"اكتشافات أثرية تكشف أسرار الطقوس القديمة وحياة الشعوب الماضية"

بين الفترة والأخرى تسلط الاكتشافات الاثرية الضوء على حياة الناس في العصور القديمة، خصوصًا فيما يتعلق بطقوسهم الدينية والاجتماعية. هذه الاكتشافات، مثل المقابر، المعابد، الأدوات، والكتابات المنقوشة، تُقدم أدلة قوية على ممارسات الشعوب القديمة وطرق تفكيرهم، مما يساعدنا على فهم جذور الحضارة الإنسانية بشكل أعمق.
اكتشاف مذبح نار عمره 5000 عام في بيرو
اكتشف علماء الآثار في بيرو مذبحًا للنار يعود عمره إلى 5000 عام، كان يستخدم في الاحتفالات الخاصة من قبل حضارة كارال القديمة، والتي تعد أقدم ثقافة معروفة في الأمريكتينتم العثور على هذا الاكتشاف في موقع "إيرا دي باندو" بوادي سوبي، على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال ليما، وكان المذبح جزءًا من مساحة احتفالية محدودة استخدمها زعماء كارال السياسيون والدينيون، يتميز المذبح بتصميم دائري يبلغ عرضه سبعة أمتار، ويمكن الوصول إليه عبر درج ينحدر من قاعة احتفالية، ويفتح على فناء مستطيل تبلغ أبعاده حوالي 16 × 8 مترًا، مما يجعله مكانًا مهمًا لإقامة الطقوس المنظمة، وفقًا لما ذكره موقع "جريك ريبورت".
ويقول الباحثون إن المذبح كان بمثابة مساحة احتفالية ثانوية، متصلة بالأنشطة الرئيسية التي كانت تُقام داخل هرم يعود إلى القرن الأول الميلادي. وكانت هذه المذابح تُبنى عادةً داخل المباني الرئيسية أو بالقرب من مساكن النخبة، مما يعزز دورها الرمزي والسياسي، ووفقًا لوزارة الثقافة، شملت هذه الطقوس حرق أشياء مثل شظايا الكوارتز، والأسماك، والأصداف، والخرز، والمحاصيل، وكانت هذه القرابين جزءًا من مراسم مغلقة شارك فيها نخبة من قادة المجتمع ودوائرهم المقربة، تعكس هذه المذابح أنظمة المعرفة والتطور التكنولوجي في ذلك العصر، وقد ساهمت في تشكيل الأسس الروحية والسياسية لمجتمع كارال، وتغطي منطقة باندو ما يقرب من 58 هكتارًا، وتضم 48 مبنًى معروفًا، بما في ذلك الأهرامات الكبيرة والصغيرة والمعابد والمساكن النخبوية.
"اكتشافات أثرية تكشف طقوسًا دينية من حضارتي المايا وروما القديمة"
كما تم انتشال مجموعة من الخزفيات المحفوظة بشكل مثالي وعظام الحيوانات المحترقة وكأس خشبي من بئر في أوستيا أنتيكا بإيطاليا، ما يلقي ضوءًا جديدًا على الحياة الدينية في قلب روما القديمة، وتم انتشال مصابيح الزيت وشظايا الرخام التي يعود تاريخها إلى القرنين الأول والثاني قبل الميلاد من البئر الذي يبلغ عمقه ثلاثة أمتار في أوستيا، وهي مدينة ساحلية قديمة تقع عند مصب نهر التيبر والتي أصبحت الآن موقع أثرى، يقع البئر خارج أنقاض معبد هرقل في ما يسمى بالمنطقة المقدسة في الموقع الأثري، والتي كانت في السابق موطنًا لأهم أماكن العبادة في أوستيا، حافظت المياه الموجودة في القاع على القطع الأثرية لعدة قرون، وأظهرت عظام الحيوانت علامات حروق، مما يشير إلى أنه تم التضحية بالحيوانات وطهيها وأكلها خلال المآدب التي تكرم الآلهة.
"اكتشاف مذبح من القرن الرابع في تيكال يكشف العلاقة بين المايا وتيوتيهواكان"
اكتشف فريق من علماء الآثار من جامعة براون في الولايات المتحدة مذبحاً من حضارة المايا يعود تاريخه إلى القرن الرابع الميلادي، على مشارف مدينة تيكال، في جواتيمالا،وتوضح دراسة نشرت في مجلة Antiquity، أن اللوحات التي تم التعرف عليها على المائدة المقدسة - ولا سيما واحدة لشخصية ترتدي غطاء رأس من الريش، تشهد على الاضطرابات السياسية بين شعبين في المنطقة، كانت تيكال، التي أصبحت الآن أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، عاصمة مملكة المايا التي امتدت بشكل رئيسي عبر شبه جزيرة يوكاتان في ما يعرف الآن بجنوب المكسيك وجواتيمالا وبليز، بالإضافة إلى السلفادور وهندوراس، وصلت إلى ذروتها في القرن الثامن عندما أصبحت مفترق طرق تجاري ومركز ثقافي وديني كبير، وعلى بعد 965 كيلومترًا تقع مدينة تيوتيهواكان المكسيكية، التي كانت تربطها علاقات وثيقة بتيكال وفقًا لكتب التاريخ، تم العثور على المذبح من قبل علماء الآثار الأميركيين في فناء منزل يبدو أنه أحد سكان تيكال الأثرياء، وهو مزين بلوحات باللون الأحمر والبرتقالي والأصفر والأسود، وهي لوحات مميزة لأسلوب تيوتيهواكان
Trending Plus