بعد العيد.. الفرح فريضة لمن استطاع إليه سبيلا

د. حنان يوسف
د. حنان يوسف
د. حنان يوسف

بالأمس اختتمت أيام عيد  الأضحي المبارك وكل عام وأنتم بخير بمناسبة هذه الأيام المباركة   لجموع الأمة الإسلامية بعيد الأضحي المبارك، أعادها الله علينا جميعا بالخير واليمن والبركات.

وفيها عظم  المسلمون بأداء المناسك وشعائر الله، حيث وقف ملايين المسلمين على صعيد عرفات يدعون الله بكل الأماني الغالية التي تعتمر في قلوبهم الوهنة، ومعهم كل المسلمين في كل مكان على الأرض. الجميع يرفعون أكفهم تضرعا لله بالدعوات في يوم  عرفة وهو خير يوم طلعت عليه الشمس.
وحينما حل يوم العيد، صلوا ونحروا  وهموا في تنفيذ شعيرة مبهجة من شعائر العيد وهي الفرح والسرور وانشراح الصدور.
فإظهار الفرح واحدة من أهم شعائر الله مهما كان المؤمن مثقلا بالهموم والأحزان، فواجب الفرح فرض عين على المؤمن الحق، لأن فيها تسليم لأمر الله ورضا بقدره والتوكل عليه.
 
وهنا تظهر فلسفة الفرح في العيد عند المسلمين والحكمة في إدخال الفرح والسرور على المسلمين، حيث يعتبر  العيد مناسبة لإظهار الفرح في الدين، وإظهار السرور بين الناس، فإفراح الناس عبادة يحبها الله تعالى، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: (أَحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على] ويكون ذلك بالزيارة، أو الهدية، أو بالسؤال عنه عن أحواله، وهذه الأعمال في سائر السنة، إلا أنها تتأكد في العيد لإنها قائمة على الفرحة.
وينجلي من خلال إظهار الفرحة شكر  الله تعالى، فمن حكم مشروعية العيد أنه وسيلة لإظهار الشكر لله - تعالى - على نعمه، وعلى تجدد نعمه كل عام، كما أن العيد شكرٌ لله - تعالى - على التوفيق لأداء العبادات من صيام وحج، وشكر المسلم لله - تعالى - على أن بلغه مواسم الخير مثل ليلة القدر والعشر من ذي الحجة.
ففهم الحكمة من الفرح في مشروعية العيد يجب فهمها كقيمة نبيلة تنعكس على الفرد والجماعة، ولها تأثير على الصغار والكبار، والرجال والنساء، وهي كثيرة ومتعددة، ومنها  ضبط  التوازن النفسي ومعالجة الاكتئاب الذي يمكن أن يصاب به الانسان الآن من ضغوط الحياة اليومية فالإنسان الفرح المسرور هو إنسان متزن متماسك نفسيا قادر علي البناء والاصلاح والقيام بدوره المجتمعي أفضل ما يكون.
وفي المشاركة  في الفرح من تعظيم شعائر الله تعالى حيث يظهر في العيد تطبيق المسلمين لمظاهر الإسلام من اجتماع المسلمين في الطرقات والساحات في صلاة العيد، وتطبيق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وذبح الأضحية، وزيارة الأرحام، فكل هذا من تعظيم شعائر الله - تعالى -، وقد قال -عز وجل-: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ففعل هذه العبادات يعد علامة على أن القلب محب لشعائر الله - تعالى -؛ أي محب لتعظيم العلامات الخاصة بهذا الدين.
غير معناها الفلسفي والاجتماعي الكبير في التضامن المجتمعي والتوحد، والاصطفاف على معني جميل ونبيل، وبالتالي فهو رسالة قوية الي أن هذا التضامن المجتمعي الحقيقي يمكن تكراره بقوة في حال الاتفاق على قيم نبيلة ورسالة من رسائل إلهية واضحة لما يحبه الله ويرضاه .
إن يوم العيد هو يوم فرح وسرورٍ شُرع للمسلمين بإتمام فريضة فرضها الله ـ تعالى ـ عليهم، ولهذا فإن رسول الله ـ ﷺ ـ رخص في إظهار السرور في هذا اليوم وتأكيده، بالغناء واللعب واللهو المباح، وكثير  من الأحاديث ما يفيد أن إظهار هذا السرور في الأعياد شعيرة من شعائر هذا الدين.
وهنا تأتي الحكمة من انتهاج عبادة الفرح بدءا من فرحة الأعياد الي نشر منطق التمسك الفرح في حياتنا  اليومية.
ففي فهم فلسفة الفرح في العيد  والعمل به، نفهم الحكمة من الفرح رغم الصعوبات، ونفهم كل ما تحمله هذه الفلسفة الفرحة من قيم الإيمان بالله، والصبر، والوعي، والصلابة، والاستمرار، والتوحد المجتمعي علي الحقيقة المطلقة وهي رسالة الله في إصلاح وإعمار النفس والارض بالخير والحق والجمال.
فمن المنطلق الديني وهو إحياء السنن المؤكدة  في العيد من نشر الفرحة الي المنطق الاجتماعي والصحي والنفسي والاقتصادي وغيرها من مجالات الحياة بالوعي بنشر الفرح والتمسك به من أجل  تحقيق الإنجاز في الحياة  بشكل عام من خلال الحفاظ  على صحة الانسان وحياته.
فهناك علاقة تربط بين الفرح والنشاط والصحة الجيدة. حيث  أن الفرح والنشاط والبهجة يمكن أن تساهم في تحسين الصحة البدنية والعقلية.
من الناحية العلمية، ومن المعروف أن الفرح والنشاط يقللان من التوتر والضغط النفسي، مما يساهم في تحسين الصحة بشكل عام. وفقًا لبعض الدراسات, قد يكون للفرح تأثير إيجابي على الجهاز المناعي، مما يساعد الجسم على مقاومة الأمراض. 
والنظر إلى الحياة بعين الفرح والبهجة، مما يساهم في تحسين جودة الحياة والصحة بشكل عام.
فالفرح جسر لصحة الأنسان.
إذن  فلنجعل الفرح فريضة في حياتنا ولا تتوقف  فقط  علي فترات  الأعياد. فحينما نفرح ننشط  وننتج وننجز ونعمر في الارض بالخير والصلاح والفلاح وهو سبب وجودنا في الأساس  من عند الله وما سوف نحاسب عليه حينما يأتي يوم الحساب.
إذن  فلنجعل الفرح فريضة ووسيلة لتحقيق الغايات الصالحات.
افرحوا، مهما كانت الصعوبات  والهموم والتحديات، فقدرنا  أن نواجه الصعوبات في الحياة وفرض علينا أن نفرح ونمتن بما لدينا.


افرحوا لأن كل يوم نحياه هو نعمة من الله، وهو بذلك يعتبر عبدا  يستحق الفرح والاحتفال.
إذن فلنمارس فريضة الفرح ما استطعنا إليه سبيلا.. ويعين الله على قضاء فريضة الفرح.
وكل عام والجميع في فرح وخير.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

التشكيل الرسمي لمباراة باريس سان جيرمان ضد توتنهام فى كأس السوبر الأوروبي

مجلس الأمن يرفض إنشاء سلطة حكم موازية فى مناطق سيطرة الدعم السريع بالسودان

الأرصاد: انخفاض درجات الحرارة بدءا من السبت.. ولا موجات حارة الفترة المقبلة

بدرية طلبة بعد تحويلها للتحقيق: أنا غلطانة وبعتذر للجمهور

صحتك بالدنيا.. طرق علاج الالتهاب الرئوى والوقاية منه.. 10حيل ذكية لتبريد منزلك وجسمك في حرارة الصيف.. كل شىء عن علاج الاكتئاب بالضحك.. 5 خضراوات تحارب الخلايا السرطانية.. وعلامات خلل الهرمونات عند الرجال


موعد مباراة مصر و إسبانيا في ربع نهائي بطولة العالم تحت 19 عاما لكرة اليد

أسامه نبيه يعلن تشكيل منتخب الشباب أمام المغرب في الودية الأولى

مصدر مطلع للقاهرة الإخبارية: حماس تثمن جهود مصر فى إدخال المساعدات لقطاع غزة

نقابة المهن التمثيلية تحول بدرية طلبة للتحقيق لما صدر منها من تجاوز

الداخلية تضبط المتهمين بالتعدي على عمهما بسبب الميراث.. فيديو


الداخلية: ضبط تيك توكر لنشرها فيديوهات ضد القيم.. فيديو

الحكومة تحدد معايير مستحقى وحدات بديلة بقانون الإيجار القديم باجتماعها المقبل

رئيس الوزراء يؤدى صلاة الجنازة على الدكتور على المصيلحي بمسجد الشرطة بأكتوبر

ترامب يدرس إنشاء "قوة تدخل سريع" للتعامل مع الاضطرابات المدنية.. تفاصيل

مجلس الوزراء يوافق على إعفاء سيارات ذوى الإعاقة من الضريبة الجمركية

نتيجة تنسيق المرحلة الثانية.. إتاحة موقع التنسيق لمستنفدى الرغبات للتسجيل

استئناف الدعاية الانتخابية للمرشحين العشرة بجولة الإعادة فى 5 محافظات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى