الدكتوره ماريان جرجس تكتب: عم خالد عبد العال.. المصري الأصيل

قال الله تعالي (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) المائدة 32 ، " وادين بعضكم بعضًا بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضًا فى الكرامة ." رومية 10:12
هذا ما قالته الأديان السماوية فى القرآن الكريم والأنجيل المقدس ، عن علاقتنا ببعضنا البعض ، عن التآخي والحب والسلام والعطاء ، وهذا ما يجب أن يكون عليه أسلوب وحياة شعب مصر منهجًا معاشًا يوميًا ؛ عم خالد سائق الشاحنة – رحمة الله عليه- لم يقرأ في كتب الفلسفة عن مبادئ المواطنة والخير والتآخي ولم يقرأ المدينة الفاضلة لأفلاطون ، ولم يقلب صفحات التاريخ ليعلم أن الشعب المصري شعب مقدام ، ولم يكتب بوستات كثيرة على الفيس بوك عن من نهنئ فى العيد ومن لا نهنئ ، ولم يشدو بقيم مجتمعية على حسابه الشخصي ، ولم يفكر عندما اندلعت النيران فى شاحنته عن من سينقذ وماذا يفعل لينقذ نفسه أولا ، ولكن بفطرته الانسانية والمصرية قررانقاذ الاف من المواطنين المصريين والمنشأت ، ليثبت ان الفطرة التي خلقنا الله عليها عظيمة ذات خصائص ميزت الانسان عن باق المخلوقات ، فطرة الحب ، والانسانية والخير والتضحية من أجل الغير ، ليصبح بطلا جديدا ينضم لقائمة شهداء مصر من شهداء الشرطة المصرية الباسلة والقوات المسلحة والجيش الابيض من الأطباء .
فهذا الوطن قٌدر له البقاء وقدر الله له أن يكون ، ومقدراته ليست فقط فى موقعه الجغرافي أو الجيوسياسى ولكن شعبه هو احد تلك المقدرات وكنوز ذلك الوطن العظيم .
ولأن الدولة المصرية تقدر هؤلاء الأبطال ، بادرت وزارة العمل بمكافأة اسرة الشهيد على الفور ، واطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة العاشر من رمضان ، وأتوقع أن يتم تكريمه فى أحد المحافل من قبل القيادة المصرية ، على قدر ما عم الحزن على الجميع اثر استشهاد " عم خالد" ولكن أيقن أن مثل تلك الحوادث لابد أن تتصدر صفحات السوشيال ميديا كي يتعلم أطفالنا وشبابنا قيمة الوطن ومعني التضحية من أجل الأخرين ، وأن جميعنا يمكن ان نكون أبطالا في موقف ما أو يومًا ما مثل هؤلاء الأبطال الذين نحمل ذكراهم فى قلوبنا، اذا استندنا على مبادئ أدياننا السماوية و استسلمنا لفطرتنا الانسانية ولهُويتنا المصرية الأصيلة .
فاذا رأيت كهلا يحتاج المساعدة ، بادر بمساعدته ، واذا رأيت أمراة أو طفلا مد يد العون لهم ، دعونا لا نستسلم الى عزلة الخوف بسبب السوشيال ميديا والمشاكل الشخصية ، دعونا لا نستسلم الي عزلة وسلبية دخيلة على طبيعة الانسان المصري الذي طالما عُرف بشهامته وأصالته وبسالته .
فمساعدة شخص لا تعرفه تجلب سعادة وارتياح نفسي كبير جدًا وكأنك ترضي فطرتك الانسانية وكأن روحك تتطهر وتوطد علاقتك بالخالق العظيم ، فبداخل كل منّا عم خالد... المصري الجميل فسلام على روح كل الأبطال والشهداء المخلدين فى كتاب الوطن.
Trending Plus