الأحزاب السياسية ومهارات العمل التطوعي

أ.د/ عصام محمد عبد القادر
أ.د/ عصام محمد عبد القادر
بقلم أ.د/ عصام محمد عبد القادر

بناء الأوطان يتطلب أن تسير الكيانات الرسمية في عملها وفق الأصول المهنية، التي تنسدل من منظومة القيم، والمعتقدات، التي يؤمن بها المجتمع؛ ومن ثم تتكون مجموعة من الأخلاقيات المتعارف عليها في بيئة العمل، والأحزاب السياسية ليست بمنأى عن هذا الأمر؛ فالحفاظ على مقدرات الدول، لا ينفك عن التمسك بمواثيق شرف المهن بها، ولا يسير في الاتجاه المضاد، بل، يعد توفير المناخ الداعم؛ لتحسين العمل في قمة الأولويات، وفي هذا الخِضمّ الخصب، لا نرصد سوى منهج مؤسسي، يقوم على المصداقية، والأمانة، والاحترام، وحسن الخلق، والالتزام بالمواعد، وتحمُّل المسئوليات، وأداء المهام بإتقان، ناهيك عن الولاء، والانتماء، والطاعة لرؤساء العمل، مع الإيجابية التي تدل على فقه ماهية العمل، الذي يصبُّ في المصلحة العامة دون غيرها.


أخلاقيات العمل التطوعي عبر البوابة الحزبية، يقوم على قناعات واضحة في أذهان منتسبي الكيانات الحزبية دون مواربة؛ حيث يأتي في الطليعة من ذلك تفهم ماهية الرقابة الذاتية لدى الإنسان منا، وحرصه على حسن التعامل، والاستيعاب المفاهيمي للنزاهة، والاستقامة، والقناعة، وحب الإتقان للمهام التي تُوْكلُ إليه، والتطلع إلى مستقبل واعد، يعتمد على فلسفة فكر ابتكاري، يستهدف التحسين، والتطوير لكافة صور، وأشكال العمل التطوعي.


نتفق سويًا على أن من يتحلى بالأخلاقيات سالفة الذكر؛ فإنه يُعوُّل عليه في حمل راية هذا الوطن العظيم؛ فيستطيع أن يقدم كل جديد، ويضحي من أجل تحقيق غايات نبيلة، ولا يعبأ بجهود تلو الأخرى، تقدم لأبناء هذا البلد الأمين في شتّى ربوعه، وهنا تتكون لدينا قناعة تامة بأن من يمتلك أخلاقيات العمل الوطني، يتصف قطعًا بكافة معاني القيم النبيلة، ولديه قدر كاف من الثقافة المجتمعية، ويدرك ماهية الحضارة، والتاريخ لهذا الوطن الكبير، وتلك هي ملامح المواطن الصالح، الذي يعشق البناء، ويسعى دومًا لرقيّ، وازدهار وطنه.


تعالوا بنا نتعرف برويّةٍ على ماهية مهارات العمل التطوعي، التي تعمل على توطيدها الأحزاب السياسية في بلادنا الأبيّة؛ فأرى ببساطة أنها ممارسات، أو أداءات يقوم بها المتطوع، وتُؤسّسُ على منهجية رصينة؛ حيث تعتمد على فن، وعلم يؤصلان للعلاقات السويّة، سواءً أكانت بين أفراد، أو مع مؤسسات، بصورة متناغمة، تقوم على الشفافية، وترسيخ مفهوم مصلحة الوطن العليا، وتؤكد على صور المحاسبية، والمسئولية من قبيل تناول الحقوق، والواجبات، بما يرسّخ من مقدار، وقدر الثقة بين جميع الأطراف.


أدرك أننا لسنا في عالم المثالية؛ لكن هنالك ثوابت، لا يتوجب أن نفارقها، أو نبتعد عنها في أصول العمل التطوعي من خلال كافة الأحزاب السياسية المصرية، وجميعنا يعي أن الأجندات الحزبية، تحتوي في سياقها بُعْد المعيار الأخلاقي، باعتباره المرجع الكاشف للصواب، والخطأ، وهذا يعني بصراحة أن تصبح أوجه الاستفادة تعود إلى العامة، وليس إلى الخاصة؛ فهذا محكٌّ يضمن صحة المسار، ويبثُّ الطمأنينة لدى العاملين في الميدان؛ فيجمع القلوب، ويعظم من الجهود، ويضيف إلى رصيد الكيانات الحزبية بجمهوريتنا الجديدة.


مهارات العمل التطوعي تحثُّنا جميعًا على احترام التعليمات، والالتزام بها عند خوض غمار الميدان؛ فثمَّتْ لوائح، وقوانين منظمة، تدعم المسار المؤسسي، وتأخذ في الاعتبار أيضًا عامل المرونة عندما تعترضنا متغيرات، خارجة عن الإرادة، مثل النوازل، التي يتضافر الجميع من أجل تجاوزها، وما ذكرناها في كليته، يجعلنا نحافظ على استثمار الجهود، ونعزّز الطاقات البنّاءة؛ ومن ثم نتجنب صور المحسوبيّة، والقبليّة، والتحيّز، وفي المقابل نعضد قيمة العدالة، والمساواة بآليات وظيفية.


لدينا رغبة جامحة تجاه تكوين سياجٍ، يحمي كلًا من الفرد، والمؤسسة، والمجتمع على السَّواء، وهذا بالطبع يكمن في تعزيز ماهية أخلاقيات العمل الوطني، كونها الإطار المرجعي، الذي لا يجب أن نتغافل عنه؛ حتى لا نتوه في بحور المنافع، والمصالح الخاصة التي تقوّض مسارات التنمية ببلادنا؛ فمن المعلوم لدينا أن الثقة المجتمعية ليست بالأمر سهل المنال؛ فالبرهنة عليه تحتاج إلى المزيد من العمل المنظم، الذي يرى أثره في الحال، والمآل، ويحصد ثماره مستحقوه من أبناء هذا المجتمع الكريم، وفي هذا المقام المتواضع، نؤكد أن قيادتنا السياسية الرشيدة خير مثال، يقتدى، ويحتذى بها في تجسيد العطاء، والتفاني من أجل إعمار هذا الوطن، كما يعزّزُ من أخلاقيات العمل الوطني بكل صوره.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

شوبير أساسيا للمرة الثانية على التوالى.. والشناوي وجراديشار وأفشة على الدكة

الزمالك أمام مهلة لنهاية شهر أغسطس لحسم مصير محمد السيد من العرض السويسرى

عودة أسود الأرض.. العلمين الجديدة وصلاح يزينان بوستر ليفربول بافتتاح بريميرليج

مقاتل على جبهة الأدب.. رحلة صنع الله إبراهيم فى غابة الحياة فلسفة وموقف وغضب هامس.. سر الإسم غير التقليدى للروائى الراحل.. حكاياته بين السياسة والأدب على مدى 6 عقود

تيك توكر جديدة فى قبضة الأمن لنشرها فيديوهات منافية للآداب العامة


9 مباريات جمعت الأهلى مع فاركو قبل لقاء الليلة.. إنفو جراف

انهيار الجيش وهرب الرئيس.. 4 سنوات لسيطرة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل

دينا فؤاد تخطف الأنظار بإطلالة صيفية كاجوال فى شوارع كان الفرنسية

قمة ألاسكا.. أكسيوس: بوتين يسعى لتجنب مناقشة حرب أوكرانيا مع ترامب

قرار جديد من النيابة بشأن المتهم بإصابة 4أشخاص وإتلاف 3سيارات بكوبرى أكتوبر


محمد صلاح والصفقات الجديدة في تشكيل ليفربول المتوقع ضد بورنموث

سعر الذهب فى مصر يتراجع بالأسواق.. وعيار 21 يسجل 4540 جنيها

مصير المطلقة المتمكنة من شقة "إيجار قديم" بعد إقرار القانون الجديد

أخيرا.. موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة وانخفاض الدرجات

قضية الطفل ياسين.. الاثنين المقبل استئناف محاكمة المتهم على حكم المؤبد

موسم صيد الإخوان.. مطاريد الشرق والغرب.. انتفاضة عالمية فى مواجهة شرور الجماعة الإرهابية.. وحلفاء الماضى يستفيقون على مخاطر وألاعيب عصابة حسن البنا.. صيحات دولية تؤكد: لا مكان لا مكان للإخوان فى مجتمعاتنا

أزمة فى وسط ملعب بيراميدز قبل مواجهة المصرى بسبب غياب بلاتى توريه والكرتى

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

ناشئو اليد أمام النرويج فى تحديد مراكز بطولة العالم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى