدنيين من المجاعة، ووجهت الحركة نداءً عاجلاً إلى الدول العربية والإسلامية للتحرك والضغط من أجل وقف العدوان وكسر الحصار المفروض على القطاع.
Trending Plus