دموع الوداع وتوثيق اللحظة.. الحجاج المتعجلون ينهون مناسكهم ويستعدون لزيارة المدينة.. رحلة ضيوف الرحمن تواصل نبضها الروحى وسط رعاية دقيقة وخدمات متكاملة.. وبعثة الحج: الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين مطمئنة

فى أجواء من الخشوع والسكينة، ودّع الحجاج المتعجلون بيت الله الحرام بأداء طواف الوداع، وذلك بعد أن أتموا شعائر الحج الأساسية من رمى الجمرات وطواف الإفاضة والسعى بين الصفا والمروة.
امتزجت مشاعر الحجيج ما بين الفرح والدموع، حيث عبروا عن امتنانهم لله الذى مَنّ عليهم بإتمام الركن الخامس من أركان الإسلام، وحرص العديد منهم على توثيق لحظات الوداع من خلال الصور ومقاطع الفيديو التى تخلّد ذكرى هذه الرحلة الإيمانية العظيمة.
وخلال طواف الوداع، ارتفعت الأيادى إلى السماء بالدعاء، واختلطت دموع الفرح والرهبة بعبق المكان المقدّس، فى مشهد روحانى يعكس عظمة الموقف وجلال المكان.
وكان الحجاج حريصين على التقاط صور تذكارية أمام الكعبة المشرّفة، وتسجيل مقاطع فيديو تؤرّخ آخر لحظاتهم فى المسجد الحرام، وكأنها رسائل وداع يُرجى من الله أن تكون مقدّمة لعودة قريبة، أو خاتمة طيبة تُتوج برضا الرحمن.
ومع إتمام الطواف الأخير، يستعد الحجاج المتعجلون للمرحلة التالية من رحلتهم الإيمانية، حيث يتجهون إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد النبوى الشريف، والسلام على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وزيارة الروضة الشريفة، التى قال عنها النبى إنها "روضة من رياض الجنة".
وتُعد زيارة المدينة المنورة بعد الحج من النوافل المستحبة، لما فيها من فضل عظيم وأثر روحى عميق فى نفوس الحجاج.
وتنطلق عملية التفويج من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ضمن خطة دقيقة تنفذها بعثات الحج بالتنسيق مع السلطات السعودية، حيث سيتم نقل الحجاج بواسطة حافلات حديثة مكيفة ومجهزة بكافة وسائل الراحة.
كما تم حجز فنادق قريبة من الحرم النبوى للحجاج المصريين، لتيسير أداء الزيارات والتنقلات داخل المدينة المنورة.
وتشمل البرامج المقررة للحجاج زيارات دينية لعدد من المواقع الإسلامية والتاريخية، أبرزها مسجد قباء، وجبل أُحد، والبقيع، وغيرها من المعالم التى تحظى بمكانة خاصة فى وجدان المسلمين.
وفى السياق ذاته، أكد مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية ورئيس بعثة الحج الرسمية، بأن جميع الحجاج المصريين بخير، وأن غرفة العمليات المركزية تتابع على مدار الساعة كافة تحركات الحجاج وتوفر لهم الدعم الكامل. وأكد أن هناك تواجداً دائماً للضباط والضابطات المرافقين للحجاج فى جميع مراحل التنقل، لضمان سلامتهم وتوفير الدعم الأمنى والتنظيمى اللازم.
وأشار إلى أن بعثة وزارة الداخلية قد خصصت فرقاً متخصصة للتعامل مع الحالات الإنسانية، سواء من كبار السن أو أصحاب الأمراض المزمنة، مؤكداً أن هذه الفرق تقوم بواجبها بكل إنسانية ومهنية، ما يعكس الحرص على راحة ضيوف الرحمن طوال فترة وجودهم فى الأراضى المقدسة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد مصطفى، رئيس البعثة الطبية، أن الحالة الصحية العامة للحجاج المصريين مطمئنة، وأن جميع العيادات التابعة للبعثة تعمل بكفاءة عالية، وتتابع الحالات المرضية بصفة مستمرة. وأوضح أن الفريق الطبى يواصل توجيه التعليمات الوقائية للحجاج، وعلى رأسها تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة فى فترات الظهيرة، تجنبًا للإجهاد الحرارى وضربات الشمس، مشددًا على ضرورة الإكثار من شرب السوائل وارتداء القبعات الواقية خلال التنقلات.
وفى الجانب الدينى، أشار الشيخ شريف إبراهيم، رئيس بعثة الوعظ بالأراضى المقدسة، إلى أن علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف يرافقون الحجاج فى كل أماكن تواجدهم، ويقدمون الشرح الوافى لكافة مناسك الحج والعمرة، ويجيبون على استفسارات الحجاج المتعلقة بالجوانب الدينية.
وأكد أن وجود الواعظات بين الحجاج السيدات كان له أثر بالغ فى تسهيل التواصل والإجابة على الأسئلة الخاصة التى تتعلق بالأحكام الشرعية للنساء، ما عزز من شعور الطمأنينة والراحة لدى الكثيرات.
ويختتم الحجاج رحلتهم الإيمانية، وهم يحملون فى قلوبهم ذكرى لا تُنسى، ووجوههم تفيض بالسكينة والرضا، راجين أن يكون حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا وبين طواف الوداع وزيارة المدينة، تبقى رحلة الحج عنوانًا للعطاء الإلهى والرحمة الربانية، وتجربة لا تقاس بثمن ولا تُختصر بكلمات.
Trending Plus