ترامب وسان فرانسيسكو وماسك.. أزمات أمريكا فى غزة وأوكرانيا!

تساؤلات عديدة أصبحت تطرح حول مدى قدرة الولايات المتحدة على التفاعل مع الأزمات والحروب الدائرة فى العالم، بينما تتصاعد الخلافات والصدامات بالداخل الأمريكى، الأمر الذى يعطل وعود الرئيس الأمريكى ترامب بإنهاء الحرب فى أوكرانيا أو غزة، بل العكس يبدو أنه الصحيح، حيث تستهلك الخلافات الداخلية الجهد وتضاعف من غياب القدرة على التدخل الفعال، بل إن هناك تحليلات تذهب إلى أن التناقضات التى تظهر فى الموقف الأمريكى هى انعكاس للصراعات والتشابك مع أكثر من قضية، بل إن هذه الصراعات تؤثر بالفعل على ما يطرح من سيناريوهات للحل.
فقد وعد ترامب بإنهاء الحرب على غزة، لكنه فى الواقع منح إسرائيل الضوء الأخضر لمواصلة الحرب، بل ولم يتدخل للحفاظ على اتفاق كانت الولايات المتحدة طرفا فيه، بل وسهل لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التراجع عن الاتفاق، وشن حرب أكثر عنفا، مصحوبة بحصار وتجويع، لم يحدث فى وقت رئاسة بايدن، بل إن ترامب أدلى بتصريحات عن تهجير سكان غزة، أو نقلهم إلى خارج أراضيهم، وتبنى مخططا فشل نتنياهو على مدى 15 شهرا فى تنفيذه، بالرغم من كونه يمثل جريمة تصفية عرقية.
وفى الوقت نفسه تمسك الولايات المتحدة بالفيتو فى مواجهة قرار لمجلس الأمن بإنهاء الحرب، وأيضا عكست المشكلات والأزمات الداخلية مخاوف من أن تعجز الولايات المتحدة والرئيس ترامب عن التحرك فى الحرب على غزة، فى ظل الأزمات الداخلية، ومنها الصدام بين الرئيس ترامب والملياردير إيلون ماسك، اللذين دخلا فى صدام انتهى بخروج ماسك من التحالف مع ترامب مع تبادل اتهامات وتهديدات، وفى الوقت نفسه اندلاع مظاهرات فى سان فرانسيسكو احتجاجا على إجراءات الهجرة ومواجهة المهاجرين، وتجمع مئات المتظاهرين خارج مكاتب دائرة الهجرة والجمارك فى سان فرانسيسكو للاحتشاد ضد مداهمات الوكالة وعمليات الترحيل التى تقوم بها الدائرة فى جميع أنحاء كاليفورنيا والولايات المتحدة، وتصاعدت حدة المظاهرة، التى كانت سلمية فى البداية، إلى مواجهة مع ضباط شرطة سان فرانسيسكو الذين ارتدوا ملابس مكافحة الشغب، وتضاعف التصعيد بعد أن أمر الرئيس ترامب بنشر ألفين من قوات الحرس الوطنى للتعامل مع الاحتجاجات التى تشهدها لوس أنجلوس فى أعقاب المداهمات التى أجرتها دائرة الهجرة الأمريكية للعديد من أماكن العمل فى المقاطعة التى يقطنها نسبة كبيرة من اللاتينيين.
وأعلن جافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا الديمقراطى، أن ولايته ستقاضى إدارة ترامب بسبب نشرها قوات الحرس الوطنى، واصفا هذا التحرك بغير الدستورى، واعتبر توجيه الأمر لقوات حرس وطنى لولاية دون استشارة حاكم تلك الولاية أمرا غير قانونى وغير أخلاقى، وطلب نيوسوم رسميا أن تلغى الحكومة الفيدرالية نشر القوات فى مقاطعة لوس أنجلوس.
ترامب أكد أنه اتخذ القرار بعد أن وقعت أعمال تخريب وفوضى واعتداء على الممتلكات، فى الوقت الذى يؤكد فيه المتظاهرون أنهم يلتزمون بالقانون والدستور، بينما تم اعتقال عشرات من المتظاهرين. وقال جيم ماكدونيل، قائد شرطة لوس أنجلوس، للصحفيين فى مؤتمر صحفى، إنه تم اعتقال 27 شخصا فى وسط مدينة لوس أنجلوس، وأن الجرائم المزعومة تشمل إلقاء زجاجة مولوتوف على ضابط واصطدام دراجة نارية فى طابور للشرطة، موضحا أنه تم اعتقال 17 شخصا، على الطرق و10 خلال مناوشات فى وسط المدينة، مشيرا إلى الخوف والقلق العميقين اللذين أصابا المجتمع بسبب تطبيق قوانين الهجرة مؤخرا، وأكد أن الإدارة «ملتزمة بالشفافية والمساءلة ومعاملة كل مواطنى لوس أنجلوس باحترام، بغض النظر عن وضعهم القانونى».
كل هذه التحولات والأزمات تطرح تساؤلات حول مدى تأثير التشابكات والأزمات المتعددة، فى صحة وكفاءة التدخل فى أزمات مثل غزة وأوكرانيا، بينما ينشغل الرئيس ترامب فى عشرات القضايا ويتقاطع مع أزمات داخلية تستهلك الوقت والقدرة.

Trending Plus